تقارير

المجلس الرئاسي تحت ضغط مخطط خارجي يسعى لتفتيت اليمن

13/08/2022, 09:37:25

يتعرّض مجلس القيادة الرئاسي في اليمن لضغوط قويّة، بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة عتق مركز محافظة شبوة، حيث قام عضو المجلس عبدالله العليمي بتقديم استقالته على خلفية تلك الأحداث، قبل أن يتم إقناعه بالعدول عن قراره لتحقيق استقرار المجلس، بحسب وكالة رويترز.

وكان حزب التجمع اليمني للإصلاح قد طالب، في بيان له، رئيس المجلس الرئاسي بإقالة محافظ شبوة، عوض العولقي، الذي حمّله الحزب مسؤولية ما شهدته المحافظة من هجوم استهدف الجيش والأمن، وسقط فيه قتلى وجرحى بينهم مدنيون.

ولوّح الحزب، في بيانه، بوقف مشاركته في كافة مؤسسات الدولة، في حال لم يقم مجلس القيادة الرئاسي، بإقالة محافظ شبوة، وإحالته للتحقيق.
وقال البيان: إن المحافظ "العولقي" رفض كافة الجهود لاحتواء الفتنة، وقاد عمليات التحريض والاقتتال بمعية عناصر خارجة عن القانون، وباستخدام أسلحة الإبادة الجماعية بما فيها الطيران المسيّر، فما هي خيارات المجلس في ظل هذه المتغيّرات؟ وإلى أين قد تتجه الأحداث؟

- تصفية الجمهورية اليمنية

في هذا السياق، يقول الصحفي والمحلل السياسي عبدالعزيز المجيدي: "الجميع وقع تحت ضغط مخطط خارجي يسعى لتصفية ما تبقى من ملامح الجمهورية اليمنية، وهذا الأمر بالتأكيد، له تداعيات خطيرة على البلاد بشكل عام'.
وأضاف لبرنامج زوايا الحدث، الذي بثته قناة بلقيس يوم أمس: "سيكون هناك ردود أفعال، إما بالحد الأدنى يعبّر عن حالة غضب، لكنه مكتوم أو من خلال ما شاهدناه من محاولة تقديم استقالة، وما إلى ذلك".
وأشار إلى أن اليمنيين في الواقع أقلّ ردود أفعال وخصوصا في المجلس الرئاسي لا يكاد يذكر.

وقال: "حتى الغاضبون ردودهم بالحد الأدنى، وهم يحاولون أن يغالطوا أنفسهم بأن المجلس الرئاسي يسعى لتوحيد الصف، وترديد الجمل التي استهلكت كثيرا كقصة استعادة صنعاء وهي الأكذوبة التي ركض الجميع خلفها  لمدة 8 سنوات، وأغرقوا بصراعات وحروب وتفتيت وتقسيم وإنشاء مليشيات مسلحة، أصبحت هي التي تهيمن الآن ومسنودة بطيران التحالف من أجل تصفية الجيش الذي ظل 8 سنوات يقاتل مليشيا الحوثي في الميدان".


ولفت إلى أن "التحالف لم يكن يخفي أجندته طوال هذه السنوات، ولكنه كان يستغفل نخبة السياسيين اليمنيين ويقودهم من حفرة إلى أخرى، وتقريبا وصلنا إلى الأشواط الأخيرة من تصفية الجمهورية اليمنية".
وأوضح أن "هذا الأمر يتم بشكل واضح وصريح وبتواطؤ الجميع"، مشيرا إلى أن "المجلس الرئاسي ليس له حول ولا طول، وأصبح مجرد أداة لتصفية الجمهورية اليمنية، وتمرير مخططات السعودية والإمارات".

وأضاف: "حتى على المستوى الشعبي ربما هناك ردود أفعال غاضبة، لكن ليس هناك تحرك على الأرض من خلال المظاهرات والمسيّرات التي على الأقل تقف في وجه الاعتداء الغاشم على سيادة البلاد والخروج عن الأهداف المعلنة للتحالف، الذي شُكّل -كما قِيل- من أجل مواجهة الحوثيين، وتبيّن مؤخرا أنه جاء من أجل تمزيق البلد  والمضي قُدما من أجل السيطرة على الجزر والموانئ".

- مصالح متناقضة

من جهته، يقول رئيس تحرير صحيفة عدن الغد، الصحفي فتحي بن لزرق: "إن ما يحدث من قصف واستهداف في شبوة هو تواصل لما حدث في الأيام الماضية من اشتباكات وسقوط عدد من معسكرات الجيش والأمن في محافظة شبوة ضمن الاشتباكات التي حدثت بين الطرفين".


