تقارير

"ثقافة العيب".. ليست كل التخصصات الجامعية متاحة للفتيات!!

07/05/2024, 18:15:47
المصدر : خاص

مع بدء التنسيق للعام الجامعي الجديد، تواجه كثير من الفتيات صعوبات كبيرة أمام قدرتها على الالتحاق بالتخصص الجامعي، الذي ترغب فيه، وتضع كثير من الأسر خطوطا عريضة، مبنية على الثقافة المجتمعية، وثقافة العيب التي تحصر الفتاة في مساحة محددة، ولا تستطيع تجاوزها.  

نجوى حسن واحدة من الفتيات اللاتي تحطمت أحلامهن على صخرة الرفض الأسري، والخيارات المحدودة، وتبخّر حلمها بأن تصبح إعلامية، وتضع بصمة واضحة في مجال الإعلام، بعد أن ناقشت رغبتها مع الأسرة، واصطدمت برفضها، ومعارضتها الشديدة للفكرة.

اكتفت نجوى بالصمت؛ لأنها تعرف أن أسرتها لا تختلف نظرتها المغلوطة للإعلام عن كثير من الأسر المحافظة، وقبلت دراسة التخصص الذي اختارته العائلة، مما جعل سنوات الدراسة تمر بطيئة وثقيلة عليها.

تقول نجوى لـ"بلقيس": "مرت أربعة سنوات من عمري، وأنا أدرس تخصصا بعيدا عن قناعاتي، ولم أستفد من هذه السنوات شيئا، وبعد الدراسة جلست في البيت دون عمل".

وبحسب نجوى، لم يبارحها حلم العمل في مجال الإعلام، ودخلت في صراع مع ذاتها حول ضرورة اتخاذ قرار حازم، والمضي نحو هدفها دون تردد، ومواجهة كافة التحديات.

وبعيدا عن موقف الأسرة، التحقت نجوى بدورات تدريبية في مجال الإعلام عبر الأونلاين، وقررت العودة لإقناع أسرتها دون استسلام، وبعد جولات عديدة من النقاشات، نجحت في كسب قضيتها، وشرعت في دراسة الإعلام، وإنتاج مواد صحفية للعديد من المواقع.

- سنوات ضائعة

نجوى حسن ليست إلا واحدة من آلاف الفتيات التي تحطمت أحلامهن على صخرة الرفض الأسري، المغلف بثقافة مجتمعية، تقيِّدها الكثير من الاعتقادات والرؤى المغلوطة، حول محظورات اختيار التخصص الجامعي للفتاة.

وفيما استطاعت نجوى حسن العودة إلى تحقيق حلمها وهدفها، بعد ضياع سنوات في الطريق الخاطئ، لم تستطع "نسرين" مواجهة رفض الأسرة القاطع في دراسة التمريض، واعتزلت رغبتها لإرضاء العائلة، وعدم الخوض في صراع أسري لن يفضي إلى شيء.

قبل الانتقال إلى دراسة تخصص آخر، حاولت "نسرين" إقناع أسرتها برغبتها الدراسية، لكن العائلة بررت رفضها بالاختلاط خلال العمل في المستشفيات، والمضايقات الكثيرة التي ستلاقيها من الموظفين داخل المنشأة الطبية، ومن المرضى والمرافقين، بالإضافة إلى أن مهنة التمريض قد تستدعي مناوبات ليلة، وهذا ما لم تقبله العائلة الحالية، أو عائلتها بعد الزواج، كما تؤكد نسرين لـ"بلقيس".

- فجوة تعليمية

بشكل عام، شهدت السنوات الأخيرة ضعفا شديدا في الإقبال على التعليم الجامعي، على مستوى الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة، بسبب تدهور المستوى المعيشي والاقتصادي للأسر، إلا أن فجوة التعليم بين الذكور والإناث اتسعت بشكل واضح، حيث تكافح العائلات لتعليم الذكور لاعتبارات أسرية، أبرزها تقوم على أن الشاب سيتحمل مسؤولية كبيرة مستقبلا، وسيتكفل بإعالة الأسرة.

وبحسب مصادر في رئاسة جامعة صنعاء، فقد انخفض مستوى الإقبال إلى مستويات متدنية، خلال السنوات الأخيرة، مما جعل الجامعة تخفِّض معدلات القبول في كافة التخصصات، وتمدد فترة التنسيق، بالإضافة إلى افتتاح برنامج الدراسة على النفقة الخاصة إلى جانب التعليم الموازي.

وانعكس تدني مستوى الإقبال على الدراسة الجامعية سلبا على تعليم الفتاة الجامعي، حيث تظهر إحصائيات لوزارة التخطيط والتعاون الدولي لعام 2017م، أنَّ نسبة الفتيات الملتحقات في التعليم الجامعي تمثل 7.5% مقابل 18% من الذكور.

