تقارير

المناضل الفسيل يتحدث عن الأسباب التي جعلت الإمام أحمد يأمر بقتل أخيه بالسم (10)

19/05/2022, 06:36:46
المصدر : قناة بلقيس - خاص

يتحدث الأستاذ المناضل محمد عبدالله الفسيل، في الحلقة العاشرة من برنامج "الشاهد"، عن طريقة تصفية سيف الحق إبراهيم، وفترة اعتقاله في سجون الإمامة، وعن أوضاع السجون.

ويوضح كيف نجا الزبيري والورتلاني وعلي الوزير، وطبع نسخ جديدة من كتاب الرجل الشاذ في الحبشة، وكيف استطاع الإمام احتواء جميع النسخ.

ويستعرض الأحداث التي قادت إلى الإفراج عن جميع المعتقلين في سجون الإمام أحمد بحجة، وكيف تم الانقلاب على الإمام وفشله.

-تصفية الأمير إبراهيم

يقول الأستاذ الفسيل إن "الأمير إبراهيم جابوه وسجنوه في غرفة في قصر الإمام. أرسل رسالة إلى الإمام ينصحه فيها يوقف الإعدامات، ويصلح البلاد، وطلب منه أن يسافر ويهاجر إلى مكة".

ويضيف "كان الإمام أحمد يعرف أن أخاه إبراهيم كان عارفا بالمؤامرة، فأمر أن يقتلوه بالسم، فقتل".

- التعذيب في سجون الإمام

ويشير إلى أن الإمام لم يكن يحقق مع الذين يعدمهم، موضحا أن فكرة التحقيقات جاءت بسبب أن موضوع الميثاق الوطني المقدس أربك الإمام. 

يتابع "كان الإمام يعرف أن أحمد الشامي كتبه بخطه، فأمر بالتحقيق معه لمعرفة هل كل الموقعين على الميثاق كانوا متآمرين على قتل الإمام".

يواصل الحديث "جاء عبد الله عبد الإله -كان مقرّبا للإمام- وآخرون للتحقيق مع أحمد الشامي. قال لهم أحمد الشامي: إذا تريدوني أن أتكلم اتركوني أذهب إلى ولي العهد البدر".

يستطرد "أخبروا البدر، فطلبه للحضور. فكتب للإمام أن الميثاق الوطني المقدّس كُتب على أساس موت الإمام، وليس على أساس اغتياله. وجميع من وقّعوا على الميثاق كانوا لا يعلمون أن هناك مؤامرة". مشيرا إلى أنه -الفسيل- كان واحدا منهم لا يعلم بموضوع قتل الإمام يحيى. 

لماذا طلب الشامي الذهاب إلى البدر رغم علاقته السيئة به؟ يقول الفسيل "جاء طلبه للتخلّص من موظفي الإمام، ويُري البدر شخصيته". 

يستذكر أنه بعد فترة قرر الإمام أن يستجوب أشخاصا، فكانوا يطلعوهم إلى سطح الحارس، ويضربوهم أربعين جلدة، مبينا أن هذا العمل سبب رد فعل عند الناس.

يلفت الفسيل إلى أن "نائب الإمام في حجة أرسل رسالة يخبره بأن تعذيب المساجين سبب رد فعل لدى الناس، وطلب منه أن يعيد النظر في الموضوع. فأمر أن يجلدوا داخل السجن وليس في السطح".

يوضح أن سبب تغير معاملة الجلاد ناصر جرامة كانت بسبب إلقاء زوجته أولادها الثلاثة في باب السجن، وقالت له: خذ أولادك، أنا ما أجلس مع واحد يجلد العلماء، مشيرا إلى أن هذا الموقف أثر فيه وخفف عليهم كثيرا.

وبالنسبة لإعدام الشيخ علي ناصر القردعي، يشرح الفسيل الحادثة "كان القردعي مرتبا في نقم، فحاصره القبائل، لكنه لم يستطع المقاومة، فأخذ أصحابه وانسحب، عن طريق خولان، فمسكوه في خولان، وقتلوا مع ثلاثة من أصحابه هناك".

وبالعود إلى التحقيقات، يستذكر الأستاذ الفسيل أنه كانت هناك مجموعة كبير منهم الذي جلدوهم، وكان العزي صالح السنيدار من الذين جلدوهم،  كان جسمه نحيل، فأرسل برقيقة للإمام يقول فيها "حلني قبل ما أموت".

حققوا معهم، أحمد الشامي كان التحقيقات معه فيها الكثير من المبالغات.

-أحمد الشامي مع الإماميين

وعن تغيّر موقف أحمد الشامي، يوضح الفسيل أنه عندما يكون الإنسان يواجه الخطر، ليس أمامه إلا أن يتحدّى الخطر ويواجهه، وعندما يشعر بالأمان وأن هناك فرصة ممكن أن تتحسن ظروفه، يتغيّر.

