تقارير

تعز في مهمة دعم ثورة 14 أكتوبر

15/10/2021, 20:25:33
المصدر : بلقيس - خاص - عبدالسلام قائد

بعد بروز العنصرية المناطقية إزاء أبناء محافظة تعز من قِبل مليشيا ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" في العاصمة المؤقتة (عدن) وغيرها، تبرز بشاعة الوضع العنصري الشاذ الذي تنتهجه المليشيا المناطقية في الوقت الحالي عند مقارنته بالوضع الذي كان عليه اليمنيون شمالا وجنوبا في العام 1967، عندما اختارت قيادة ثورة 14 أكتوبر يوم استشهاد البطل مهيوب علي غالب الشرعبي، المعروف بـ"عبود الشرعبي"، 11 فبراير 1967، يوما للشهيد الجنوبي، إذ كان عبود الشرعبي من أبرز القيادات العسكرية لثورة 14 أكتوبر، واختارت قيادة التحرير يوم استشهاده ليكون يوما للشهيد الجنوبي، نظرا لدوره العسكري هو والكثير من أبناء تعز في نجاح الثورة.

أما ما يحدث اليوم من نزعة عنصرية يتبنّاها العنصريون الجدد (مليشيا الانتقالي في المحافظات الجنوبية والشرقية، ومليشيا الحوثي في المحافظات الشمالية والغربية) فهي لم تكن حاضرة في تاريخ اليمن منذ القدم، وتمثل انعكاسا لوضع شاذ ومليشيا شاذة أوجدت سلوكيات عنصرية شاذة لتتخذ منها ذريعة لإشباع رغبتها في العنف والانتقام بسبب أو بدون سبب، وأغرب تلك السلوكيات العنصرية، ما تنتهجه مليشيا الانتقالي من تصرّفات عنصرية إزاء أبناء محافظة تعز، رغم دورهم النضالي وتضحياتهم الكبيرة ضد الاحتلال البريطاني، ودعمهم اللامحدود لثورة 14 أكتوبر 1963، وما يحمله ذلك من دلالات ودروس ضد العنصرية أيًّا كان شكلها أو دوافعها.

- تعز قِبلة الحركة الوطنية الجنوبية

قبل اندلاع ثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاحتلال البريطاني، كانت تعز بمثابة القِبلة للحركة الوطنية اليمنية الجنوبية، حيث أُسست فيها العديد من الأحزاب والمنظّمات الثورية والجماهيرية التي حشدت لثورة 14 أكتوبر أو شاركت فيها، وبدأت حركة القوميين العرب نشاطها في مدينة تعز عام 1959، وفيها افتتح أول معسكر لتدريب أبطال ثورة 14 أكتوبر مطلع عام 1964، وكان يوجد فيها -قبل ذلك- معسكرات عدة للأحرار، تديرها قيادة الجبهة الوطنية، التي افتتحت فيما بعد مكتبها الرئيسي بمدينة تعز، في 3 يونيو 1964، بحضور الرئيس قحطان الشعبي وسالم ربيع علي وعبود الشرعبي وقيادات أخرى

- دعم الثورة والمشاركة فيها

أسهمت تعز بقوة في دعم ثورة 14 أكتوبر والمشاركة فيها، ووصلت أول شحنة أسلحة نُقلت من تعز إلى أبطال ردفان في 9 يونيو 1964، كما أرسلت شحنة ثانية في نوفمبر من العام نفسه، وتوالى بعد ذلك إرسال شحنات الأسلحة والمقاتلين من تعز إلى عدن حتى رحيل آخر جندي بريطاني من جنوب البلاد.

وكان لاحتضان تعز قيادات الجبهة القومية، وتواجد قيادة القوات المصرية هناك، وبالتعاون مع أبطال ثورة 26 سبتمبر 1962، دور كبير في استمرار إمدادات السلاح إلى أبطال ثورة 14 أكتوبر، وظلت تعز تؤدي دورا محوريا في مساندة الثورة الأكتوبرية، وإمدادها بالمال والسلاح، والمشاركة فيها بقوة، وبرز قادة من تعز كان لهم دور بارز في الدفاع الثورة، من بينهم رمز الفداء الأكتوبري عبود الشرعبي.