وعبّر عن أسفه من نتائج هذه المعارك الخاسرة داخل الأطراف المناهضة للمليشيات الحوثية، وقال: "خسرنا الكثير من المناطق، وتراجع إيمان الكثير من القوى السياسية بمشروعية الحرب التي اندلعت، وانحرفت البوصلة العامة لهذه الحرب، بدلا من أن تتوحّد الجهود ضد مليشيا الحوثي للأسف توحّدت الجهود ضد بعضنا البعض، وأصبحت المعارك بدلا من التوجّه صوب صنعاء إلى التوجّه صوب عدن أو عتق أو حضرموت".

وأضاف بن لزرق: "نحن بحاجة لأن يقف طرفا التحالف وأن ينسقا المواقف، ويحددا الأهداف، وأن يتفاهما على الكثير من الملفات العالقة".
وأوضح أن "غياب التفاهم والمشاكل الداخلية داخل معسكرات الشرعية، متمثلا بصراعات مع حزب الإصلاح أو صراعات مع الإمارات أو صراعات مع المجلس الانتقالي، لن توصلنا في نهاية المطاف إلا أن نعلن وبشكل رسمي بأن الحرب انتهت، وأننا فشلنا وهُزمنا من قِبل مليشيا الحوثي، والسبب لا يكمن في قوة الحوثيين بالمطلق، ولا في نفوذهم وهيمنتهم، ولكن يكمن في أن المعسكر الذي يحارب الحوثيين انشغل بمعارك داخلية".

ولفت إلى أن "ما حدث في عتق كان من المتوقع أن يحدث من أشهر، كون الفصيل غير متجانس، والأحداث متناقضة، والمعسكرات منقسمة وأمور أخرى كثيرة".
وقال: "عوّلنا ولازلنا نعوّل على أن المجلس الرئاسي ينطلق فعلا صوب توحيد الجهود"، لافتا إلى أنه كان عنده تعويل كبير على اتفاق الرياض، لكن النوايا كانت واضحة جدا بأنها غير سليمة، وأن الأطراف لديها صراعات مريرة جدا، وأنها تريد أن تأكل بعضها البعض، أكثر مما أنها تريد أن تأكل مليشيا الحوثي.


وأكد أن "هذه المأساة ستستمر، والصراع سيتواصل، والنتيجة ستكون سلبية جدا على الوطن كافة وعلى التحالف، وجميعنا سنخسر، والحوثيون وحدهم هم المستفيدون".

وفي تعليقه حول سبب عجز المجلس الرئاسي، قال: "إن الواقع السيئ والمعكوس والمتضارب والمتناقض، الذي يحمل أجندة كثيرة جدا، من الطبيعي أن يفضي إلى غياب العرادة وطارق صالح واستقالة العليمي، وذهاب رئاسة المجلس إلى حالة من العجز كون الصراع أكبر من قدرة المجلس".
وأشار إلى أنه "حينما ننظر إلى رئيس المجلس رشاد العليمي هو لا يملك أي قوة عسكرية أو أمنية في ظل واقع عسكري أمني صرف، من يملك القوة يملك قدرة فرض القرار".

وأوضح أنه "ليس هناك أي ضوابط فيما يخص انسجام العلاقات بين أطراف المجلس الرئاسي، الذي شُكل من قوى سياسية مختلفة لديها تناقضات كبيرة، ولديها تضارب أجندة كبيرة، ولديها مصالح متناقضة جدا، ولدى البعض منها مشاريع منفصلة انفصالا تاما عن الجمهورية اليمنية وعن الحرب ضد الحوثيين"، مشيرًا إلى أن "هذا سبب ما وصلنا إليه".

وبيّن أن "جمع هذا التناقض كان يجب أن يتم وفق عملية مضبوطة مرتّبة ومنتظمة ووفق عامل ضاغط من قِبل التحالف، لكن للأسف كل هذا لم نجده".

- خيارات الإصلاح

من جانبه، يرى الكاتب الصحفي فيصل الحذيفي أن "خيارات الإصلاح هي خيارات سياسية، أي وسائل خشنة ممكن يستخدمها لاسيما تحريك أفراده من الناحية الإعلامية، أو من خلال مشاركته السياسية في الحكومة، أو عن طريق أيضا أعضائه في البرلمان".

وأشار إلى أن "التنازلات التي قدمها الإصلاح -خلال الفترة الماضية- لم تجدِ نفعا بتجنيبه الخسائر السياسية والاجتماعية، بالرغم من كونه الحزب الأقوى الذي لم يطاله التفكك، والحزب الذي ممكن أن نقول بأنه منتشر عبر الخارطة اليمنية بشكل مترابط، ويملك جيشا كبيرا من الأتباع، ويمكن أن يكون الواحد منهم وسيلة إعلامية، ويملك صوتا داخل الحكومة، إضافة إلى مشاركته الفاعلة، ابتداء من المقاومة ومشروع التحرير".

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.