تقارير

ما مصير شبوة بعد سقطوها بأيدي قوات مدعومة من السعودية والإمارات؟

11/08/2022, 08:07:29

عملية عسكرية أعلن عنها محافظ شبوة، عوض بن الوزير، ضد قوات الجيش الوطني والأمن في المحافظة بإسناد من الطائرات المسيَّرة الإماراتية، بعد أن كانت القوات الحكومية قد تمكّنت من السيطرة على مدينة عتق مركز محافظة شبوة.

وأفادت مصادر عسكرية  لـ"بلقيس"، أن الطائرات المسيَّرة الإماراتية شنّت غارات على مبنى المحافظة ومعسكر النجدة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

التدخل الإماراتي ضد الجيش في شبوة أعاد إلى الذاكرة أحداث 2019م، عندما قصف طيران التحالف قوات الجيش الوطني، لمنعها من السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن، عقب انقلاب مليشيا المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا على الحكومة الشرعية.

ومع تطوّرات الأوضاع في محافظة شبوة، تبرز تساؤلات كثيرة حول مستقبل المحافظة بعد سيطرة القوات المدعومة إماراتيا عليها.

- الطيران يقلب المعادلة

الصحفي عبدالجبار الجريري يقول، في هذا السياق: "إن المعركة اليوم كانت محسومة لصالح قوات الجيش الوطني المدعومة من رجال قبائل شبوة، لكن عند الساعة الرابعة فجرا، تدخلت الطائرات المسيَّرة الإماراتية وشنّت أكثر من 30 غارة على عدة مواقع في شبوة، وتسببت بمقتل العشرات من رجال الجيش والأمن بينهم مدنيون من النساء والأطفال".

وأضاف: "تراجعت قوات الجيش الوطني إلى مواقع حول مدينة عتق عاصمة المحافظة، بعد انسحابها من المواقع التي كانت تسيطر عليها، بسبب الضربات الجوية لطيران الإمارات".

وأفاد الجريري بأن "العميد عبدربه لعكب وكل قيادات الجيش العسكرية والأمنية، في أماكن آمنة خارج مدينة عتق".

ولفت إلى أن "عملية الاستهداف الإماراتية الأولى للجيش في نقطة العلم، في العام 2019م، لاحظنا موقفا من الحكومة الشرعية، لكن الشرعية الدستورية التي كان يتمتع بها الرئيس السابق، منحتها السعودية والإمارات اليوم لهذا المجلس الرئاسي غير الدستوري، لكي يصمت على هذه الجرائم التي تقام بحق الشعب اليمني".

- معركة مدروسة 

في هذا السياق، يقول المحلل السياسي عمر بن هلابي: "إن ما حصل في شبوة مأساة وكارثة، سندفع تداعياتها لزمن طويل جدا، كون شبوة ترابطاتها القبلية معقّدة، ومن أشعل هذه الفتنة أشعلها بقصد إفشال مشروعها الوطني".

وأكد أن "ما حدث في شبوة كان مدروسا ومخططا له مسبقا"، مشيرا إلى أن "طريقة الإقصاء وطريقة الإقالة، وتوجيهات المجلس الرئاسي، وتمرّد قوات العمالقة باغتيال العقيد أحمد العولقي، كلها عوامل ساهمت بتفجير الوضع".

وقال بن هلابي: "مجلس القيادة الرئاسي مسيّر وليس مخيّرا، والرئيس العليمي -للأسف- أصبح رهينة لأطراف معيّنة، والقرارات التي اتخذت بشأن أحداث شبوة واضحة بأنها قرارات بإملاءات إماراتية، وبفرض من عيدروس الزبيدي".

وأضاف أن "رشاد العليمي، الدكتور الذي يعرف الإدارة ويعرف وزارة الداخلية وكان قائدا لها، من غير المتوقّع أن يصدر قرارات بشخص لم يكن حتى تحت نطاق الدولة"، موضحا أن "هذه القرارات تظهر بأنها قرارات وضعت أمام الرئيس العليمي فقط للتوقيع عليها".

-مستقبل شبوة

من جهته، قال نائب رئيس التحالف الموحّد لأبناء شبوة، عارف القحطاني: "نحن أمام تحوّل كبير، سيُؤسس لصراعات وتجاذبات كبيرة جدا، لأهداف خارجية".

وأضاف: "نحن نرفض هذا العبث، وندعو المجلس الرئاسي، والمحافظ بن الوزير، وكل من يمثلون الشرعية، إلى أن يراجعوا حساباتهم، وألا يكونوا جسر عبور لمشاريع خارجية لتدمير الوطن".

وأشار القحطاني إلى أن "المجلس الرئاسي ومحافظ شبوة هما من يتحملان مسؤولية الدماء التي سُفكت في محافظة شبوة، ونأمل من المجلس أن يكون هناك تغيير حقيقي، كون ما حدث شيئا مؤسفا جدا، وسيؤسس لمرحلة كبيرة من الصراع".

قناة بلقيس - خاص
تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.