- إذاعة تعز الناطق الرسمي باسم الثورة

وُصفت إذاعة تعز بأنها الناطق الرسمي باسم ثورة 14 أكتوبر، وذلك لتغطيتها المكثفة لمجريات الثورة، وسير المعارك، وبث بيانات الثوار والانتصارات التي يحققونها، كما كانت تشد الهمم والعزائم، وتبث الأناشيد الثورية وخطابات قادة الثورة، وتحث على استمرار النضال، وظلت تساند الثورة منذ اندلاعها وحتى جلاء آخر جندي بريطاني من جنوب البلاد، بالإضافة إلى دورها في إسناد ثورة 26 سبتمبر والمساواة في تغطيتها لكلتا الثورتين.

- تعز حلقة الوصل بين ثورة أكتوبر والعالم

لم يقف دعم تعز لثورة 14 أكتوبر في حدود الداخل، وإنما كانت تعز حلقة وصل بين الثورة والعالم، حيث كان أفراد وقيادات الجبهة القومية وجبهة التحرير ينتقلون عبر مدينة تعز إلى مصر وغيرها، لبحث الدعم والإسناد الخارجي للثورة، والتعريف بممارسات الاحتلال البريطاني، وأخيرا التفاوض مع بريطانيا حول رحيلها وتسليم إدارة جنوب البلاد لقيادات الثورة.

- تعز وعدن كحواضن ثورية

وبما أن مدينة تعز كانت بمثابة القلب النابض لثورة 14 أكتوبر، فإن مدينة عدن كانت قبل ذلك ملجأ للثوار من شمال الوطن الذين أشعلوا فيما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد الإمامة الكهنوتية، وكانوا قد فروا إلى عدن هروبا من بطش الإمام، وبدؤوا من هناك النضال السلمي ضد الحكم الإمامي المستبد، وأسسوا حزب الأحرار في أواخر يونيو 1944، وأصدروا الصحف والنشرات، لدرجة أقضّت مضاجع الإمام.

وقد حاول الإمام يحيى ونجله احتواء المعارضة لحكمه في عدن، وأرسل ولي عهده، في 11 أبريل 1946، إلى مدينة عدن، لإجراء محادثات مع الحاكم البريطاني "ﺭﻳﺠﻨﺎﻟﺪ ﺷﺎﻣﺒﻴﻮﻥ"، طالب خلالها بالحد من نشاط المعارضة، وحاول الالتقاء ببعض رموز الجمعية اليمنية، لكنه لم يتمكّن من ذلك، وعاد إلى والده بخفي حنين.

- مع الوطن ضد العنصرية

رغم ما تقابل به تعز من نكران لدورها الوطني وتكالب العنصريات الضيِّقة ضدها، من قِبل مليشيا الحوثي ومليشيا "الانتقالي"، إلا أنها لم تواجه العنصرية ضدها بعنصرية مضادة، وما زالت على نهجها الوطني ضد مشاريع التمزيق والتقسيم والمشاريع العائلية والسلالية الضيِّقة، وتقف ضد مشاريع تشويهها من داخلها، وتتجاوز في نضالها ضد تلك المشاريع كل العصبيات الضيِّقة والمشاريع الصغيرة البدائية.

تقارير

"غرفة الرحمة".. عرض لملابس مجانية للفئات الفقيرة في المكلا

"كانت بدايتها هو عشق وحب للخير من خلال جمع بعض من الدعم الضئيل، الذي كان فريقها التطوّعي يتحصل عليه، والذهاب إلى منازل الفقراء والمحتاجين، وتوزيع ملابس الأعياد على الفقراء والمحتاجين في مدينة المكلا شرق اليمن"، بهذه الكلمات بدأت إسراء الدّيني -رئيسة مؤسسة "الناس للناس"

تقارير

"مصيرهم الموت".. مخرجات المراكز الصيفية الحوثية وطبيعة عملها

"معظم من يتخرجون من المراكز الصيفية الحوثية مصيرهم الموت"، هذا الاعتراف جاء على لسان القيادي لدى مليشيا الحوثي، قاسم آل حمران، رئيس ما يُسمى ببرنامج الصمود الوطني، أدلى به لمتابعيه والناس، وليس تنكيلا من الخصوم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.