ولا تقتصر أسباب الفجوة في التعليم على الفقر وحده، إذ تمثل الثقافات المجتمعية، التي ترسخت لدى كثير من العائلات، والبُعد عن المنشآت التعليمية للمناطق الريفية، عوائق إضافية تحول دون الالتحاق بالتعليم الجامعي، وخاصة لدى الإناث.

- اشتراطات

على الرغم من أن الكثير من الأسر تلعب الأسرة دورا مهما في توجيه الأبناء إلى اختيار التخصصات المطلوبة، لاسيما أن أغلب خريجي الثانوية العامة يفتقدون إلى الرؤية، حول التخصص الذي يتناسب مع ميولهم وقدراتهم، إلا أن اختيار التخصص يبقى عائقا كبيرا أمام الفتيات القادرات على الوصول إلى التعليم الجامعي.

وبحسب بهيَّة السقاف -رئيسة مؤسسة "سلام" لمجتمعات مستدامة فإن كثيرا من التضييق وتقييد الحريات الناتج عن العادات والتقاليد يطال كثيرا من المجتمعات حتى التي كانت منفتحة، بسبب الهجرة من الأرياف إلى المدن، وانسحاب تلك التقاليد إلى المجتمع الجديد، والتخلق بطباعهم.

وتؤكد السقاف لـ"بلقيس" أن الثقافة المجتمعية متواطئة كثيرا مع الأسر، خاصة القادمة من الأرياف، وتجعلها تضع قيودا أمام اختيارات التخصصات الجامعية، وفقا لاعتبارات الوظيفة، ودرجة الاختلاط.

ويتفق معها التربوي فهمي القباطي، الذي يرى أن الأسرة تضع في حسبانها، عند إلحاق الفتاة بقسم دراسي معين، اعتبارات علمية وعملية؛ منها إمكانية الحصول على الوظيفة بعد التخرج، ومواءمة نظام العمل والتخصص مع حياتهم المستقبلية.
يقول القباطي، في حديثه لـ"بلقيس": "بعض الأسر ينطلق اختيارها للتخصص الجامعي للفتيات من اعتبارات الثقافة المجتمعية التي تضع أمام المرأة العديد من الحواجز والعقبات، وتضع في حساباتها الأساسية مستوى الاختلاط بالرجال في سوق العمل، والغياب الطويل عن المنزل، وغيرها من العوامل التي تجعلها تتحفظ".

- لا للاستسلام

ما تزال ملاك السهيلي تكافح من أجل الحصول على موافقة العائلة للدراسة في كلية الشريعة والقانون، وتشعر بأنها ستصاب بالإحباط قريبا، وستضطر إلى اختيار تخصص آخر، حتى إن لم تكن مقتنعة به.

وتؤكد السهيلي أن رفض أسرتها قبول دراسة المحاماة يرجع إلى فكرة رفضهم دخولها إلى المحاكم، واختلاطها بالسجناء، وأصحاب القضايا الجنائية، واعتقادهم بأن هذا سيوثر على حياتها المستقبلية.

وتشدد السقاف على ضرورة التعاون والتوعية لتجاوز الفتاة عقبة اختيار التخصص، حتى لا تتأثر الفتيات بعواقبها، وتصير الدراسة بالنسبة لها مجرد الحصول على الشهادة، والتخرج بعيدا عن التغيير الشخصي، والحياة العملية التي ترغب بها.

تقارير

كيف حوّل الحوثيون رسوم الكليات الطبية إلى مصدر للجبايات؟

في إطار سعيها المستمر لجباية المزيد من الأموال بطرقٍ غير مشروعة، ضاعفت مليشيا الحوثي من إجراءاتها الاستغلالية لطلاب الكليات الطبية في جامعة صنعاء، وحولت كل أنظمة الدراسة المعمول بها إلى مجال للتربح والمتاجرة، وأحد مصادر التمويل لحروبها العبثية ضد اليمنيين.

تقارير

أزمة سيولة وتدهور الريال.. ما مستقبل القطاع المصرفي في اليمن؟

انتكاسة جديدة يعيشها الريال اليمني، وسط عجز الحكومة عند تداركها، فيما المواطن يدفع ثمن حروب كثيرة، على رأسها الاقتصاد، إذ سجل الريال اليمني، في آخر التداولات، انهيارا أمام الدولار، متجاوزا حاجز 1700 ريال مقابل الدولار الواحد، وهي أدنى قيمة له منذ أكثر من عامين.

تقارير

تقرير غربي: الأجندة السعودية الإماراتية المتباينة تسببت في شلل المجلس الرئاسي

لم يعالج مجلس القيادة الرئاسي بشكل فعّال المشاكل الحرجة التي تواجه البلاد بعد عامين من تشكيله، بما فيها الوضع الاقتصادي المتردي، والخطر الحوثي المستمر، والتوترات العسكرية المتصاعدة في البحر الأحمر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.