تقارير
حوثي يقتل والديه بالرصاص.. تعبئة حوثية تنتج جيلا مفخخا بالإرهاب
مساعد مشرف الحوثي في المحويت يقوم بقتل والده ووالدته بعد إطلاقه أكثر من عشر رصاصات على صدريهما، بعدما طالبوه بترك المليشيا.
جريمة تعكس وجهاً مخيفاً من أوجه صناعة الموت، وتمزيق الأُسرة اليمنية من قِبل مليشيا تدَّعي أن الشرعية الإلهية وُهِبت لعبدالملك الحوثي.
تتمثل خطورة تغذية الحوثي لأتباعه بأن طاعة الإمام أقدس شعيرة دِينية، وأنها مقدّمة على طاعة الوالدين، تتمثل خطورتها بكونها تولّد العنف الاجتماعي، وتفكك الأسرة، وكان ذلك جلياً بتحويل الدورات الثقافية الحوثية ومراكزها الصيفية مرتاديها إلى قتلة ومجرمين.
نتيجة طبيعية
وفي السياق، يقول الباحث عماد ربوان: "إن إقدام مسلح حوثي علي قتل والدته ووالده في محافظة المحويت بهذه السهولة يأتي كنتيجة طبيعية للتعبئة الخاطئة التي تنتجها المراكز والدورات الحوثية".
وأضاف ربوان، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "هذا المسلح، الذي ارتكب الجريمة، هو ضحية أكثر من كونه مجرما".
ويوضّح أن الحوثيين "يقدّسون زعيم المليشيا، ويعتبرونه ابن رسول الله، وبالتالي يرون كل من ينتقده أنه منافق وكافر يجوز قتله".
ويشير إلى أن "حادثة القتل هذه ليست الأولى في التاريخ، فقد سبق ذلك حالات كثيرة ومشابهة في التاريخ الإمامي".
ويفيد أن "مسألة القتل هذه ترتبط بمذهب عقائدي"، موضحا أن "القتل باسم الله، أو من أجل الإمام، محلل شرعا على مدى تاريخ الإمامة".
ويشير إلى أن "من ضمن من شرعن هذه الأفكار (القتال مع الإمام ومن أجل الإمامة) هو أحمد بو سليمان، ويعتبر أحد أخطر الأئمة على مر التاريخ".
ويتابع موضحا: "لدى بو سليمان كتاب يشرعن من خلاله الجهاد من أجل الإمامة، حتى لو كان الأمر متعلقا بأهلك أو بأسرتك وقبيلتك".
ظاهرة متكررة
بدوره، يقول الصحفي همدان العليي: "إن عملية الاعتداء على الأهل، وأولياء الأمور، من الأب والأم، تحولت إلى ظاهرة متكررة من حين إلى آخر في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي".
ويرى العليي إن "هذه الجرائم هي نتاج طبيعي للتعبئة الخاطئة، التي تقوم بها مليشيا الحوثي لعناصرها، سواءً بالدورات الثقافية والمراكز الصيفية أو بوسائل الإعلام التابعة لها".
ويفيد العليي إلى أن "المليشيا تصوّر لعناصرها بأن الأقارب من الأب والأم أو الأخت وغيرهم أعداءً إذا لم يلتزموا بمبادئ هذه الجماعة".
ويوضح العليي أن "من أسباب الإقدام على مثل هذه الجرائم هو كون عناصر الحوثي هم من الجهلة الذين لم يتعلموا أو من أصحاب السوابق، وكذلك المجرمين، كما هو معروف للجميع".
من جهته، يقول الكاتب الصحفي عادل الأحمدي: "إن المليشيا تزرع ثقافة في أفرادها، تصوّر الأبوين والأقارب الذين يخالفون معتقداتهم بأنهم أعداء، وأن دمهم حلال، ويجب قتلهم".
ويضيف الأحمدي أن الحوثي "يمارس الإجرام والقتل تحت مسمى آل البيت، وتحت عباءة دينية مغلوطة ما أنزل الله بها من سلطان".
ويشير إلى أن "هناك أرضية مهيّئة في مناطق سيطرة الحوثي، تتنامى من خلالها هذه الجرائم وهذه الأفكار".
ويتابع موضحا: "مناطق سيطرة الحوثي تعاني من فراغ فكري وفراغ ديني وثقافي، كما تعاني من تدني نسبة الوعي منذ سيطرة المليشيا، وهو ما يجعلها أرضية مناسبة لنمو مثل هذه الجرائم".
وبخصوص الحديث عن كيفية مواجهة الفكر والثقافة الحوثية، يرى الأحمدي أن "السبيل لمواجهة هذه الأفكار هو نشر الوعي على كل الميادين والأصعدة، وأهمها الإعلام والمدارس والجوامع".