تقارير

هجمات مكثفة للحوثيين على مأرب بعد يوم واحد من إدانة مجلس الأمن؟!

28/02/2021, 09:32:19
المصدر : خاص

كثفت مليشيا الحوثي قصفها الصاروخي والمدفعي على مدينة مأرب وأحيائها السكنية والعسكرية، قبل أن تشن هجوما ضاريا على مختلف الجبهات.

معركة استمرت لأكثر من 18 ساعة متواصلة، انتهت بانكسار المليشيا على مختلف الجبهات، مخلفة عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى وأسرى من أبناء القبائل.

رغم الكلفة الباهظة، التي يدفعها الحوثيون على مشارف مأرب، إلا أنه -كما يبدو- لا يشعرون بحجم تلك الخسارات البشرية الكبيرة، التي يقدمها أبناء القبائل في معارك زعيم المليشيا.

ثمن الصمود

وعن تفسير صمود أبناء مأرب في هذه المعركة، يوضّح رئيس منتدى "جذور" للفكر والثقافة، عمار التام، أن "الثمن الذي يُدفع اليوم، مهما كان باهظا، لا يقارن بالثمن الذي سيُعطى لو استسلم الناس". 

وأضاف التام، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "أبناء مأرب ومعهم اليمنيون يدركون الدوافع من وراء هجوم مليشيا الحوثي على محافظة مأرب". 

ويفيد أنه "مهما كانت التضحيات، ومهما كانت معاناة الناس، إلا أن مواجهة هذه المليشيا هي الخيار الصحيح". 

ويرى التام أن "المعركة اليوم لا تقاس على رقعة الجغرافيا، بقدر ما تقاس على كسر زحوفات وهجمات مليشيا الحوثي". 

وعن تأثير مقتل قائد القوات الخاصة في مأرب، العميد عبدالغني شعلان، على المشهد في المحافظة، يقول التام إن "رحيل شعلان خسارة على مأرب، وعلى المشهد العسكري والأمني فيها، لكن هناك مئات القيادات التي تشبه شعلان".

ويتابع موضحا: "الثغرة التي تركها شعلان لن تترك طويلا، كونه هناك المئات ممن أوجدتهم الأحداث، وصهرتهم في بودقة الإعداد الصلب". 

ويفيد التام أن "شعلان بنى وأسس، خلال الست السنوات الماضية، مؤسسة أمنية بمعايير الجودة في عقيدتها القتالية، وفي الإدارة والتدريب، وفي الأداء الأمني والقتالي، وكان له دور كبير في مأرب، وفي المؤسسة الأمنية التي أصبحت درعا حصينا لمأرب".

رسالة برلمانية

وعن الرسالة التي وجهها عضوان من أعضاء مجلس النواب للرئيس هادي، التي طالبا من خلالها هادي بالتعبئة العامة، والدعوة إلى انعقاد مجلس الدفاع الوطني، وتحريك جميع الجبهات، يقول عضو مجلس النواب، عبدالوهاب معوضة، إن "هذه الدعوة جاءت بعد أن تُركت مأرب تواجه وحيدة، بينما بقية الجبهات في حالة سكون".

ويضيف معوضة، وهو أيضا أحد الأعضاء الذين وجّهوا الرسالة للرئيس هادي، أن "الأمر وصل إلى مرحلة يعتبر الصمت فيها عارا وخيانة". 

ويشدد معوضة على ضرورة أن يكون هناك قرار سياسي واضح وصريح من قبل الرئيس هادي ونائبه، بتحريك بقية الجبهات، "كون الأمر وصل إلى مرحلة لا يفضّل فيها السكوت أو الصمت". 

معوضة دعا أيضا دول التحالف إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في دعم وإسناد الجيش الوطني والمقاومة، وإمدادهم بالسلاح المناسب، واتخاذ موقف حازم -بحزم المعركة- لصالح الشرعية. 

