تقارير

ميدل إيست آي: تخفيض بريطانيا المساعدات ينعكس سلبا على النازحين في اليمن

20/07/2021, 09:56:59
المصدر : قناة بلقيس - ترجم خاصة

قالت صحيفة ميدل "إيست آي" إن اليمنيين بدون المساعدة الإنسانية أصبحوا يواجهون المجاعة بعد أكثر من ست سنوات من الحرب.

وتحدث عبد الوزير سفيان، الذي يعيش في مخيم للنازحين في تعز للصحيفة وقال إن الأخبار التي تفيد بأن المملكة المتحدة ستخفّض ميزانية المساعدات الإنسانية قد جعلته يخشى من أن التخفيضات في الخدمات الأساسية، التي تقدمها منظمات الإغاثة، قد تجعله غير قادر على إطعام أسرته بعد ست سنوات من الحرب والأزمة الاقتصادية المتفشية. 

ويحتاج 80 في المائة من سكان اليمن - حوالي 24 مليون شخص - إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية، للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك 14.3 مليون شخص بحاجة ماسّة، وفقاً للأمم المتحدة. 

مع وصف الأزمة الحالية، التي تمر بها اليمن بسبب الحرب، بأنها الأسوأ في العالم، فإن تصويت البرلمان البريطاني، في 13 يوليو، لخفض ميزانية المساعدات الخارجية للبلاد بمقدار الثلث - أو 5 مليارات جنيه إسترليني (6.92 مليار دولار) - قد يؤدي إلى تفاقم الوضع في اليمن.

كان اليمن رابع أكبر متلقٍ للمساعدات البريطانية في عام 2019، المقدرة ب260 مليون جنيه إسترليني (360 مليون دولار)،  قبل انخفاض المساعدات، التي تم التعهّد بها، إلى 87 مليون جنيه إسترليني (120.5 مليون دولار) في عام 2021. 

في الوقت الذي ليس من المعلوم كيف ستؤثر التخفيضات في المساعدات الخارجية على البلاد، أخبر العديد من اليمنيين موقع  "ميدل إيست آي" البريطاني عن مخاوفهم بشأن كيفية تأثير قرار لندن عليهم وعلى عائلاتهم. 

يقولون "نحن بحاجة إلى الدعم للبقاء على قيد الحياة".

 

سفيان، 50 عاماً، يعيش مع زوجته و11 طفلًا في المخيم، فّر من منزله في عام 2015 عندما وصل القتال إلى قريته (الكلائبة)، بالقرب من تعز.

فقد المزارع سفيان كل شيء بسبب الحرب، ونزح هو وعائلته، منذ ذلك الحين، إلى مخيم في مديرية "المعافر" في تعز. 

يقول سفيان لموقع ميدل إيست آي: "لقد كنت مزارعاً أزرع البصل والكراث وأبيعه، وكان ذلك كافيا لإعالة أفراد عائلتي”. 

ويضيف: "لم أكن بحاجة إلى مساعدة من أي شخص، في الواقع، كنت أساعد الآخرين. أجبرتنا الحرب على الفرار من منزلنا، وترك كل شيء وراءنا. الآن، نحن نازحون في هذا المخيم، لا يمكننا العثور على عمل، ولا يمكننا المغادرة إلى مناطق أخرى، لذا فإن المصدر الوحيد للخدمات الأساسية هو المنظمات الإنسانية". 

ويقول: "في الأشهر الأولى من النزوح، عانينا من أزمات عميقة، حيث لم تكن هناك منظمات للمساعدة". 

ويوضح أن "بعض الأطفال عانى من سُوء التغذية، لكن بعد ذلك تدخّلت المنظمات وأنقذت عائلاتنا من المجاعة". 

يرى سفيان، نازح يمني في مدينة تعز، أن الجمعيات الخيرية أنقذت الكثير من الأرواح في ظل الظروف الصعبة.

ويشير بالقول إن "المساعدة الإنسانية خففت من معاناتنا. ونتلقى المساعدة على شكل خدمات أساسية مختلفة في المخيم، مثل المأوى والمراحيض والمياه، بالإضافة إلى الأموال التي ساعدتنا في شراء الطعام والمواد الأساسية الأخرى". 

 

ويؤكد أنه يستطيع أن يقول إن "المساعدات الإنسانية لعبت دوراً رئيسياً في خلق الاستقرار للنازحين في هذا المخيم، والمناطق الأخرى، التي يعتمد عليها غالبية الناس". 

ويضيف قائلا: "أنا ممثل العائلات النازحة في هذا المخيم، وأعلم أن المملكة المتحدة ساعدتنا من خلال منظمة أوكسفام. فإذا لم نحصل على مساعدات إنسانية كافية، ستكون عائلتي أول من 'يعاني'. كيف يمكنني إعالة 11 طفلاً وأنا عاطل عن العمل؟".

ويقول سفيان إنه شهد بالفعل المعاناة الشديدة الناجمة عن انخفاض المساعدات على مر السنين. 

ويضيف: "لقد بدأنا نعاني بالفعل، وإذا قطعت المساعدات بشكل كامل، فإن هذا المخيم سيتجه نحو المجاعة"، موضحاً "اضطررت بنفسي إلى بيع أثاثنا لأخذ ابنتي إلى المستشفى. الوضع سيِّئ الآن، وإذا خفضت المساعدات، فسيكون الوضع أسوأ". 

