مقالات

"حيث الإنسان" وعظمة الإنسان اليمني

01/04/2024, 19:02:31

من يتابع حلقات برنامج "حيث الإنسان"، الذي تموِّله مؤسسة "توكل كرمان"، وتبثه قناة "بلقيس" طيلة ليالي شهر رمضان المبارك، سيُدرك عظمة الإنسان اليمني، وسيستخلص من قصص كفاحه وصموده ما يكفيه ليجدد الأمل في روحه المتعبة، والمنكسرة.

ولأن "حيث الإنسان" كاسمه، فقد أخذ بأيدي أولئك المُتعٓبين والمنهكين ففتح لهم دروب حياة، مكللاً قصص كفاحهم تلك بتحقيق أحلامهم، وكان من حقه أن يشاركهم لحظات نجاحهم.
إليكم ملخصاً بالخمس الحلقات الأولى من برنامج "حيث الإنسان" لهذا الموسم، لقصص ومشاريع في مناطق ومحافظات مختلفة، داخل الجمهورية:

- "حيث الإنسان" في حلقاته الخمس الأولى:

1) أرض "مياد" خضراء من جديد (محافظة لحج):

بعد أن كانت أرض "مياد" الزراعية قد تحوّلت إلى بقعة أرض باهتة وقاحلة، بعد توقف "مياد" عن العمل، إثر إصابته بمرض السرطان، واضطراره لبيع كل أدوات ومعدات مزرعته، وكل ما يملك من ثروة حيوانية من أجل العلاج، جاءت مؤسسة "توكل كرمان" لتبعث الروّح في مزرعته من جديد، فوفّرت له المعدات الخاصة بالزراعة والريّ، لتتمكن أسرة "مياد" من استعادة مهنتها في الزراعة، فتحوُلت الأرض الباهتة والقاحلة إلى أرض خضراء مثمرة، ووفّرت مصدر رزق للأسرة، وتمكن "مياد" من استكمال علاجه في الخارج من الأرباح، التي يجنيها من مزرعته.

(2) شريان حياة لخمس قرى في جبال المسراخ (محافظة تعز):

ظلت خمس قرى رئيسية من قرى جبال المسراخ بمحافظة تعز تعيش عزلة كبيرة، وعاش سكانها منذ عرفوا أنفسهم يعانون مشقة التنقل من وإلى قراهم، في ظل ظروف صعبة فرضتها عليهم وعورة التضاريس وقسوة الطبيعة بمرتفعاتها الجبلية الشاهقة، فكان السكان يعجزون في كثير من الأحيان عن إسعاف مرضاهم، كما كانوا يجدون صعوبة بالغة في نقل احتياجاتهم المعيشية، وكان الأطفال والنساء أكثر من يعانون من تلك الظروف القاسية، وأكثرهم عُرضة للخطر.
هنا، تدخلت مؤسسة "توكل كرمان" وصنعت لهم شريان حياة، فرصفت لهم طريقاً بعد أن عبٓدتها ووسعتها، محولةً منحدرات الموت تلك إلى دروب للحياة، فخففت من معاناة السكان في القرى الخمس، وجعلت من تنقلهم وحركة نقل احتياجاتهم أمراً يسيراً وآمناً.

(3) هنادي وابنها أحمد ورحلتهما في بيع المعجنات في سواحل الغيضة (محافظة المهرة):

ظلت هنادي تكابد الحياة وتكافح من أجل أطفالها الثلاثة بعد أن فقدت الأسرة عائلها الوحيد، فكانت هنادي تصنع المعجنات والمأكولات الخفيفة في منزلها المتواضع، ليقوم ابنها الأكبر "أحمد" ببيعه على المارّة والمتجولين في سواحل الغيضة، علَّ ذلك يساعدها في توفير حياة كريمة لها ولأطفالها.
كانت هنادي تكافح من أجل توفير لقمة العيش، وتوفير احتياجات استمرار أطفالها في التعليم، وكانت تشعر بالعجز في كثير من الأحيان، فلم يكن مردود ما تقوم بصناعته من معجِّنات وغيرها يكفي لتغطية احتياجات أطفالها، ولا لتوفير احتياجات ما تقوم بصناعته، كما كان ابنها "أحمد" يقضي نصف يومه في رحلته لبيع ما تصنعه أمه.
هنا، تدخلت مؤسسة "توكل كرمان" وكانت "حيث الإنسان"، فصنعت لهنادي مشروعها الخاص، وقامت بترميم محل بالقرب من الحي الذي تسكن فيه، وقامت بتجهيزه وتوفير احتياجاته من معدات وأدوات ومواد لصناعة المعجّنات والمأكولات، لتنطلق هنادي في مشروعها الخاص، الذي فتح لها ولأطفالها باب رزق، فخفف من معاناتها، وساعدها في الاهتمام بتعليم أبنائها.

