تقارير

السودان في طريقها لاستعادة الدولة عسكريا.. لماذا تأخر الحسم العسكري في اليمن؟

17/10/2024, 11:47:29

استعاده الجيش السوداني للمعركة الوطنية أثار تساؤل الشارع اليمني حول مدى إمكانية تحقيق ذلك في البلاد؟ ولماذا تأخر ذلك منذ أكثر من عشر سنوات؟ 

قائد الجيش السوداني البرهان، أكد في الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة استمرار بلاده في هزيمة المعتدين وطردهم بغض النظر عن مقدار المساعدة والدعم الذي يجدونه من دول الإقليم التي لم يسمها. 

اشتراطات للشرعية السودانية للانخراط في أي مبادرات تنهي الحرب إذا تم دعم الملكية الوطنية للحل وإنهاء احتلال الميليشيات المتمردة لمختلف المناطق. 

أما بالعودة إلى الحرب اليمنية فيبدو الجميع مسؤولا عن تصاعد الصراع وفشل إنهائه. فبحسب مراقبين يتقاسم أطراف الحرب مسؤولية مشتركة، والمسؤولية يمنية بالدرجة الأولى، فإن كان الهدف الاستراتيجي للطامعين بالجغرافيا اليمنية هو إضعاف اليمن فإن الخطوة الأولى هي تمزيقها إلى كانتونات، لكن منذ أن بدأت عاصفة الحزم والسياسة اليمنية في انحدار نحو أطماع دول التحالف ومشروعها لتقسيم وتفكيك البلاد ما أسهم في إضعاف قوى الدولة والجيش. 

البقاء على الأرض 

يقول الباحث السياسي نبيل البكيري، إن التحولات التي حدثت طوال الأشهر القليلة الماضية في المشهد السوداني هي تطورات لافتة وهامة تشير إلى تحول كبير في استراتيجية الشرعية السودانية وإمساكها بزمام الأمور. 

وأضاف:  كما يقال هذا التحول ينبئ على كثير من الأشياء التي ربما حدثت في إطار استعادة زمام الأمور في المسرح العسكريات والعمليات في السودان على امتداد هذه المرحلة، وهذا بطبيعة الحال هو نتيجة بدرجه رئيسية وواضحة أن هذه الشرعية لا تزال على أرض المعركة ولم تغادر الحكومة البلاد. 

وتابع: صحيح أن الحكومة غادرت العاصمة الخرطوم إلى العاصمة البديلة "بورتسودان" لكن على عكس الحال في اليمن التي غادرت الشرعية اليمنية الجغرافية اليمنية إلى دوار الجوار. 

وأردف: البقاء خارج الجغرافية وخارج البلد طوال فترة طويلة يصيب الحكومة بالترهل ويصيبها أيضا بنسيان المهمة التي هي فيها، ويتحولون إلى مواطنين عاديين، والفارق الوحيد بين المسؤول والمواطن العادي أنه لديه امتيازات ومرتبات عالية وامتيازات كبيرة يصرفها بعكس الحكومة في السودان. 

وزاد: بقاء الحكومة السودانية في الداخل طوال هذه الفترة أدى إلى عملية مراجعات كبيرة لأخطاء المرحلة السابقة، وهذه المراجعات التي تمثلت باستعادة كثير من الأجهزة الأمنية التي كان تم حلها كهيئة العمليات الخاصة والعديد أيضا من الأجهزة التي كان قد تم التخلص منها في المرحلة الماضية. 

وقال: المشهد في السودان مشهد لافت و يشير لتحول كبير في هذا المشهد وتحولات نراها على المستوى العسكري والمستوى السياسي أيضا، على عكس الحالة في اليمن، حالة مترهلة تزداد سوءا وعوامل الفشل تتضاعف بشكل أكبر مما يؤدي إلى نتائج عكسية، حالة اللا حرب واللا سلام اللا دولة واللا استقرار، وانهيارات متتالية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية. 

وأضاف: دراماتيكية الأحداث في اليمن كانت متسارعة بشكل كبير جدا، وغياب الرؤية السياسية لدى الرئيس عبد ربه منصور هادي وللمقربين منه، جعلته لا يتصرف بشكل طبيعي ومعقول سياسيا وأمنيا وعسكريا. 

وتابع: في السودان ربما قراءة القيادة السودانية للأحداث ربما كانت تدرك، فكان المشهد واضح وخاصة قدفي الأيام الأولى، لأنه منذ 2019 وحتى 2023 كان هناك أحداث تمضي باتجاه واضح، بأن هناك مساعي لابتلاع البلاد واختطاف الدولة السودانية.