ويشير إلى أن "أحمد الشامي  لم يكن شخصية عادية، وكان رجلا مثقفا وأديبا وسياسيا، وعنده طموح، ومن حقه أن يطمح، فأنا أعذر الشامي عندما تراجع من خط الأحرار إلى خط بيت حميد الدين، هذه وسيلة وسائل الوصول إلى القمة".

ويعتقد أن من الأشياء، التي جعلت الشامي يتجنّى عليه في كتابه، رغم صداقته معه، أنه اختار أن يبقى مع الأحرار وهو مع الملكيين.

ويتابع "عرض عليَّ أن أكون معه، فقلت له أنا لا أزال أؤمن إمانا كاملا بالمبادئ التي كنا نفكّر بها معا، لن أتراجع عنها، إذا كنت أنت تريد أن تتراجع هذا شأنك، أما أنا فلا". 

 يقول موضحا "بقيت أناضل إلى أن أعْلَنْتُ الجمهورية. وهو كان وزير الخارجية حق الملكيين، وأنا الذي أعلنت الجمهورية".

-تقييم مذكرات 48

وبخصوص مُذكرات أحمد الشامي، يبين الفسيل أنها "لم تكن دقيقة وليست صادقة"، مستشهدا بمثالين: "يذكر أحمد الشامي في مذكراته أنه ونحن في طريقنا إلى صنعاء لقينا علي محسن باشا عنده جيش وتقدّم إلى صنعاء، نحن لحقناه، قولني إني قلت له: الأستاذ قال لعلي محسن باشا: ارجع وخليهم يتقاتلوا بينهم البين، ناب كلب في رأس كلب، هو أورد هذا الكلام وهو غير صحيح بالخالص، لأن علي محسن باشا ما جنّد بالخالص، ولا سمح له الأستاذ يجنّد، قالوا له ينتظر إلى أن يجمعوا له ألفين ثلاثة آلاف يطلع بهم إلى صنعاء فرفض، وقضية أني فكرت الانتحار في السجن غير صحيح".

ويشير إلى أن أكثر المذكرات صدقا هي: مذكرات الإرياني، ومذكرات العزي صالح السنيدار، ومذكرات الأستاذ النعمان".

-نجاة الزبيري وعبدالله الوزير من الإمام

كيف نجا الزبير، وعبدالله علي الوزير، والفضيل الورتلاني، يقول الفسيل إن "الوزير قرر أن يرسل وفدا إلى السعودية يخبرها أن تدعم أو تبقى على الحياد، فرفضت تتفاهم مع الوفد، لكنها لم تعادهم أو تحتجزهم، فانتقلوا إلى عدن". 

ويستذكر أن "الاستعمار الإنجليزي أعطاهم إنذارا يخرجوا من عدن، فسافر عبدالله ابن الوزير بطريقة غامضة إلى الهند، والزبيري سافر بطريقة غامضة إلى باكستان، والفضيل الورتلاني بقي في الباخرة فترة، ما أحد سمح له بالنزول، إلى أن أنزله رياض الصلح رئيس الوزراء اللبناني، وبعدها سافر من لبنان إلى تركيا، وبقي فيها إلى أن مات".

ويوضح أن "عبدالله علي الوزير كان عنده مرض السل، ودخل مستشفى في الهند، ومات فيه. وباكستان حاولت ترد الزبيري إلى الإمام، وسجنوه على أساس يرجعوه للإمام، لأن الإمام بقي يتابع هذا الموضوع". 

ويستطرد "كان في باكستان سفير سوريا، تدخل وأخرج الزبيري، فانتقل إلى القاهرة بعد قيام ثورة يوليو 52". 

-نقل المعتقلين من سجن نافع

يقول الفسيل إن الأستاذ نعمان نقل من سجن نافع إلى القاهرة قبل السجناء الآخرين، ويشير إلى سبب نقلهم "بعدها جاءت أمطار غزيرة جدا، وبدأت بعض جدران السجن بالتصدّع، فثار المساجين، فأرسلوا برقيات للإمام، فأمر نائبه في حجة، عبدالملك المتوكل ويحيى العجي وثلاثة عمارين بالكشف عن السجن، فكتبوا تقريرا وأرسلوه إلى الإمام، فأمر بإخراج المساجين السياسيين، بعضهم إلى سجن القاهرة (المشدد عليهم) وبعضهم إلى دار الضيافة".

ويتابع "في قاهرة حجة انفرجت الأمور، وكان هناك مكان يسمى حر البقرة أنزلونا إليه، في البداية كان هناك تشديد، ومنع من قابلة السجناء السابقين، وكان وضعنا في منتهى الفقر، لأننا نقلنا دون أن نأخذ شيئا من أغراضنا، وكان معنا في حر البقرة محمد حسن غالب المطري، الذي عرفته بالبيضاء، فذهب إلى شاوش الحرس وقال له: في حاجة اسمها دين وأخلاق وإنسانية، نحن ما عندنا أي شيء، كل أغراضنا في سجن نافع، ما نقدر نعيش ونحن بدون شيء. قال له: ما تشتي مني؟ قال له: تقع إنسان، وأنك متدين، ومسؤول عنا. فأعطانا كل شيء، وأنقذنا".

