تقارير
كيف تحولت اليمن إلى ساحة للنفوذ الأجنبي بعد55 عاما من الاستقلال؟
الثلاثون من نوفمبر يوم الجلاء أو يوم تطهير تراب أرض اليمن من خطوات بيادات جنود المستعمر البريطاني، وخروج آخر جنودها من البلاد.
كان يوم الثلاثين من نوفمبر ثمرة شجرة الحرية، التي بذرها الثوار في الرابع عشر من أكتوبر، حين ارتفعت أول صرخة في وجه المستعمر البريطاني "أن شد عصاك واحزم حقائب جنودك، وارحل"،
حينها كانت بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بسبب توسّع خارطتها الاستعمارية، لكنّها في هذا اليوم أصبحت الإمبرطوراية، التي لن تشرق شمسها في اليمن مجددا.
تحل الذّكرى الخامسة والخمسون لهذا اليوم المقدس لدى اليمنيين، لكنّه هذه المرة يفتقد نكهة الفرحة، فلا احتفال من قِبل الحكومة، ولا فعاليات رسمية بالمناسبة.
في يوم الذكرى، اختار رئيس مجلس القيادة أن يكون خارج البلاد، وأن يشارك في فعاليات وطنية لإحدى الدول، التي تمارس سلوكا أقرب للاحتلال في بلاده، فيما اكتفى وزير الإعلام بدعوة الناشطين إلى إحياء الذكرى على صفحاتهم في مواقع التواصل، وكأنّها آخر حيّز متبقٍ بأيدي اليمنيين ليمارسوا حقهم في الاحتفاء بأيامهم الوطنية بعد أن نزعت منهم كل الوسائل الأخرى.
يأتي هذا في ظل ما أصبح يراه كثير من اليمنيين على أنه احتلال مقنع، يلبس وجه الصديق، ويمارس سلوكيات المحتل.
خلال السنوات الأخيرة، أصبح التدخل الخارجي هو الوجه الأكثر وضوحاً من وجوه الأزمة اليمنية، متخذا أشكالا عدّة إلا أن النتيجة النهائية كانت ضياع السيادة الوطنية، وتناسل المليشيات التي تستمد مشروعها وشرعية بقائها من الدعم والأطماع الخارجية.
في الذكرى الخامسة والخمسين لخروج المحتل من جنوب اليمن، أصبح الشمال والجنوب قواعد للنفوذ الأجنبي، وأصبح اليمني غريبا في وطنه.. ولم يعد هناك من يستطيع القول للقوى الأجنبية أن "شدوا عصاكم وارحلوا".