تقارير

الحوثيون يغلقون مدرسة للأيتام في صنعاء ويحوّلونها إلى مشروع خاص

10/08/2022, 18:46:20

تفاجأ طلاب مدرسة "روافد النهضة" للأيتام، التي تتبع مؤسسة اليتيم التنموية في صنعاء، بإغلاق مليشيا الحوثي مدرستهم الخاصة، مطلع العام الدراسي الجاري، وألزمت أقاربهم بضرورة سحب وثائق طلابهم، كون مقر المدرسة تحوّل إلى مشروع استثماري خاص.

أحد مسؤولي الإدارة أكد لموقع "بلقيس": "المدرسة مخصصة للأيتام، وأبناء الشهداء، يدرسوا ويتعلموا فيها مجاناً، هي أحد المشاريع الخيرية لمؤسسة اليتيم، بداية العام الدراسي طردوا الأيتام، واستثمروها لصالحهم". 

يبدو النّهب ثقافة، واغتصاب حقوق الآخرين سلوكا لدى الجماعة، إذْ استولت على كافة ممتلكات المدرسة من مبانٍ وأثاث وغيرها من المستلزمات، دونما اعتبار لمال اليتيم، الذي أنهت حقه المجاني في التعليم.

علاء الحاشدي، أحد الطلاب الأيتام، يقول لموقع "بلقيس": "اتصلوا لي أسحب ملفي، لأن المدرسة حقنا مغلقة هذه السنة، قالوا أسجل في أي مدرسة غيرها، عاد يخفضوا لي نصف الرسوم، لأني يتيم، وهنا كنت أدرس مجاني".

-لم تعد مجانية

يأتي إجراء الإغلاق للمدرسة، وتحويل مقرها الرسمي، إلى جامعة خاصة، هدفه مادي بحت لدى مليشيا الحوثي، تعتبره كمصدر لتمويل مجهودها الحربي، لكنها أعادت افتتاح المدرسة في مكان آخر وبنظام مختلف، إذ ألغت مجانية تعليم الطالب اليتيم، وحوّلتها إلى مدرسة أهلية، هدفها الربح المادي.

 

محمد قطران -شقيق ليتيمين كانا ضمن طلاب المدرسة الذين تم طردهم، وحرمانهم من التعليم مجاناً- يقول لموقع "بلقيس": "طردوا الأيتام، ونقلوا مدرستهم، وحوّلوها إلى أهلية، فرضوا رسوما دراسية، وهي كانت للأيتام  والتعليم فيها مجاني".

لم يقتصر اهتمام المدرسة على تقديم خدمة التعليم المجاني للأيتام طلاباً وطالبات، بل كانت توزّع لهم الأكل والملابس، والتمور بشكل مستمر. 

الأمر الذي أكده مصدر في إدارة المدرسة لموقع "بلقيس": "التغذية التي كانت تصرفها إدارة المدرسة للأيتام، مقدّمة من وزارة التربية والتعليم، تحصل عليها الوزارة من أهل الخير".

وتمثلت عملية نهب واغتصاب مدرسة "روافد النهضة" للأيتام بحرمان أكثر من 600 طالب وطالبة من المنفعة المجانية، كانوا يتوزّعون في كل صفوف مرحلة التعليم الأساسي، كذلك تم إيقاف صرف السلة الغذائية المخصصة للمعلّمين في المدرسة، واستبدالهم بكادر تعليمي آخر موالٍ للجماعة.

- تدمير لأجل البقاء

ركّزت مليشيا الحوثي على تدمير قطاع التعليم في المناطق الواقعة تحت سيطرتها بشكل ممنهج لضمان بقائها، إذ غيّرت المناهج الدراسية بما يواءم مع فكر مشروعها الطائفي المستورد، كما حوّلت التعليم إلى مصدر جباية لتمويل حربها، من خلال فرض مبالغ مالية على طلاب التعليم العام كرسوم دراسية، إضافة إلى إلزام المدارس الأهلية مضاعفة أسعار الرسوم الدراسية،

الأمر الذي يحرم طلابا كُثر من الالتحاق بالمدارس، لتستفيد مليشيا الحوثي في تجنيدهم، من خلال العوائق التي صنعتها في طريق تعليمهم.

الناشط التربوي نبيل الحسام يؤكد لموقع "بلقيس" أن "الحوثي خلق عوائق كثيرة أمام الطلاب، يسهل عليه تجنيدهم، هذا مؤشر خطير على تدمير التعليم وتحويله إلى مصدر للجباية".

 

وينكشف سلوك الجماعة في تدمير التعليم من كافة الجوانب، كتحويله إلى قطاع استثماري خاص، ومصدر للجباية، من خلال فرضها مبالغ مالية على الطلاب.

وتعتبر عملية إغلاق مدرسة الأيتام وتحويل مقرها إلى مشروع خاص بمسمى "كلية التكنولوجيا الحديثة"، دليل دامغ على تدمير مليشيا الحوثي للعملية التعليمية وخصخصتها.

- طريق القضاء

يعتزم عدد من المحامين والناشطين وبعض أقارب الأيتام رفع دعوى قضائية ضد الكلية، التي احتلت مبنى المدرسة، وصادرت حقوق طلابها الأيتام، وحرمتهم من امتيازات كثيرة، بهدف تحريرها من سيطرة المغتصبين واستعادتها، لتعمل في المجال الذي أنشئت لأجله.

المحامي نزار الآنسي يناشد الحقوقيين والصحفيين الوقوف مع قضية الأيتام العادلة، في سبيل استعادة مدرستهم عن طريق القضاء. 

يقول الآنسي لموقع "بلقيس": "أريد من الرأي العام والإعلاميين والصحفيين التعاون معنا، ومناصرة قضية الأيتام الحقوقية والإنسانية، أتمنّى نشر هذه المظلومية، وتغطية الحدث على أوسع نطاق، حتى يستعيد الأيتام حقهم المغتصب". 

ويضيف "الأيتام هم أضعف فئات المجتمع اليمني، التي تستحق كل سبل الدعم والرعاية، وتحتاج إلى الاهتمام بمعاناتها، كونهم الأحق بالتعويض عما أصابهم من مرارة فقد الوالدين، ووجع رحيلهم الباكر".

مسؤولة الأرشيف المدرسي أكدت لموقع "بلقيس" أن "غالبية الطلاب سحبوا ملفاتهم بعد قرار اغلاق ونقل المدرسة".

قناة بلقيس - خاص
تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.