تقارير
'هيجة العبد'.. شريان تعز الوحيد وطريق الخوف والحوادث المتكررة
لا تتوقّف الحوادث المروّعة في طريق 'هيجة العبد'، الذي يربط محافظة تعز بمحافظتي لحج وعدن، ولعلّ آخر تلك الحوادث انقلاب ناقلة ركاب ووفاة طفلين بسبب الحادثة قبل أيام.
فإلى جانب وعورة الطريق، تسببت الحفريات والتجريف -الذي أحدثته السيول- مؤخراً بتدمير ما تبقّى من الطريق، الأمر الذي يجعل المسافرين عُرضة للحوادث المتكررة، لاسيما سائقو شاحنات البضائع الكبيرة، الذين يجدون صعوبة بالغة في العبور.
معاناة مستمرة
تحدث موقع "بلقيس" مع عدد من سائقي الناقلات والرُّكاب، الذين يمرون غالبا من الطريق أكدوا أن الأمر بات أشبه بالمغامرة.
محمد علي -سائق شاحنة خاصة بالبضائع- يقول إنهم يضطرون أحياناً إلى التوقّف لساعات طويلة، بسبب الحوادث المتكررة، إلى جانب شعورهم بالخوف والارتباك وهم يحاولون العبور عبر طريق لا تصلح لأن تكون ممراً للمواشي، حد تعبيره.
وفيما كانت الشاحنات تتقدّم ببطء شديد على الطريق غير المعبَّد، الذي يمتد نحو 7 كيلو مترات - تتوقّف في بعض الأحيان للسماح لمركبات أخرى بالمرور- تحدّث أحد السائقين لموقع "بلقيس" قائلا: "أنتم ترون بأعينكم الطريق مليء بالحُفر، والوضع يزداد سُوءا".
وأضاف: "أحيانا لا نستطيع المرور، خوفاً من السقوط إلى الوادي، لقد تعبنا وبُحت أصواتنا، ونحن نناشد الجميع القيام بمسؤوليتهم".
وطالب السائقون، في حديثهم لموقع "بلقيس"، السلطات المحلية والحكومة بالعمل على سرعة إصلاح الطريق، وإنقاذ حياة الناس، خصوصا وأن طريق "هيجة العبد" الواصل إلى مدينة 'التربة' في مديرية 'الشمايتين' عبر محافظة لحج يعد الطريق الوحيد للوصول إلى مدينة تعز.
توجيهات ومناشدات
ورغم توجيهات الحكومة، في أكتوبر الماضي، لوزارة الأشغال العامة والطرق والسلطة المحلية في محافظة تعز بسرعة البدء في استكمال إعادة تأهيل طريق 'هيجة العبد'، غير أن تلك التوجيهات لم يلمس السائقون منها شيئاً، على حد قولهم.
ولم تجدِ نفعاً كل المنشادات التي أطلقها سكان تعز خلال السنوات الماضية، وأبرزها توقيع عريضة مكونة من 40 ألف توقيع، وبطول 400 متر، للمطالبة بسرعة صيانة وإصلاح الطريق، ورفع الحصار الظالم عن المدينة المحاصرة، منذ أكثر من 6 أعوام.
وطريق "هيجة العبد"، الواصل إلى مدينة 'التربة' بمديرية 'الشمايتين'، عبر محافظة لحج، يعد الطريق الوحيد للوصول إلى مدينة تعز.
وتحدث موقع "بلقيس"، مع مسؤولون حكوميون يعملون في الإشراف على هذا الملف، أكدوا بدورهم على ضرورة صيانة الطريق بأسرع وقت، وقالوا إنه في حال إغلاق الطريق "ستكون هناك كارثة إنسانية" في تعز.