منوعات

'الحب' في تعز يقاوم الحصار والتطرف

18/02/2021, 13:12:55
المصدر : خاص

لجأ شباب في تعز إلى الاحتفال بعيد الحب (الفالنتاين)، بالتقاط الصور الجميلة، وتبادل الورود مع زوجاتهم، تعبيرا عن المشاعر التي يحملونها لبعضهم.
وما إن تم تداول تلك الصور في الرابع عشر من الشهر الجاري، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بالانتقادات اللاذعة لهم، ووصف ما قاموا به بأنه خروج عن عادات المجتمع، في المقابل شجّع آخرون تلك الممارسات، واعتبروها فرصة لرؤية أشياء أخرى غير صور القتلى والجرحى والمنازل المدمَّرة.

يقاوم 'الحب' في تعز الكثير من المنغِّصات، كما يعاني سكان المدينة من الحصار المفروض عليهم وتبعاته، الذي جعل حياتهم أكثر صعوبة عن ما كانت عليه قبل 2015.
يختار المدنيون، طوال فترة الحرب، طرقا مختلفة للخروج من دائرة معاناتهم التي تضيق يوما بعد آخر، بسبب الظروف المفروضة عليهم، بالمهرجانات وغيرها.
في المقابل، يواجه البعض في تعز من حين لآخر انتقادات كثيرة لممارسات بسيطة يقومون بها، فقط لأن الطرف الثاني هو امرأة، ويتم التحريض ضدهم من قِبل بعض الأشخاص الذين يهاجمونهم بشدّة، ويتحولون إلى أوصياء عليهم، باعتبارهم مخالفين للعادات والتقاليد، واعتبار ذلك انفتاحا مُخلا.

الهروب من الواقع

ويُلاحظ خلال فترة الحرب في تعز، أن طقوس الاحتفال بالمناسبات الاعتيادية كالأعراس وغيرها، تغيّرت كثيرا، وأضيف لها الكثير أيضا.
وتقول منال شرف، التي شاركت بالاحتفال بعيد "الحب" وظهرت بالصور، التي نُشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مع زوجها، إنّ ما قاموا به جاء بشكل عفوي.

وأوضحت لـ"بلقيس": "أردنا أن ننفِّس عن ذواتنا قليلًا، جراء ما نعانيه من ضغوط يومية مختلفة؛ لذا قررنا الخروج برفقة الأصدقاء، كلٌ مع حبيبه وشريك حياته؛ لنتفرغ لمشاعر الحب، ونحتفي بها، حملنا الورود، وأهديناها لبعضنا، وضحكنا كثيرا، ثم التقطنا صورا للذكرى".

وتعتقد منال أن الصوّر، التي نُشرت، أظهرت مدينة تعز بشكل مناقض لما فعلته الحرب وأجواؤها.
وأشارت إلى أن الكثيرين تفاعلوا معهم بشكل إيجابي، وأسعدتهم الصوّر بما فيها من حب ودفء، وهو أمر يدلً على رغبتهم بالحياة بسلام، على حد قولها.
وبشأن الهجوم، الذي واجهوه في مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرت منال أنهم تعرّضوا للكثير من التنّمر والشتم والتحريض، وهو رد فعل سلبي، وهم يحتفظون بحقهم القانوني في حال واجهوا أي مخاطر على خلفية ما حدث.

تنّمر غير مقبول

وتتحوّل منصات التواصل الاجتماعي، من حين لآخر، إلى ساحات للصراع بين اليمنيين، والهجوم الذي تتصدّره في كل مرّة مجموعة منهم، بحسب طبيعة القضية التي تتم إثارتها.
وتعتبر الناشطة والصحفية فاطمة الأغبري أن هناك حالة تنّمر غير طبيعية تستهدف أشياء جميلة، كان آخرها صور المتزوجين، التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتسببت في أن يتحوّل البعض إلى مجرد تجار بالأخلاق والدِّين؛ حيث يحللوا ما يريدون ويحرموا ما يريدون.

وقالت لـ"بلقيس": "لم أتوقع أن يأتي فيه اليوم، الذي يكون فيه المتزوجون وتصرفاتهم تحت هجوم المتعصبين".
ومن وجهة نظرها، فإن الشباب لم يخطئوا في نشر الصّور، "فهي لا تسيء لأخلاقنا، ولا لعاداتنا، خصوصا ونحن في أمسِّ الحاجة إلى أن ننشر ثقافة الحبّ فيما بيننا".
وختمت فاطمة حديثها بالتأكيد على أن "الذين يقوم بالهجوم تربوا على ذلك، والمرأة بنظرهم عورة، وأي تصرف تدخل فيه يجنّ جنونهم"، مؤكدة أن "من يقومون بتلك الممارسات هم جماعة المتأسلمين، الذين يرهبون الناس بتصرفاتهم".
وتعاني المرأة في اليمن من التهميش والنظرة الدُّونية، وزادت الحرب وضعها سوءا، فقد أصبحت عُرضة للعنف أكثر من ذي قبل، وتتحمّل أعباء أخرى بسبب فقدانها العائل، وفق أبحاث وناشطين.

فرصة للتعبير عن الحب

يحتفل الكثير من الناس، حول العالم، بعِيد "الحبّ"، الذي توجد عدد من الروايات بشأنه، أشهرها: أنه في القرن الثالث في روما، كان الإمبراطور كلوديس الثاني يمنع زواج جنوده، فهو يرى أن كفاءتهم في القتال تكون أكبر إن ظلوا كذلك، وكان القس سانت فالنتاين يساعد سرا من يريد منهم الزواج، وحين تم اكتشاف الأمر تم إعدامه عام 269م.

ويجد منيف عبدالرحمن هذه المناسبة فرصة لإدخال بعض السعادة إلى قلب أمّه وأخته الكبرى، التي تعيش معهم، رغم أن الحبّ بالنسبة له لا يرتبط بيوم واحد فقط في العام.
يؤكد لـ"بلقيس" أنه سيحرص على الاحتفال بالرابع عشر من فبراير كل عام، حتى حين يتزوّج، ليس تقليدا للآخرين أو لعدم إدراكه بأن هذه المناسبة ليست جزءا من ثقافتنا، بل لرغبته بأن تكون هناك أيام مميزة في العام، تدخل البهجة إلى قلوبهم.
ومنذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، خاصة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، اختفت، مع مرور الوقت، مظاهر الاحتفال ببعض المناسبات ك'عيد الحب'، تحت يافطات المحافظة على قيم المجتمع، ومنع الأفكار الدّخيلة، وتعرّض سابقا بعض الشباب في صنعاء للاعتقال بسبب "الفالنتاين".

منوعات

أجهزة طبية قطرية حديثة لمرضى القلب في تعز

الهلال الأحمر القطري يدشن بالشراكة مع قطر الخيرية، العمل بجهاز القسطرة القلبية Azurion 3 F15، في تعز وهو من الأجهزة المتطورة والحديثة المستخدمة في التشخيص الدقيق والعلاج الآمن لأمراض القلب والأوعية الدموية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.