- إصدر صحيفة وإنشاء نادٍ ثقافي

يستذكر الفسيل يومياتهم في قاهرة حجة قائلا "تطوّرت الأمور، وعملنا حر البقرة منتدى نقرأ فيه الكتب، والخطابة والحوار ومناقشة القضايا، وبدأنا نمرن أنفسنا من جديد، وكنا نفك القيود في الليل، وفي النهار نربكها، وكانت معي خيمة داخل السجن".

يتابع "كان عبدالرحمن المعلمي -من أنشط الأحرار- أصدر جريدة سماها في البداية "النجوى"، كنا نكتبها بأيدينا".

وحول من كان يتناوب على تحريرها، يوضح "كلنا، كنا مجموعة مثقفين وأدباء، وشعراء، كل واحد يكتب مقالا، وكانت توزّع بين المساجين".

-كتاب "الرجل الشاذ"

يقول الفسيل إن كتاب "الرجل الشاذ" لا حقه حتى وهو في سجن القاهرة.

ويشير إلى أنه أرسل برقية مراجعة مرة ثانية إلى الإمام،

فرد عليه: "من الإمام إلى محمد الفسيل عافاكم الله، كم بقي لديكم من نسخ الرجل الشاذ؟".

يبيّن الفسيل أن "الإمام رد بهذا، لأنه كان في الحبشة بعض الأحرار، منهم أحمد محمد باشا -نائب الإمام- موّل عملية طباعة الكتاب، بدون ما يعمل حساب أنّي في السجن، طبعوا الكتاب، وكان علي الجبلي -وكيل الإمام- التاجر الكبير، هناك، فاشترى جميع النسخ وأرسلها إلى الإمام".

يتابع "بعدها شكيت للإمام من صنفور كان يؤلمني جدا، فأمر بخروجي إلى المستشفى يعملوا لي عملية ويرجعوني إلى السجن. وكان الأستاذ نعمان قد عنده بيت، وعند عائلته، ويدرّس في مدرسة بحجة، وله أثر على أولاد عبدالملك وعلى عبدالملك نفسه".

-حركة 55

يقول الفسيل إنه ظل في السجن حتى سنة 55 (حركة الثلايا)، مشيرا إلى أن "الأستاذ نعمان كان في تعز، فقام عبدالله ابن حميد الدين والثلايا والقاضي عبدالرحمن ومجموعة آخرين بالانقلاب على الإمام، فقرروا إرسال الأستاذ النعمان يقابل البدر ويقنعه بأن يحرص على ألا تسفك الدماء وبالتراجع، لأن البدر كان يتحرّك على أساس يطلع حجة يجنّد".

يتابع "جاء الأستاذ نعمان بطائرة من تعز إلى مطار الحديدة، واستقبله أحمد الشامي صديقه وزميله في حزب الأحرار، باثنين جنود، الأستاذ تأثر تأثرا كبير من أحمد الشامي".

ويوضح أن النعمان قابل البدر، وانضم إليه، وسافرا مع أحمد الشامي ومجموعة إلى حجة.

يتابع "في حجة، أول ما عمله البدر إطلاق جميع المساجين.

البدر كان عنده ميول، لم يكن مرتاحا، لأن أباه كان ضاغطا عليه ضغطا شديدا، وكان يهدم أرادته ونفسيته، وعلى هذا الأساس فرّق إخوته"، مشيرا إلى أن الإمام أحمد تسبب في إضعاف بيت حميد الدين إلى أبعد الحدود.

ويستطرد "عندما أطلقونا من السجون، كان الإمام محاصرا، النهدي -حارس سجن القاهرة- عندما شعر بأن الجيش سوى انقلابا في تعز بدأ الجيش في حجة يتجمّع ويسوي انقلابا ضد البدر، فقال لنا النهدي: ما رأيكم؟ أيش نسوي؟ عرفنا أنه في شيء، جاء أحمد واصل -جندي كان خدوم لنا بشكل كبير- وكلمني أن العسكر سيقومون بانقلاب،   ويمسكوكم، أهم حاجة أنكم تخرجوا".

يبيّن "نبّهت أصحابنا، بعضهم خرج وبعضهم لم يخرج، في نفس اليوم الذي فيه العسكر مرتبين للانقلاب".

ويشير إلى أن الإمام أحمد استطاع فك الحصار المفروض عليه، فانهار كل شيء، ولم يفعل الأحرار والبدر في حجة شيئا بعد ذلك.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.