ويضيف: "نأمل أن تنتهي الحرب، وأن نعود إلى حياتنا العادية، لكن هذا يبدو بعيداً، لذلك نحتاج في الوقت الحالي إلى الدعم للبقاء على قيد الحياة". 

ويبيّن أن "خمسين كيلوغراماً من دقيق القمح يكلّف 30 ألف ريال يمني (30 دولاراً)، ومن الصعب عليّ الشراء، لأنني لا أملك حتى 1000 ريال يمني في جيبي". 

التسوّل من أجل البقاء 

نجاة سيف، امرأة نازحة في الأربعينات من عمرها، تعيش مع أطفالها في منطقة "العين" في تعز، كانت ربة منزل منذ وفاة زوجها قبل الحرب، وكانت تتلقى مساعدات من منظمات دولية، لكنها بدأت مؤخراً في التسوّل في السوق المحلية لتغطية نفقاتها.

 

تقول نجاة إن عائلتها نجت بفضل كرم اليمنيين الآخرين، الذين تبرعوا لها. 

وتضيف: "خففت المنظمات من معاناتنا، حيث ساعدتنا في توفير المياه والأكواخ الخشبية، عندما اعتدنا النوم في العراء من قبل".

وتابعت: "لقد تلقينا أيضاً أموالاً من منظمات مثل أوكسفام، مما ساعدنا كثيرا على مدار السنوات القليلة الماضية". 

وتضيف: "لكن المساعدة تم تقليصها في الآونة الأخيرة، والآن لا نحصل على المال ولا الطعام". 

وتؤكد أن "المساعدات الإنسانية كانت تصل إلى جميع المحتاجين هنا، ولكن الآن تصل إلى البعض فقط". 

وتقول بحسرة: "لسوء الحظ، أنا متسوّلة هذه الأيام". 

وأشارت إلى أن إحدى المنظمات لا تزال تزوّد بعض اليمنيين المحتاجين في المنطقة بالدقيق، وينتهي الأمر ببعضهم إلى تقاسم تبرعاتهم الضئيلة معها. في حين أنه لا يكفي لإطعام ابنتيها.

وقالت: "لولا دقيق القمح من تلك المنظمة، لكنا سنقع في المجاعة". 

وتضيف نجاة: "ما زلنا نتذكّر تلك الأيام السيِّئة، عندما اعتادت معظم العائلات التسوّل، قبل أن تأتي منظمات الإغاثة للمساعدة. لا نريد العودة إلى تلك المعاناة. آمل أن تستمر المنظمات في مساعدتنا بالطعام، حتى لا أحتاج إلى التسوّل". 

*منع المجاعة

عبده حسن (55 عاما)، أب لسبعة أطفال، أجبرت الحرب عائلته على الفرار من منزلهم في مديرية "الكدحة"، في عام 2015، إلى مخيم "المعافر" للنازحين داخلياً، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية للرعاية الصحية منذ ذلك الحين.

يقول عبده لموقع  "ميدل إيست آي": "إنني أتطلع إلى الخدمات الأساسية للبقاء على قيد الحياة في المخيم". 

ويضيف: "زوجتي تعاني من ارتفاع ضغط الدم، ولدي طفل معاق- كلاهما بحاجة إلى رعاية صحية. لا يمكنني تحمّل تكاليف رعايتهم الصحية". 

ويستدرك بالقول: "لكن إحدى المنظمات تزوّدني بقسائم نستخدمها للذهاب إلى المستشفى مجاناً". 

*بالنسبة لحسن، فإن كسب العيش يعتبر عملية عشوائية.

يقول: "في بعض الأحيان يمكنني العثور على عمل، وفي معظم الأحيان لا أجد، لذلك لا يمكنني توفير ما يكفي من الطعام والرعاية الصحية لعائلتي". 

ويضيف: "نحن محظوظون، لأننا نتلقى المساعدة من تلك المنظمات. هذا هو حال غالبية الناس هنا، وليس وضعي فقط". 

وأبدى شكره لجميع المنظمات والجهات المانحة على الدعم الذي يحصلون عليه. 

سبب حفض التمويل من قِبل بريطانيا قلقاً لحسن على أسرته، حيث يقول:

"سمعنا عن خفض المساعدات، لكننا لا نعرف سبب ذلك. نأمل أن تجد المنظمات حلاً". 

ويضيف: "فإذا قطع المانحون، مثل المملكة المتحدة، مساعدتهم لنا، لا أعرف كيف يمكنهم إيجاد الأموال، لكن رسالتي هي أنه لا يمكننا العيش بدون مساعدات". 

ويؤكد أن "المساعدة الإنسانية تمنع حدوث مجاعة بين اليمنيين".

تقارير

مخيمات النزوح في مأرب.. إهمال حكومي وكوارث متكررة

يعيش ملايين النازحين في محافظة مأرب ظروفا إنسانية كارثية تتفاقم مع مرور الوقت، وتهدد حياتهم بشكل مباشر، ومن أوجه المعاناة أن العديد من الأسر النازحة تضطر إلى العيش في خيام متلاصقة، مما يشكّل بيئة خصبة لانتشار الحرائق والأوبئة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.