مقالات

غزة مرآةٌ فضحت عوار المجتمع الدولي وازدواجية معاييره

01/11/2023, 09:12:12

مذ لحظة خروجه من أعفن رحمٍ دولي إلى أطهر بقاع الدنيا، يمارس الكيان الصهيوني بحق فلسطين أرضًا وإنسانًا أفظع الجرائم وأبشعها على مرآى العالم ومسمعه، فلا نجد لأحدٍ من العالمين ردًا ولا نسمع لهم همسًا.
وما إن تضع المقاومة الفلسطينية أصبعها على زناد سلاحها الخفيف حتى يستيقظ العالم من سباته العميق مندِّدًا ومهدِّدًا تحت يافطة الدفاع عن الإنسانية، فتُصاب الإنسانية حينها في مقتل.

وما يحز في النفس أكثر، ليس التعاطي الغربي مع ما يحدث في فلسطين، فجميعنا نعلم، منذ البداية، أن الغرب لن يبدي أي ردة فعلٍ صارمة تجاه إجرام إسرائيل، فهي الطفل المدلَّل للمجتمع الغربي، وبالتالي فإن هذا التماهي والدعم الغربي لهذا الكيان ليس مستغربًا أو بالشيء الجديد بالنسبة لنا، لكن تعامل الحكومات العربية مع الأحداث الأخيرة في غزة قد تجاوز هذه المرة حدَّ الخنوع والعجز، وهو ما يحز نفس الشارع العربي الغاضب، ويثقله بشعور العار والذل.

لم تكتفِ السلطات العربية هذه المرة بالصمت وغض الطرف -كما هي عادتها- بل راحت بعض الحكومات المطبعة مع الكيان الصهيوني للتنديد بعملية "طوفان الأقصى"، التي أعلنتها حماس في السابع من أكتوبر الجاري، واصفةً حركة حماس بالمنظمة الإرهابية، وهجماتها على المحتل الإسرائيلي بالهجمات البربرية المتوحشة. وهي تصريحات لا تقدم ولا تؤخر، غير أنها تؤكد حقيقة سقوط هذه الدويلات الطارئة في وحل التبعية الغربية.

بجهدٍ دؤوب وعلى كافة المستويات والميادين، يحاول المجتمع الدولي في الغرب، ومعه الحكومات والمنظمات والشخصيات العربية المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي، ثقب ذاكرة التاريخ، ومحو ما قبل يوم السابع من أكتوبر من عمر القضية الفلسطينية، لتبدو المقاومة هي المجرمة وإسرائيل هي الضحية.
وقد كانوا في طريقهم إلى النجاح في التلاعب بأوراق التاريخ وبعثرتها لولا أن الشعوب لا زالت تتمتع بضميرٍ صاحٍ يجعلها تلتف حول الحق والحقيقة في أحلك الظروف وأخبث المخططات.

من جهةٍ أخرى، تتقافز بعض الشخصيات المؤثرة على الصعيد العربي ممن يدعون تضامنهم مع أبناء غزة ليطرحوا تساؤلهم: لماذا ترتكب حماس هذه الحماقة وهي تعرف أن إسرائيل ستقوم بالرد وترتكب أفظع الجرائم بحق الفلسطينيين؟

في الحقيقة، هذا تساؤلٌ ممزوج بكثير من السذاجة، وهو من حيث لا يشعر صاحبه يخدم مخططات الكيان وسعيه الدؤوب في فصل فصائل المقاومة عن الشعب الفلسطيني، وإظهار أن القضية التي تحارب لأجلها المقاومة مختلفة عن ما يريده الشعب الفلسطيني، فيما أنهما واحد لا يختلفان أو ينفصلان.

عزيزي المتسائل: إذا جاء ثلاثة مسلحين وأخرجوك وأهلك من بيتك واستحلوه لهم بالقوة، حينها فقط ستعرف مدى فظاعة هذا المنطق.
حين يخسر المرء كرامته يخسر معها كل شيء، ويصبح وجوده وعدمه في الحياة سيَّان، عندها تكون التضحيات في سبيل استعادة الكرامة مبررة مهما ارتفعت التكلفة.

ثم إن المنطق، الذي يتضمنه تساؤل هؤلاء الأفراد، لا يعول عليه أن يحرر وطنًا مغتصبًا أو يسترد كرامة مسلوبة، ووحدهم من ذاقوا مرارة الاحتلال -كما هم الفلسطينيون- يعرفون قيمة الحرية ويبذلون في سبيل الوصول إليها ما يجعل غيرهم ينظرون إليهم على أنهم ييبعون حياتهم ويلقون بأنفسهم في التهلكة.

مع الأسف، لا زال بيننا الكثير ممن ينظر إلى آنية الحدث، وينسى أو يتناسى بقصدٍ أصل المشكل، ولو أنه سمح لضميره أن يصحو قليلًا؛ لوجد الحق وظفر بسَواء الإنسانية.

إن حقيقة تاريخية كبيرة كقضية فسلطين ليس من السهل طمس ملامحها وتجريف أحقيتها بهكذا تلاعبات واقتطاعات تاريخية. والحال كذلك مع الاحتلال الإسرائيلي، أية محاولة لتغطية حقيقة هذا الكيان الغاصب تعرِّيها بكل بساطة صحوة ضميرٍ في بضعة دقائق.

الأمر ليس معقدًا كما يُراد له أن يكون، لا يحتاج المرء سوى أن يعود إلى جذر القضية الفلسطينية ليعرف مع من يقف اليوم وضد من، ومن منهم صاحب الحق ومن الغاصب المعتدي.

مقالات

حكاية الكافرة شجون ناشر (1-2)

في "سنة الجُدَري"، شاع الخبر في "قرية العكابر" بأن شُجُوْن ناشر كفرت بربّها، ودخل الشك إلى قلبها، وتوقفت عن الصلاة، وبدلاً من أن تصلي صارت تغنِّي، وأصبح الغناء صلاتها.

مقالات

العليمي: مأرب بوابة النصر القادم

بعد الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، أصبح من الواضح للجميع، سواءً على الصعيد الإقليمي أو الدولي بما في ذلك القائمون على مشاريع السلام الدولية في اليمن، بأنه بدون مأرب قلعة الصمود والاستبسال والاستعصاء فإن الحوثيين لن يتوقفوا حتى يصلوا إلى آخر نقطة على حدود عُمان.

مقالات

اغتصاب مدينة!

للمدينة ذاكرة لا تمحو ولا تُمحى؛ ذاكرة المكان والزمان والناس والأشياء والمشاعر والألسنة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.