تقارير

ثورة 14 أكتوبر.. لماذا تتجاهل مليشيا الحوثي مظاهر الاحتفال بها؟

15/10/2021, 10:33:34
المصدر : كريم حسن

تحضر الذكرى الثامنة والخمسون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، التي دحرت المستعمر الأجنبي من جنوب البلاد في العام 1963م، بصورة باهتة من الاحتفاء المفترض بالمناسبة، تحديداً لدى السكان في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، بما فيها أهالي العاصمة المحتلة (صنعاء)، الذين غدت احتفالاتهم الشعبية والرسمية بالأيام الوطنية مجرد ذكرى لزمنٍ كان. لكن غياب الاحتفالات عن مناسبات اليمنيين لم يثنِهم عن تمسُّكهم بها والمحافظة على منجزاتها المهمّة ولو صورياً، حتى استعادة أمجاد تلك المناسبات العظيمة وإحياء ذكراها الخالدة، بعد أن يتمكّنوا من دحر مليشيات الحوثي الانقلابية من جميع مناطق سيطرتها ونفوذها.

المواطن "علي السنحاني"، البالغ من العمر 45 عاماً، أحد أبناء صنعاء، يقول لبلقيس: "الحوثيون يريدون إلغاء كل مناسباتنا الوطنية، واستبدالها بمناسباتهم الدّينية، لهم أكثر من شهر وهم يجهزون لاحتفال المولد النبوي، وذكرى ثورة أكتوبر لم يعطوها أي اهتمام". ستمُر الذِّكرى الثامنة والخمسون لقيام ثورة رحيل الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن بلا احتفاء بالمناسبة الوطنية العظيمة، كانت رسمية أو شعبية، خصوصاً لدى السكان في مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية، نوعاً من المشاركة الرمزية لاحتفالات إخوانهم في باقي مناطق اليمن، لما تمثِّله من عودة للتعاضد والتلاحم ووحدة للصف بين أبناء الوطن الواحد، نظراً للظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن وأبناؤه، كحالة الانقسام والتشظّي والتمزّق لجسد اليمن الواحد.

الطبيب الأربعيني "م. ن" يقول لبلقيس: "تجاهل الاحتفال بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر سببه مليشيات الحوثي التي تحاول إلغاء الأيام الوطنية لليمنيين، وتفرض مناسباتها الدِّينية على المواطنين ليحتفلوا بها، مليشيات الحوثي هي سبب كل هذا الانقسام والتشظّي والفرز الطائفي الذي حدث ومازال يحدث لليمنيين جميعاً واليمن الواحد".

- تقويض الهوية الوطنية

تبرز ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر يوماً وطنياً في تاريخ اليمنيين، لما يمثله من رمزية عظيمة لديهم بتحرير جنوب الوطن من الاستعمار الأجنبي. يعتبرها اليمنيون حدثاً مهماً ساهم في تكوين هُويتهم الوطنية جنوباً وشمالاً، إلا أنها تشهد تقويضاً ممنهجاً نتيجة صعود المليشيات الدِّينية الطائفية والمتطرِّفة إلى سدة الحكم.
 الباحث الأربعيني في الشؤون التاريخية -فضّل عدم الكشف عن هُويته لدواعٍ أمنية- يقول لبلقيس: "إلغاء الاحتفالات بيوم ثورة أكتوبر له دلالة تاريخية متكررة في اليمن، تشير إلى عودة صعود الجماعات الدِّينية العرقية والسلالية للحكم التي تلغي وتقوّض كل ما له علاقة بالهُوية الوطنية اليمنية لتُمرر مشروعها الرجعي المتخلّف".

