تقارير

بعد سنوات من الانتظار والمعاناة.. "حيث الإنسان" يحقق حلم أميرة

25/03/2024, 18:01:43

كثيرا ما يرى سكان عُزلة "الأصابح"، التابعة لمديرية "الشمايتين"، في ريف محافظة تعز؛ "أميرة الأصبحي" وهي في طريقها إلى العمل اليومي، أو برفقة زوجها لرحلة علاج مستمرة بصحبة بناتها الأربع، وولدها الوحيد.

تحمّلت "أميرة" أعباء أسرتها وحدها، وخاضت معركتها في الحياة، وقدّمت كل ما لديها من أجل عائلتها، وفي لحظة شعورها بأنها تعبت في معركتها مع الحياة، تمنّت لو أن برنامج "حيث الإنسان" يزورها، فكان لها ما أرادت، لتكون قصتها عنوان الحلقة الرابعة عشرة من البرنامج في موسمه السادس.

جاء فريق برنامج "حيث الإنسان"، الذي تدعمه وتموّله مؤسسة "توكل كرمان"، في لحظة لينتصر لـ"أميرة" على قسوة الظروف، ويقول إنه لا يزال للأمل مكان.

تقول "أميرة": "في 2015م، كنت أعيش في محافظة حجة، وعندما اندلعت الحرب، نزحت إلى صنعاء، وظللت فيها نصف شهر، لكن انقطعت الرواتب، ولم يحصل زوجي على راتبه كمعلّم، فاضطريت للعودة إلى بيت أبي، في الأصابح بتعز".

وتضيف: "زوجي مرض فجأة، وذهبت إلى أطباء في مستشفيات ومناطق مختلفة، لكنهم لم يعرفوا ما المرض، وقال لي أحد الأطباء أن أقوم بإسعافه إلى عدن،  وجلست في مستشفى الوالي لمتابعة علاجه، وقالوا لي إن زوجي بحاجة إلى علاج كيماوي".



بسبب التكاليف الكبيرة، التي تنفقها "أميرة" للوصول من منزل والدها إلى المستشفى، اضطرت إلى الخروج من منزل والدها، والعيش في مستوصف متوقف، وشبه مدمّر، بالقرب من الطريق الإسفلتي المؤدي إلى مدينة التربة.

استقرت "أميرة" وبناتها وزوجها في "المستوصف" لمدة عامين دون أن تتعرّض لأي مضايقات، بعدها جاء أبناء المنطقة يقولون لها إنهم يريدون أن ينفذوا مشروعا، وأخلت لهم غرفة، وبقيت في غرفة واحدة، لكن مكتب الصحة بدأ بمطالبتها بإخلاء المكان؛ لأنه يريد الغرفة كسكن.

- تضحيات عظيمة

قيل إن الإنجاز العظيم هو وليد تضحيات عظيمة أيضا، إذ تعمل أميرة بالأجر اليومي، وتقوم بشراء العلاج لزوجها، وفي الأعياد تعمل في الكوافير، وأحيانا تعمل في أماكن بعيدة، وبدأت ببناء بيت لها، حيث بدأت بشراء الأحجار، ثم بناء الأساس.



تقول أميرة: "البيت حقي لم يكتمل، وأنا قد تعبت فيه جدا، وأتمنى إكماله حتى أستر به نفسي وبناتي، أخرج وأغلق على بناتي داخل البيت، وهذا حلمي الذي أتمناه".

استقبلت أميرة رسالة البرنامج بتكفله بمشروع تكملة بناء منزلها، وإقامة مشروع خاص بها، بدموع الفرح، تقول: "لم أصدق أن يأتي هذا اليوم ويتحقق حلمي، في كل رمضان وأنا أتمنى أن يأتي برنامج حيث الإنسان، ويكمل بناء منزلي.. الحمد لله".

عاد العمل مجددا في منزل "أميرة" بعد توقف استمر لسنوات، حيث أحضر فريق البرنامج العمّال من مناطق متفرِّقة، وتم توفير مواد البناء التي توقفت عندها أميرة.



وفي وقت يخرص العمّال فيه على إنجاز العمل في أسرع وقت، وفقا لخطة البرنامج، يتم إلحاق أميرة بالبرنامج التدريبي، الذي خصصه برنامج "حيث الإنسان" للمستفيدين من المشاريع، وتجلس جوار مستفيدة أخرى من منطقة بعيدة.

وأتيحت لأميرة فرصة أن تشارك في اختيار التجهيزات المناسبة للمحل الجديد، ووضعت اللمسات الأخيرة للمشروع، ولن تكون أميرة بعد ذلك، بحاجة إلى الذهاب إلى أي مكان للعمل، فقد تم تجهيز مكان عملها بحيث يبدو جذابا لزبائن أميرة القادمات من أماكن مختلفة.

غادرت الأسرة المكان، الذي بقيت فيه مضطرة لسنوات، وحضرت إلى منزل مكتمل البنيان، وقد خُصص جزء منه لعمل تحبّه أميرة، وتركهم البرنامج، وهم تحت سقف منزلهم، الذي حلموا كثيرا به، وصار واقعهم.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.