حملة شعبية واسعة لتعريف العالم بجرائم الحوثيين في اليمن

"الحوثي منظمة إرهابية"، هاشتاج تصدر منصة 'تويتر' على مستوى العالم.
الحملة التي انطلقت، مساء الأحد، بمشاركة آلاف اليمنيين المتضررين من جرائم مليشيا الحوثي، تضمنت قصصا وتسجيلات ومقاطع فيديو، تكشف جانبا من جرائم المليشيا، ودعوة العالم إلى التعامل مع الحوثيين ك'منظمة إرهابية'.
تحدث اليمنيون عن تجارب وممارسات وحشية: عن مدنيين مختطفين، ومعرضين للإذلال في الفضاء العام من قبل عناصر المليشيا، بالإضافة إلى اختطاف أطفالهم والزج بهم في معسكرات المليشيا، وقصف المدن، وزرع الألغام التي قتلت المئات من المدنيين.

مظاهرة عفوية

أكثر من 300 ألف تغريدة خلال أقل من 24 ساعة، عدها مراقبون بمثابة استفتاء يمني حول الجماعة التي أدخلت الحرب إلى كل بيت، وإعلان واضح عن رغبة اليمنيين بالتخلص من كابوسها، التي تفشل كل محاولة جدّية لإحلال السلام في البلد.

وفي السياق، ترى الناشطة السياسية أفراح الزوبة أن "الهاشتاج كان عبارة عن تظاهرة عفوية، أظهر اليمنيون من خلاله كل الشعور بالظلم والمعاناة، التي يقاسونها جراء تسلط الحوثيين وانتهاكاتهم لحقوق اليمنيين، خلال هذه الفترة".
وأضافت الزوبة، خلال حديثها لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "الهاشتاج أظهر مدى رفض اليمنيين لكل المحاباة التي يبديها المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الإنسانية تجاه الحوثيين، وكذلك تجاهلهم معاناة اليمنيين".
وترى الزوبة أن "ما تم خلال اليومين من حملة إلكترونية يعتبر إعادة صياغة لمرويات الحرب في اليمن، خلال هذه السنوات، وما حدث فيها من مآسٍ".
وتضيف الزوبة أن ما جرى هو "نوع من الحديث عن معاناة اليمنيين وما تعرضوا له، كما أنه محاولة لإيصال هذه المعاناة إلى المعنيين بالأمر من أجل صياغة الحل، بناءً على هذه المفاهيم المنطلقة من معاناة الشعب".
وترى أن ما حدث خلال اليومين الماضيين يعد "إعادة صياغة التعريف الحقيقي للقضية اليمنية أمام المجتمع الدولي، كما أنه يعد توثيقا حقيقيا لكل الانتهاكات التي مارستها جماعة الحوثي، وذلك من خلال إظهارها لمشاعر الناس ومعاناتهم، وكذلك قصص الانتهاكات التي حدثت لهم".
الزوبة دعت في الأثناء الجهات الرسمية في الشرعية إلى التقاط هذه الحملة والبناء عليها في عمل مستدام إعلاميا ودبلوماسيا وسياسيا من أجل إيصال أصوات هؤلاء الناس إلى العالم.
​
تعبير عن المعاناة

وعن إمكانية اعتبار التفاعل الكبير مع 'الهاشتاج' استفتاءً شعبيا، يقول رئيس منظمة 'سام' للحقوق والحريات، توفيق الحميدي: "إن حجم التفاعل الكبير بهذه التغريدات يعبّر عن جيل جديد، هو جيل الثورة الحقيقية، والذي يختلف تماما عن الجيل التقليدي".
ويضيف الحميدي: "هذا التفاعل عبّر عن جيل ثورة 11 فبراير، الذي يشعر أن ما قامت به جماعة الحوثي يعد انقلابا حقيقيا وفعليا ضد إرادته".
ويوضح الحميدي أن "ما تم مساء الأحد كان أشبه بنافذة انتظرها اليمنيون طويلا ليعبّروا من خلالها عن مواقفهم الإنسانية الممزوجة بالألم والمعاناة والوجع الذي لحق بهم من إجرام الحوثي".
ويفيد الحميدي أن "الذين تفاعلوا بسيل من التغريدات هم الذين فُجرت بيوتهم، وقُتل أحبابهم أمام أعينهم، أو من الذين عذبوا أو شردوا وطوردوا من قبل الحوثيين".

من جهته، الكاتب والباحث محمد الزبيدي ينفى أن يكون هذا التفاعل مع حملة "الحوثي جماعة إرهابية" بمثابة استفتاء شعبي، "كون هذه التغريدات جاءت من طرف سياسي معادٍ للحوثيين"، حد قوله.
ويوضح الزبيدي أن "هناك ترند عالميا، أدان الحوثيين، لكن في الوقت نفسه كان هناك في الجانب الآخر ترند على مستوى العالم يتحدث على جرائم الحرب السعودية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في الداخل اليمني".
وبشأن وجود جهود لبعض الأطراف من أجل عدول الإدارة الأمريكية عن تصنيف الحوثيين، يقول الزبيدي: "لا يمكن الجزم بشيء من ذلك، كما أن الأيام القادمة ستفصح عن هذا الأمر".

ويشير الزبيدي إلى أن "موقع وزارة الخارجية الأمريكية قام بحذف التقرير الذي يتضمن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وهذا يدل على أن هناك تراجعا ربما عن تصنيف الحوثيين".
ويلفت الزبيدي إلى أن "هناك أصواتا داخل الإدارة الأمريكية ترفض تصنيف الحوثيين، باعتبار هذه الخطوة ستعرقل جهود الإغاثة الإنسانية في اليمن، وستعرقل أيضا مسيرة السلام في اليمن، كما أنها ستخلق انقساما كبيرا داخل الشعب اليمني كذلك".

سفير اليمن لدى المغرب، عز الدين الأصبحي، يرى أن التفاعل الكبير مع حملة "الحوثي جماعة إرهابية" يعبر عن الالتفاف الشعبي حول القضية اليمنية، مضيفا أن "الحملة أكدت على أن مواجهة مليشيا الحوثي تعتبر أولوية لدى اليمنيين، بغض النظر عن اختلاف توجهاتهم".
ويضيف أن "هذا التفاعل الكبير، الذي شهدته منصات التواصل الاجتماعي مع الحملة، يعبر عن القناعة الشعبية حول إرهابية جماعة الحوثي التي لا تحتاج إلى أدلة". 

ويفيد أن "هذه الحملة أو الهاشتاج، تشكل بداية حقيقية لتغيير الرأي العام الدولي، وخلق ضغط فعلي من أجل تغيير المواقف الدولية، بالإضافة إلى تعزيز التلاحم الشعبي لمواجهة إرهاب الحوثي".
وعن أهمية الحملة، يوضح السفير الأصبحي أن "هذه الحملة جمعت اليمنيين مرة أخرى حول هدف، وإن بدا رمزيا وبسيطا، في توحيد الموقف السياسي تجاه الانقلاب".