تقارير

الطائفية وخطاب الكراهية يغرقان جدران العاصمة صنعاء

26/06/2022, 06:35:21
المصدر : كريم حسن

لم تُبقِ مليشيا الحوثي الانقلابية شيئا في المدن الخاضعة لسيطرتها إلا واستغلته في صالح نشر فكرة مشروعها السُلالي المتطرّف، وحوّلت المساجد وجميع مرافق الدولة، وكذلك الجدران واللوحات الإعلانية في الشوارع، إلى وسائل للدعاية والتعبئة الخاصة بها، وذلك من خلال استخدامها مختلف الأساليب الدعائية كـ"الملصقات، الطلاء، لوحات إعلانية وقماشية، الخطابة والمحاضرات"، التي تحمل شعار الحركة وصورا متنوّعة ومقتطفات كثيرة من خطابها الديني المتطرف.

يبدي المواطنون في صنعاء سخطهم الشديد تجاه وسائل الدعاية الحوثية، كونها أدوات لنشر الطائفية والعنصرية. وأكدو بعضهم لموقع "بلقيس": "مليشيا الحوثي جماعة مُتطرفة ومنغلقة، تستخدم كل ما أمكنها لتنشر سمومها الفكرية المتطرفة للمجتمع، لطخت جدران الشوارع بشعارات التمزيق، خطابها يحث على الكراهية والموت، هذه ليست أساليب للدعاية، بل حصار تفرضه بقوة السلاح".

يدرك الحوثيون فائدة الضخ الدعائي الهائل على المدى الطويل بالنسبة للحركة، إذ يسعون لاستغلال كل مناسباتهم الخاصة لتنفيذ مزيد من الحملات بصورة مستمرة. يعاني السكان في كافة المدن الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي من الحصار الدعائي المفروض عليهم في مختلف تفاصيل الحياة اليومية، على جدران المنازل والشوارع، ومقرات الأعمال ومنابر المساجد، إضافة إلى اللوحات الإعلانية المنتشرة.

ـ إسناد 

لا اهتمامات وطنية تذكر، كانت قد تبنتها جماعة الحوثي، منذ انقلابها المسلح على السلطة الشرعية قبل أزيد من 7 سنوات، بل وظّفت كل الإمكانيات العامة والخاصة في سبيل دعم وخدمة مشروعها الطائفي والعنصري كضمان لاستمراره وتثبيت نفوذه، على حساب الحياة المعيشية للمواطنين وحريّتهم وكرامتهم.

"محفوظ العبدلي" -موظف حكومي في صنعاء- يقول لموقع "بلقيس": "نهبوا حقوق الموظفين والمواطنين، لخدمة سلطتهم الانقلابية، لا يملكون أي همّ وطني، كل الأماكن ضاقت علينا من كثرة وسائل دعايتهم الكاذبة، خنقوا حياتنا ومعيشتنا من كل الجوانب، يريدون من المواطنين أن يخضعوا، ويكونوا أدوات للعنف والقتل". 

وتستكمل الحركة الانقلابية كافة حلقات السيطرة على المواطنين وإخضاعهم، بغية تحقيق كل الأهداف الرامية لخدمة مشروعها فكرياً وعقائدياً ومادياً، عبر توظيف كل الوسائل المساعدة، التي تزيد من تدعيم سلسلة نفوذها على المجتمع.

ـ سمعي وبصري

لم تستثنِ الدعاية الحوثية واجهات المرافق الحكومية وممراتها والجدران العامة والخاصة من التشويه لمنظرها الخارجي بالطلاء والملصقات، بل عمدت آلى دمغها بمحتوى بصري طائفي وعنصري هدفه الحشد والتعبئة العامة نحو التطرف واستدامة الحرب، وكذلك عبارات غرس الفتنة الطائفية والسلالية المطبوعة على اللوحات الإعلانية، إضافة إلى الصور التي يدّعون فيها بطولاتهم الزائفة. 

وألزمت سلطات المليشيا كافة موظفي الدولة في المدن الخاضعة لسيطرتها بضرورة حضور سلسلة دروسها الثقافية التي تقيمها تلك الدوائر الرسمية يوم الأربعاء من كل أسبوع، وبشكل إجباري. 

بينما المحتوى السمعي يأتي من الخطاب الديني المتطرف، الذي يعتبر المساجد منصة رئيسية للنشر.

 

 يقول الموظف "صلاح الشيباني" لموقع "بلقيس": "وين ما تذهب تشاهد حقهم الشعار وكلام العنف، على جدار المكتب والحوش أو اللوحات بالشارع، كل أربعاء يلزموت الموظفين بمحاضرة ثقافية، ما نقدر نرفض الحضور، لكن نعرف أنهم كذابين". 

الأمر الذي أكده المواطن "محمد حزام الجوفي"، من خلال حديث لموقع "بلقيس": "ولا عاد بقعة في صنعاء إلا وطبّعوا فيها صور وشعارات، حتى المساجد ما تركوها في حالها، ينهبوا ويكذبوا ولا شبعوا، الناس عرفوهم أنهم سرق ومخادعين".

ـ كلفة مهولة

ينفق الحوثيون أموالاً طائلة على الحملات الدعائية الخاصة بمشروعهم السلطوي، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان المدن الخاضعة لسيطرتهم، وهم بأمسّ الحاجة لتلك الأموال من أجل الغذاء لا مقابل كُلفة الدعوة إلى العنف والتحريض على الكراهية والانقسام، وبثها عبر وسائل أخرى غير المذكورة سلفاً، مثل "الصحف، طباعة الكتب والملصقات، الإذاعات والقنوات التلفزيونية، وغيرها". 

وابتدع الانقلابيون إحياء العديد من المناسبات الدينية التي لم يسبق لليمنيين أن احتفوا بها، وهي ذات طابع طائفي وعرْقي تمجد كثيراً سلوكيات لا تمت لواقع المجتمع بصلة.

الباحث الاقتصادي في.الغرفة التجارية بصنعاء "فارس المحيا" يقول لموقع "بلقيس": "هناك نفقات هائلة على وسائل الدعاية الحوثية، تصل مليارات الريالات". 

وبرغم المعاناة المريرة يدفع المواطنون تكاليف حملات الكراهية من قوْتهم اليومي، إما بالنهب أو الابتزاز، لكنهم يرفضونها بشكل غير معلن خشية تعرُّضهم للقمع.

 

خاص - بلقيس
تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.