تقارير

الحوثيون.. تقارب مع السعودية وهجوم مستمر على الفِكر "الوهابي"

25/05/2023, 15:56:35
المصدر : قناة بلقيس - كريم حسن

تتسارع أحداث المشاورات، وتتواصل جهود كافة الأطراف؛ لإيجاد صيغة تفاهم سياسية مناسبة، بين السعودية من جهة ومليشيا الحوثي من جهة أخرى، من شأنها تحقيق مزيد من التقارب لحلول مجمل القضايا الخِلافية.
بينما تتبنّى المراكز الصيفية، التي تقيمها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، خطاباً مختلفاً يتسم بالتحريض والهجوم الحاد ضد الفِكر الديني السائد في السعودية، الذي تعود نسبته لزعيم الحركة "الوهابية"، رجل الدين المعروف "محمد بن عبد الوهاب".

- سلوك المراوغة

تبطن مليشيا الحوثي في الأداء السلوكي على الواقع غير ما تظهره من دور خلال المباحثات التي تعنيها، حيث تعتمد المراوغة كوسيلة في ديناميكيتها لتحقق أكبر قدر من المكاسب على الأرض، مبقيةً على شنّ الحملات التحريضية ضد خصومها عبر خطابها المزيف من كافة المنابر، التي اغتصبتها بقوة السلاح.

يقول الناشط عبد القادر عبد الله، لموقع "بلقيس": "هذه جماعة لا تؤتمن على شيء، تتحدث عن أهمية القضايا وتمارس العكس، كل عملها مجرد متاجرة باسم الوطن والمواطن، أفعالهم تجريف وهدم ونهب ومصادرة حقوق الناس".
وتأتي تحركات الجماعة المستمرة، بشأن تقاربها مع السعودية، بهدف منحها حق التمثيل لجميع محافظات شمال اليمن في السلطة والثروة بشكلٍ منفرد.

الباحث محمد عبد الرحمن -من قسم العلوم السياسية في جامعة صنعاء- قال لموقع "بلقيس": "الهدف من المباحثات الأخيرة سعي جماعة الحوثي للحصول على تفويض مُطلق في حُكم الشمال بدون منازع، أما تحريضها على الحركة الوهابية يندرج في إطار حربها الشاملة على حزب الإصلاح، الذي تعتبره ممثلا حصريا للفِكر الوهابي في معقل الزيدية".
وبرغم اعتمادها الدائم على المناورة كسلوك فائض في كافة جولاتها التفاوضية، تمضي مليشيا الحوثي في تركيز حدة خطابها العدائي ضد حزب الإصلاح لما يحمل من أفكار دينية عقلانية، مناوئة لها فكراً وثقافة.

- غسيل للدماغ

تحشد مليشيا الحوثي كل إمكانياتها المتاحة لإنجاح أنشطة مراكزها الصيفية، التي تقيمها في مختلف مدارس ومساجد المدن والمناطق الخاضعة لسيطرتها، إذ تُكثف قيادات حوثية نافذه تحرّكاتها الميدانية، بغرض استقطاب أعداد كبيرة من الأطفال والشباب، ومن ثم إلحاقهم في تلك الدورات الصيفية لغسل أدمغتهم.

يؤكد قاسم علي -مدرس في أحد المراكز الصيفية في صنعاء- بقوله لموقع "بلقيس": "الوهابية لازم نقضي عليها في مناطقنا، لأنها غسلت عقول أجيال كثيرة من سابق، الآن مهمتنا تثقيف طلاب المدارس بخطورتها، وتعليمهم دروسا مكثفة من الثقافة القرآنية، وتزويدهم بأنشطة رياضية وتعليمية مختلفة".

وبغطاء حماية الأجيال وتحصينهم من الحرب الناعمة، والانحراف الفكري، تخترق مليشيا الحوثي الوعي المجتمعي ببرامج ثقافتها الظلامية، من خلال دوراتها الصيفية، التي تعتمد على المفاهيم المغلوطة والمنحرفة.
عدد من أولياء الأمور، الممانعين للدورات الحوثية، قالوا لموقع "بلقيس": "لديهم برامج وأنشطة تغسل دماغ الطلاب، وتعمل على تشويه وعيهم، إنهم في تلك الدورات يشكلون جيلا منحرفا، تابعا ومواليا لهم، يحمل أفكارهم العدائية ضد إخوتهم وأبناء شعبهم".

بينما يقول أحد المشرفين على المراكز الصيفية في صنعاء، لموقع "بلقيس": "هناك سعي من قِبل العدوان السعودي لطمس هويتنا الإيمانية الأصيلة، يريدون تنشئة أجيال ترضع من الفكر الوهابي التكفيري، وتجعلها أدوات مطيعة لهم، كما هو حاصل داخل المملكة السعودية، بسبب الأفكار المغلوطة والثقافة الخاطئة، التي حوّلتهم إلى جنود لأمريكا المعادية لأمتنا".

- إسناد مشروعها

لم تغفل جماعة الحوثي أي طريق أتيح لها، إلا واستغلته في صالح إسناد مشروعها العصبوي المتطرف؛ بغية إعادة تشكيل النظام، وهوية الدولة اليمنية وفقاً لمعاييرها الخاصة، التي تريد احتكار حق تمثيلها على أساس طائفي وسلالي.
يضيف الباحث في قسم العلوم السياسية لموقع "بلقيس" بقوله: "هذه الحركة لا يعنيها شيء غير المال والسلطة، يتقربون من السعودية بحثاً عن أموال، ويحرضون على الأطراف المحلية التي تواليها، تشويه الوهابية المقصود في الإصلاح، لكن يريدون الدعم السعودي لتثبيت حكمهم على شمال اليمن".


لم يشهد اليمنيون، خلال الفترات السياسية المتعاقبة من تاريخهم الحديث، أسوأ من هذه الحركة الانقلابية أداءً على كافة الأصعدة المختلفة، تدعي فعل شيء، وتمارس نقيضه تماماً.
تتقارب مع الخارج، وتبالغ في خصومة أطراف الداخل، تتسوّل المال الأجنبي وتنهب اليمنيين حد الإفقار، تتبنّى خطابا تحريضيا في مراكزها الصيفية وتستجدي إسنادها ممن تعتبرهم أعداء.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.