ويلفت إلى أن "مأرب، المدينة المكتظة بالنازحين، تعرّضت، خلال الساعات الماضية، إلى أكثر من 9 صواريخ باليستية، وعشرات من صواريخ الكاتيوشا، والطيران المسيّر، أطلقتها مليشيا الحوثي، وهو ما يحتّم على الجميع مساندتها، كونها تتعرّض لحرب إبادة من قبل المليشيا".

ويفيد أن "مأرب اليوم تتصدّر الدفاع عن الثورة والجمهورية والشرعية وعن اليمنيين جميعا، وبالتالي هي بحاجة إلى الدعم والمساندة من قبل الجميع".

الناشط السياسي زيد الشليف يقول إن "مليشيا الحوثي تحاول أن تفرض واقعا جديدا على مدينة مأرب، سواء واقع سياسي أو عسكري".

ويضيف أن "مليشيا الحوثي تدفع بالقبائل وبأبناء الفقراء المغرر بهم إلى محارق الموت بالمئات، في جبهات 'الجدعان' و'صرواح'، في محاولات بائسة للهجوم على مأرب".

ويؤكد أنه "رغم هذا الحشد لمأرب، والهجمات المكثفة على جبهاتها، إلا إن المليشيا لم تستطع إحداث أي اختراق بفضل ثبات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية".

وعن الدعم المطلوب توفّره للجيش الوطني والمقاومة في مأرب، يرى الشليف أن "أكبر دعم يمكن أن تقدّمه الحكومة الشرعية هو تحريك بقية الجبهات على امتداد البلاد".

ويفيد أن "الجيش الوطني يمضي بخطة مُحكمة، تتمثل في استنزاف الحوثيين بشريا، حتى يتسنّى له التحول إلى مرحلة الهجوم"، لافتا إلى أن "الجيش وأبناء القبائل استطاعوا، خلال الأيام الماضية، امتصاص جميع هجمات الحوثيين في كل الجبهات".

القيادي في مقاومة 'مراد'، مبارك المرادي، يقول إن "مأرب تواجه اليوم مؤامرة دولية كبرى"، مؤكدا أنها  "ستتجاوز هذه المؤامرة بعزيمة رجالها".

ويضيف أن "العالم اليوم يكيل بمكيالين، حيث يلتزم الصمت على ما تتعرّض له مأرب من صواريخ تطلقها مليشيا الحوثي على الأحياء السكنية والمدنيين، ومخيمات النازحين، بشكل شبه يومي".

ويقلل المرادي من هجمات الحوثي المكثفة على مأرب، مضيفا أن "الحوثي لن يدنس مأرب وفيها رجالها من أبناء الجيش الوطني، والقبائل، وأحرار اليمن الشرفاء".

وعن نظرة القبائل لهذه المعركة، يوضّح المرادي أن "قبائل مأرب متوحّدة منذ الوهلة الأولى لانقلاب مليشيا الحوثي، وهي تقف في صف واحد مع الجيش الوطني ضد مليشيا الحوثي".

تقارير

مخيمات النزوح في مأرب.. إهمال حكومي وكوارث متكررة

يعيش ملايين النازحين في محافظة مأرب ظروفا إنسانية كارثية تتفاقم مع مرور الوقت، وتهدد حياتهم بشكل مباشر، ومن أوجه المعاناة أن العديد من الأسر النازحة تضطر إلى العيش في خيام متلاصقة، مما يشكّل بيئة خصبة لانتشار الحرائق والأوبئة.

تقارير

ما مستقبل الأزمة اليمنية بعد 10 أعوام من محاولة جلب الحل السياسي الشامل؟

الأمم المتحدة، وعبر مبعوثيها المرسلين إلى اليمن، لم تستطع، حتى الآن، إيجاد خريطة طريق للحل، ووقف إطلاق النار، وجعل مسار المفاوضات ممكنا، وسط تقارير تشير إلى تخاذلها وغض الطرف عن تصرفات مليشيا الحوثي العابثة منذ سنوات.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.