(4) علي با نصر.. وداعاً لكل ألم عشته في حياتي (محافظة حضرموت):

بيدٕ واحدة، وقدمين عاجزتين، يستيقظ "علي با نصر" كل صباح؛ ليبحث عن رزقه، وليوفّر لأسرته قوت يومهم.
يقطع علي مسافة طويلة من منزله في المكلا بمحافظة حضرموت حتى يصل إلى الأودية التي تتوفّر فيها أشجار السيسبان، ليبدأ من هناك رحلته وقصته اليومية لكسب لقمة العيش.
بأدواته البدائية والبسيطة، يقوم علي بالاحتطاب من الأشجار الخاوية في تلك الأودية، مستنداً على ركبتيه بعد أن لفهما بالقماش، علّه يخفف من آلامه أثناء زحفه عليهما، ثم يقوم بجمع ما قام باحتطابه ليذهب به إلى السوق ليبيعه، في رحلة يومية تحمل الكثير من الألم والمعاناة والمشقة في سبيل الحصول على لقمة العيش.
مؤسسة "توكل كرمان"، ولأنها "حيث الإنسان"، اقتربت من "علي با نصر" بما يكفي ليخفف من تلك المعاناة، ومن ذلك الشقاء، فقامت بتشكيل مجموعتي عمل، ووزعت المهام عليهما، فقامت المجموعة الأولى باستئجار منزل لعلي، وأعادت ترميمه، وقامت بتجهيزه وتأثيثه بكل احتياجاته، فيما قامت المجموعة الثانية باستئجار محل تجاري، وقامت بتجهيزه وتوفير احتياجاته ليكون محلاً لبيع الأسماك.
وبعد أن كان علي يستند على ركبتين ملفوفتين بالقماش، يزحف عليهما كل صباح؛ للبحث عن لقمة عيشه، فقد وفّر له "حيث الإنسان" كرسيا متحركاً يساعده في حركته وتنقّله من منزله الجديد إلى محله لبيع الأسماك.
يقول "علي با نصر": "قبل المشروع، كانت حياتي فأس وحطب وشمس وشوك وألم، أما الآن فوداعاً لكل شقاء وعناء عشته في حياتي".

(5) رضية.. الطفلة التي كبرت باكراً (محافظة لحج):

استيقظت رضية في طفولتها على واقع شاق ومتعب، حيث اضطرت إلى العمل في سن مبكرة، فعملت في مزارع قريتها إلى جانب الأطفال والنساء في تلك القرية الواقعة بمحافظة لحج، كما عملت في رعي الأغنام، وفي بيع المثلجات لأطفال قريتها.
لم يمنع ذلك الواقع الشاق والمضني رضية من أن تلتحق بالدراسة، حتى استطاعت أن تكمل تعليمها الجامعي، بعد أن جعلت من ذلك الأمر هدفاً لها في حياتها.
رغم ذلك، فإن واقع رضية لم يتغيّر كثيراً، فقد ظلت تعمل في مزارع قريتها لفترة طويلة من أجل توفير لقمة عيشها، لكنها مؤخراً صنعت لها متجراً متواضعاً في منزلها، لبيع السلع البسيطة لنساء وأهالي القرية، لكن مردوده لم يكن كافياً، ولم يكن يغطي احتياجاتها واحتياجات والدتها المسنة من الأدوية.
فريق "حيث الإنسان"، وبعد أن لامس معاناة رضية وأوضاعها وظروفها الإنسانية، وقبل كل ذلك كفاحها وصمودها من أجل توفير حياة كريمة لها ولأسرتها، انطلق بتنفيذ مشروع خاص بها؛ ليخفف من معاناتها، وليساعدها في توفير مصدر رزق وحياة كريمة، فقام ببناء متجر خاص برضية، وقام بتجهيزه وتوفير احتياجاته من السلع والبضائع، وتوفير منظومة طاقة شمسية؛ لتنطلق رضية في مشروعها الخاص الذي احتفى به كل أهالي القرية، بعد أن وجدوا في رضية قصة إلهام لأمرأة مكافحة من بينهم، وقد حققت حلمها بعد قصة طويلة مع الكفاح والمعاناة.

مقالات

أبو الروتي ( 14 )

كان المعهد العلمي الإسلامي يتبع الشيخ محمد سالم البيحاني -خطيب وإمام مسجد العسقلاني في كريتر- وكان مدير المعهد هو الأردني ناظم البيطار، الرجل الذي كان مجرد ظهوره يثير فينا الرعب.

مقالات

ما العمل؟

عندما قرأ مقالي «ماذا ننتظر كيمنيين؟»، عَقَّبَ الأستاذ المفكر الإسلامي زيد بن علي الوزير بسؤال: «ما الحل؟»، و«ما المخرج؟»؛ وهو «سؤال العارف». وقد وردَ في الأثر: "ما المسئول بِأعلمَ مِنْ السائل".

مقالات

"أيوب طارش".. اسم من ذهب

ما أكثر ما تعرَّض أيوب طارش لعداوات ساذجة من بعض المحسوبين -بهتانا- على رجال الدين، وخطباء المنابر المنفلتة، ليس آخرهم عبد الله العديني، الذي أفسد دينه ودنياه وآخرته بإثارة قضايا هامشية لا تهم أحدا سواه

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.