مقالات
محنة اختطاف العودي ورفيقيه
لم أكن أتوقع أن يحدث أي إجراء أمني للإخوة الدكتور حمود العودي والأستاذ عبد الرحمن العلفي والأستاذ أنور خالد شعب، ذلك أن نشاط ثلاثتهم في العمل الإنساني والمجتمعي والوطني
لم أكن أتوقع أن يحدث أي إجراء أمني للإخوة الدكتور حمود العودي والأستاذ عبد الرحمن العلفي والأستاذ أنور خالد شعب، ذلك أن نشاط ثلاثتهم في العمل الإنساني والمجتمعي والوطني
عندما أبصرت أهل القرية يتوارون، ويعودون إلى بيوتهم، ويغلقون الأبواب خلفهم، شعرت بالرعب. ولم أدرِ ماذا أفعل وإلى أين أذهب!! ولحظة أظلمت القرية تسرب الخوف إلى نفسي، وتسبب في انحدار معنوياتي
يرتابها القلق من كل جانب، ويتسلّل الخوف إلى مسامّها كهواءٍ ثقيلٍ لا يُرى، يداهمها بين الحين والآخر كضيفٍ لا يُغادر، ويهزّ كيانها كلّ من يكتب حرفًا أو يهمس بوجه الحقيقة.
قصص قتل واغتصاب وسلب ونهب وقرى محروقة، وبقايا منازل مهدمة، وحيوانات مقتولة أو نافقة، ولا حياة في عدد من القرى حول مدينة (الفاشر)، كبرى مدن الولاية في إقليم دارفور غربي السودان، بدت أثراً بعد عين، وكل شيء كان يقول إن "الجنجويد مرّوا من هنا".
في الوقت الذي يفترض أن تكون فيه المدرسة واحةً للعلم والتربية وبناء القيم الإنسانية، تحوّلت اليوم – في مناطق سيطرة جماعة الحوثي – إلى ساحة لتجنيد العقول الصغيرة وتعبئتها بالكراهية والعنف والحقد الزمني الممنهج.
وكأنّ الخراب في اليمن لم يعد حدثًا استثنائيًا، بل صار حالةً يوميةً تتنفّسها البلاد. مفارقةٌ طويلةُ العمر، يتجاور فيها الجمال الطبيعي مع الفوضى الاقتصادية، وتتماهى فيها ثرواتٌ لا تُضاهى مع واقعٍ يزداد فقرًا كلما ازداد انغماسًا في الفوضى. بلدٌ يمشي فوق كنوزه وكأنه لا يراها، ويصدّر أفضل ما لديه، بينما يزداد شعبه جوعًا لما تبقّى.
مع اندلاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، ودوي إعلان النظام الجمهوري، دخلت اليمن طورا جديدا من تاريخها الحديث. فقد سعت الثورة إلى استبدال الهويات الدينية والقبلية الضيقة بهوية وطنية جامعة تعيد تعريف الانتماء من الولاء للإمام أو القبيلة إلى الولاء للوطن والمواطنة. جاءت “الجمهورية” بوصفها وعدا تاريخيا بالخلاص من قرون العزلة والظلم، وبالانتقال من وضع “الرعية” إلى موقع “المواطن” الذي يشارك في صياغة مصير بلاده.
منذ سنوات طويلة، توقّف الإبداع الشعري والموسيقي والصوتي، فأصبحنا نعيش على ماضينا الخالد أو على ما يقدمه المقلِّدون، وما أكثرهم.
الصبر عند ممدوح الحميري كان حياة كاملة. حمل آلامه وأوجاعه بصمت، واستمر في الحركة والعمل رغم كل الصعاب. مرضه لم يمنعه من الحضور الدائم والوقوف مع الناس وفيهم، لم يظهر ضعفًا، وظل حاضرًا في منابر المساجد والأزقة والجبهات، يذكرنا بحاجة الحياة إلى الثبات.
عند وصولنا آخر منحدر في "نقيل سُمارة" اصطدمت سيارتنا بسيارة بيجو قادمة من أسفل النقيل، ولا أذكر ما الذي حدث بعد ذلك. أذكر فقط أنني وجدت نفسي راقدًا فوق سرير في مستشفى بمدينة إب، وكل عضو من أعضاء جسدي يكاد يصرخ من شدة الألم.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.