تقارير

تفاهمات سعودية مع حزب الله.. تسريبات حول طبيعة الإطاحة بالرئيس هادي

29/06/2022, 09:20:57
المصدر : خاص

كشف موقع "ميدل است آي" البريطاني أن اجتماعاً سريا عُقد بين ممثلي الرياض وممثلي حزب الله في مارس الماضي ببيروت، تم خلاله التأكيد على المطلب الحوثي بالإطاحة بالرئيس هادي، وفتح مطار صنعاء، وميناء الحديدة، مقابل ضمان وقف الحوثيين استهداف الأراضي السعودية.

منذ فترة، تسعى السعودية للخروج من اليمن بأي نتيجة، وفي سبيل ذلك قدمت للمليشيا، ومن خلفها إيران كثيرا من التنازلات، حتى إن الهدنة المعلنة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ليست سوى اتفاق سعودي - حوثي لا علاقة له بالحرب المتواصلة التي تشنها مليشيا الحوثي على اليمنيين.

الإطاحة بهادي بهذا السيناريو، وتركيز خطاب المملكة مؤخراً على وقف الحرب، ودعم السلام في اليمن، يكشف أن الرياض اتخذت قرار إزاحة هادي بالتزامن مع استبعاد الخيار العسكري، وهو الأمر الذي أكد عليه بيان إعلان مجلس القيادة الرئاسي.

-ضغوط أمريكية

وفي هذا السياق، يستبعد المحلل السياسي، ياسين التميمي، أن تكون الإطاحة بالرئيس هادي ووقف إطلاق النار جاء نتيجة صفقة بين السعودية وحزب الله.

وأضاف التميمي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس" مساء أمس، أن "هذه الرواية تسلّط الضوء على جانب من التحرّكات التي أفضت في نهاية المطاف إلى سريان الهدنة، وأفضت إلى تغيير في هيكل السلطة الشرعية، وفي رأسها.

التميمي، وفي الوقت ذاته، لا يستبعد أن تذهب السعودية إلى بيروت للتحاور مع حزب الله، كونها سبق وذهبت إلى بغداد للتحاور مع إيران، كون في نهاية الأمر إيران هي مفتاح الحل فيما يتعلق بالحوثيين".

ويوضح التميمي أن "الحوثي ليست مشكلته مع هادي فقط، والحل بالنسبة للحوثيين لن يتحقق من خلال الإطاحة بالرئيس هادي، بل من خلال الإطاحة بالشرعية التي لها صلة مباشرة بالإرادة الوطنية".

ويعتقد التميمي أن "الولايات المتحدة الأمريكية هي من تقف وراء مسألة الهدنة وليس حزب الله، وبالتالي من أجل الوصول إلى توافق حول مسألة الهدنة، كان لا بد من أن تفتح هذه القنوات، سواء مع حزب الله أو مع إيران، أو مع غيرها".

ويذهب التميمي بالقول إلى أنه "في حال طوّرت السعودية علاقاتها مع حزب الله أو مع المنظومة الإيرانية أو مع الحوثيين، أو اعتقدت أن التوافق والاتفاق مع الحوثيين يمكن أن يؤمن لها أمنا استراتيجيا بعيد المدى، فهي مخطئة في ذلك".

ويرى التميمي أن "ذهاب السعودية للحوار مع إيران ربما جاء نتيجة لضغوط أمريكية، لأن الغطاء الأمريكي انحسر بشكل كبير ليس في عهد بايدن فقط، وإنما منذ عهد ترامب أيضا".

-السعودية أكبر

بدوره، أبدى المختص في الشأن الإيراني، نبيل العتوم، تشكيكه بما ورد في تقرير الموقع البريطاني "ميدل است آي" حول اتفاق السعودية وحزب الله على الإطاحة بالرئيس هادي.

ويرى العتوم أن "دولة بحجم المملكة العربية السعودية إذا ما أرادت أن ترهن قرارا مهما ومصيريا وسياديا بالتفاوض مع حزب الله فهذا ضرب من الخيال والجنون".

ويضيف العتوم أن "السعودية أكبر من ذلك وأكبر من أن تتفاوض مع مليشيا أو حركة تعتبر أحد وكلاء، وأذرع إيران في المنطقة".

ويعتقد العتوم أن "التوصل إلى تهدئة وهدنة في اليمن جاء نتيجة توافق ما بين السعودية وعدد من الأطراف الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية".

ويستبعد العتوم أن "تكون إيران تسعى إلى التهدئة في اليمن"، مشيرا إلى أن "وسائل الإعلام الإيرانية المحسوبة على الحرس الثوري الإيراني ترى أن هذه التهدئة أو الهدنة هي لإعادة ترتيب الوضع الميداني على الأرض".

ويرى العتوم أن "ما حدث من تغييرات مؤخراً في هيكل الشرعية، وفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء يعكس رغبة سعودية وخليجية بضرورة حل المشكلة اليمنية ووقف الحرب في البلاد، وليس نتيجة تفاهمات مع حزب الله". 

ويوضح العتوم أن "الاستراتيجية السعودية تمتاز بالتكيّف وإيجاد مجموعة من المقاربات لحل الأزمات الإقليمية، وبالتالي ذهاب السعودية للحوار مع إيران ليس حبا فيها، وإنما تريد الرياض إيجاد مقاربة ما من خلال هذه العلاقة لحلحلة الأوضاع الإقليمية وتحجيم النفوذ الإيراني أيضا".

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.