تقارير

الغلاء والسيول ينغصان فرحة المواطنين برمضان في تعز

23/03/2023, 20:05:25
المصدر : قناة بلقيس - خاص

استقبل المواطنون في تعز رمضان بفرحة منقوصة، كما هي الحال منذ بدء الحرب عام 2015 في البلاد، خاصة مع استمرار ارتفاع الأسعار عاما بعد آخر، وفقدان الريال قيمته أمام العملات الأخرى.

منذ بدأت الحرب، تأثرت طقوس الاحتفال برمضان لدى أغلب الأسر في تعز، وغابت كثير من الأصناف المعتادة عن موائدهم، بسبب الغلاء المعيشي، وخاصة في المناسبات الموسمية كرمضان، الذي ترتفع قُبيل قدومه الأسعار بشكل كبير ومتفاوت.
إضافة إلى الغلاء، السيول هذا العام زارت منازل المواطنين قبل وصول رمضان ببضعة أيام، وعكَّرت صفو حياة عشرات الأسر التي تضررت منها، ونغّصت فرحتهم بقدوم الشهر الفضيل.

- خسائر

قبل بضعة أيام، تسببت السيول الجارفة بتضرر بعض منازل المواطنين في تعز، وتحديدا في مديريات "القاهرة، وصالة، والمظفر"، وشملت تلك المعاناة -أيضا- مخيمات النازحين.  
تقول سميرة محمد -تسكن في منطقة الدحي بتعز- إن الأضرار، التي أصابت منزلها، تعد طفيفة مقارنة بما تعرض له آخرون، فقد غرقت كل محتويات سكنهم بمياه السيول.



وتذكر سميرة لـ"بلقيس" أنها كانت قد حصلت على مساعدات غذائية مرتبطة بمتطلبات رمضان من فاعلي خير، لكن أغلبها تضرر، كالأرز والدقيق، ولم يبقَ على حاله إلا ما كان محفوظا في بلاستيك لم تصل المياه إليه.
وأدى ذلك -كما تؤكد سميرة- إلى مضاعفة قلقها، لأنها وجدت نفسها مضطرة وابنها إلى تأمين بعض الاحتياجات اللازمة للعيش، مؤكدة أنه لن يتوفر على مائدتها من الطعام، الذي يرتبط برمضان، سوى التمر، وطبق الشفوت في بعض الأيام (الخبز واللبن مع صوص من الخضار).
واستطردت: "المبادرات والجهود الشبابية الخاصة، التي يقوم بها البعض، ساعدت بعض الأسر على تجاوز الكارثة التي حلت بهم، وإن كان بشكل يسير".

- غلاء جنوني

يتشارك المواطنون في تعز همَّ الغلاء المعيشي، وصعوبة توفيرهم متطلبات رمضان المختلفة، أبرزها: التمور، واللبن، والباجية، والغاز المنزلي، والسمبوسة.
عبدالرحمن علي -أحد التربويين المتقاعدين في تعز- يشكو من ارتفاع الأسعار، خاصة مع قدوم شهر رمضان بشكل كبير، الأمر الذي جعله وعشرات المدنيين عاجزين عن توفير متطلبات أسرهم.

يوضح لـ"بلقيس": "راتبي 91 ألف ريال؛ كوني متقاعدا (73 دولارا)، وعليَّ التزامات عديدة؛ أبرزها إيجار المنزل، الذي يبلغ 100 ألف ريال، وهو يفوق ما أتقاضاه".
وتابع: "بالكاد نحصل على الطعام، وتخفف عنا بعض المساعدات الإغاثية، وما يساعدني به أبنائي من حين لآخر، لذلك فرمضان لا يختلف بالنسبة لي عن باقي أيام السنة، سوى شرائنا التمور، وما قد نحصل عليه من أطباق رمضانية من بعض الجيران".

وقد أدى غلاء الأسعار إلى لجوء كثير من ربات البيوت إلى عمل عجينة السمبوسة في المنزل، بدلا من شرائها جاهزة كما كان يحدث سابقا، لدى أسرة آمنة عبدالله.
وبحسب آمنة، التي تحدثت لـ"بلقيس"، فإنها لم تعد تقدم السمبوسة والباجية في اليوم ذاته، وإنما بالتناوب بينهما، وكذلك الأمر بالنسبة للحلويات، التي لا تكون يومية، كما اعتادت أسرتها سابقا، وهكذا في مختلف الأصناف الأخرى.

وتستدرك قائلة: "وضعي أفضل من غيري برغم الغلاء الشديد، فزوجي مغترب في المملكة العربية السعودية، وذلك خفف عنا بعض الشيء، بعكس أغلب الأسر التي تخاف من قدوم رمضان والأعياد، لما تتطلبه هذه المناسبات من احتياجات

ثيرة تفوق طاقتها".

- خلق الفرحة

وبرغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يعيشها المدنيون في تعز، إلا أن إصرارهم كبير على الابتهاج والفرحة بقدوم شهر رمضان.
تشير رانيا صادق إلى حرص المدنيين على خلق الفرحة في رمضان، والابتهاج بقدوم الشهر الفضيل بأبسط الأشياء، خاصة مع استمرار الحرب عاما بعد آخر.

تفيد رانيا، في حديثها لـ"بلقيس"، بأن الناس يحاولون إضاءة حاراتهم قُبيل وخلال رمضان ليتمكن الأطفال من اللعب ليلا، خاصة وأن الكهرباء العمومية ما تزال مقطوعة عن المدينة منذ بدء الحرب وحتى اليوم.
ويقوم المدنيون، أيضا، بتزيين منازلهم بالفوانيس والأضواء، التي تحمل شكل الهلال والنجوم، وببضاعة متوفرة في الأسواق، وأسعار بعضها زهيدة، وفق رانيا.

ومنذ بدء الحرب في اليمن، فقدت كثير من المناسبات خصوصيتها لدى المدنيين، لأسباب كثيرة أخرى، منها استمرار الحصار في تعز، الذي حرم عشرات الأسر من زيارة بعضهم البعض، رغم أنهم يعيشون في المحافظة ذاتها، بسبب ساعات السفر الطويلة، ووعرة الطرق الفرعية.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.