 إذ تعمل مليشيات الحوثي الانقلابية على حجب ومنع فعاليات الاحتفالات الخاصة بالمناسبات الوطنية لدى السكان في مناطق نفوذها، سعياً منها لتمرير وفرض إحياء ذكرى المناسبات الدِّينية بصورة إجبارية على السكان.
كانت المليشيات قد عملت على إعادة إحياء الاحتفالات بتلك المناسبات الدِّينية على الطريقة الطائفية التي تفرز اليمنيين إلى جماعات عرقية، على حساب المناسبات الوطنية الخالدة، التي وحّدت اليمنيين بمختلف انتماءاتهم، وحققت لهم المساواة العادلة على حدٍ سواء.
الناشط السياسي "ح. ي"، البالغ من العمر 50 عاماً، يقول لبلقيس: "المناسبات الوطنية راسخة كالجبال في أذهان كل اليمنيين، لا المليشيات الحوثية ولا غيرها قادرة على تقويض هُويتنا الوطنية، مهما حاولوا تضخيم الاحتفال بالمناسبات الدِّينية".
 
- احتفاء روحي بالذِّكرى

يتحسَّر السكان في مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية على عدم مشاركتهم في احتفالات ذكرى ثورة أكتوبر، نتيجة الواقع الأمني الذي تفرضه مليشيات الحوثي بحقهم، كوسيلة لحذف الأعياد الوطنية من القاموس الوطني. إلا أن معظم السكان في مناطق نفوذ الحوثي يحتفون روحياً بالمناسبة، تخليداً للذكرى ومكتسباتها العظيمة التي تحققت لإخوانهم في جنوب الوطن، بفضل قيام ثورة أكتوبر، وهذا ما أكده بعض السكان في صنعاء من خلال حديثهم لموقع 'بلقيس': "برغم الانقسام الحاصل في البلاد وتضييق الحوثيين على الحياة العامة هنا، إلا أنه واجب علينا مشاركة إخواننا في المحافظات الجنوبية أفراحهم باحتفالات ذكرى ثورة أكتوبر بالأسلوب الذي نقدر عليه، ولو بتوعية الأجيال عن أهمية الذكرى".
 ويتنامى شعور الغلّ لدى السكان يوماً بعد آخر ضد الجماعة الانقلابية وممارساتها القمعية والسلطوية، التي تحاول تشكيل تفاصيل حياة المواطنين وفقاً لمشروعها الظلامي كحجبها المقصود إحياء مناسبة ثورة أكتوبر الخالدة في ذكراها الثامنة والخمسين، لتفرض على السكان إحياء ذكرى مولد النبي "محمد" بصورة إجبارية.

الموظف الأربعيني "خالد السلامي"، أحد سكان صنعاء، يقول لبلقيس: "ولا يشتونا حتى نذكر المناسبات الوطنية، ويجبروا الناس يحتفلوا بالمناسبات الدّينية وإلا فالتُهم الملفقة جاهزة للذي ما يحتفل معهم، هذا ابتزاز".

ويواجه السكان مشروع الحوثي، الذي يفرضه بالقوة، بالرفض وعدم القبول، وقد أدركوا عظمة مشروع الدولة الوطنية ونظامها الجمهوري الذي حققته ثورتا سبتمبر وأكتوبر الخالدتان.

تقارير

بائع الفاصوليا.. مشروع شاب يعرف زبائنه من أصواتهم

إذا اعتقدت بأن الحياة خذلتك في جانب معيّن، عليك أن تنظر ماذا فعلت الحياة مع "ياسر ثابت"، وكيف واجهها، ولم يعرف الاستسلام؛ كونه متسلحا بالأفكار، فمن لديهم الأفكار والهمم؛ سيعيشون لأجل تنفيذها، ويظلون يحاولون حتى يعثروا على الطريق.

تقارير

"حيث الإنسان" يساعد عشرات الأطفال في مأرب على الوقوف والسير من جديد

يحكي برنامج "حيث الإنسان"، - الذي تدعمه وتموِّله مؤسسة "توكل كرمان"- قصة أب لا يعرف الاستسلام، وقد صنع عالما أجمل لمجموعة صغيرة من الأطفال، بينهم طفله، بتأسيس مركز تأهيل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مدينة مأرب، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي لليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.