عقل واحد

يقول رئيس منصة الدراسات الأمنية وأبحاث السلام الدكتور السوداني إبراهيم ناصر، إن الدولة السودانية تعرضت لهجمة من طرف غازي داخلي ومدعوم من دول خارجية حاول تشكيل المشهد السوداني حسب رؤيته، ويريد أن يلغي ما يسمى بالشعب السوداني، ويدخل شعب جديد ينتمي إليه إما "اثنيا" أو "عرقيا" ويشكل المشهد السوداني حسب ما يريد. 

وأضاف: العقل الذي خطط للحرب اليمنية هو نفس العقل الذي خطط للحرب السودانية،  فمسألة خروج السيد البرهان من القيادة كانت هي المرحلة الأساسية التي غيرت معادلة البحث عن الشرعية. 

وأوضح، أن البرهان عندما كان محاصرا في القيادة العامة كان الهدف القضاء عليه، وإعلان نظام حكم جديد يقوده المليشاوي محمد حمدان دقلو، وعرض على البرهان أن يغادر مقابل سلامته وسلامة عائلته. 

وتابع: كما جاء على لسان البرهان نفسه، حيث قال: جاءني شخص وقال لي اطلع اخرج من القيادة وأمن مستقبلك ومستقبل عائلتك، فكان ردي لهذا الشخص إلى الان لا ينساه قلت له: أنا لن أبيع وطني انا لن أترك هذا الوطن لأجل شرذمة تتحكم في مصير البلاد. 

وأردف الدكتور ناصر: عندما خرج البرهان من القيادة قرر أن يحافظ على شرعية الجيش السوداني وعلى حقوق المواطنين السودانيين التي اغتصبتها ميليشيا الدعم السريع. 

وزاد: الجيش السوداني عندما اندلعت هذه الحرب في داخل الخرطوم اندلعت من النقطة صفر والجيش السوداني تعرض للغدر من داخله، فالمؤسسات العسكرية كانت مسيطرة عليها من قبل مليشيات الدعم السريع أو بعض منها كانت تحت نيران أسلحة ميليشيا الدعم السريع. 

وقال: الجيش السوداني الآن استعاد زمام المبادرة واستطاع أن يؤهل من المقاومة الشعبية شباب متمرسون في مسالة القيام بعمليات حرب المدن والمناطق المأهولة، ونلاحظ أن هناك تغير في المعادلة العملياتية والمعادلة العسكرية عندما سيطر الجيش على أجزاء مهمة من مدينة أم درمان القديمة، ودحر مليشيا الدعم السريع في الإذاعة والتلفزيون، وسيطر على جزء مهم في السودان. 

وأضاف: في خريطة الخرطوم أن الجيش السوداني يتقدم في منطقة بحري وهذه منطقة ايضا مهمة وتعتبر المنطقة الصناعية أما المنطقة السياسية وهي منطقة الخرطوم ما زالت مليشيا الدعم السريع تسيطر عليها مع أنها محاصرة الان، والجيش استطاع أن يمسك بزمام المبادرة واستطاع أن يزج بأسلحة ومقاتلين مؤهلين بصوره جيدة في مسألة التعامل مع مليشيا الدعم السريع. 

وتابع: اليوم نحن أمام سيناريوهات، أن الجيوش التي تحركت من مدينة أم درمان ستلتقي بالجيش المحاصر في القيادة العامة وسيلتقي أيضا بالجيش المحاصر في سلاح الإشارة وبالتالي هذا سيكون التغير الأساسي في سير العمليات العسكرية في السودان. 

وأردف: هذا طبعا ما يفرحنا ويفرح الشعب السوداني ويفرح كل الشعوب الحرة التي دعمت الشعب السوداني في محنته.

تقارير

تدهور مريع وعدّة سيناريوهات.. ما وراء انهيار العملة المحلية؟

دعا مجلس إدارة البنك المركزي في عدن الحكومة إلى إعادة النظر في السياسات المالية في مجال تحصيل الموارد العامة، وتخطيط الإنفاق وفقا للأولويات؛ من خلال اعتماد موازنة واقعية، مطالبا مجلس القيادة بدعمه ومساندته للقيام بواجباته باستقلالية ومهنية.

تقارير

تهاوي الريال اليمني.. ما سبب تعثر الإصلاحات الاقتصادية؟

يشهد اليمن أزمة اقتصادية خانقة، إذ يعيش اليمنيون اليوم مأساة انهيار عملتهم الوطنية، حيث تجاوز الدولار حاجز الـ2000 ريال؛ مسجلا أعلى انهيارا له في ظل تخبّط حكومي، وعجز عن إدارة الأزمات السياسية والاقتصادية المتشابكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.