تقارير
شعلان.. حائط صد مأرب الأول وجناح نسرها الجمهوري الثالث
حائط صدّ مأرب الأول، وسدها الثاني، وجناح نسرها الجمهوري الثالث، وعرش معبدها الرابع، وعمود سمائها الخامس،
هكذا تراه عُيون الجمهوريين في مأرب وخارجها.
العقيد عبد الغني شعلان، المُكنى ب'أبو محمد'، ابن محافظة حجة.
تخرّج العقيد شعلان من كلية الطيران والدفاع الجوي في العام 2004،
ليتقلّد العديد من المناصب في الجيش اليمني، كان آخرها قائد لقوات الأمن الخاصة في مأرب.
حيث أصدر محافظ المحافظة، رئيس اللجنة الأمنية، سلطان العرادة، قرارا بتكليفه قائداً لقوات الأمن الخاصة هناك، التي عمل على تشكيلها، وتدريب أفرادها بنفسه.
تدرّج العقيد عبد الغني شعلان في مناصبه، التي كان من خلالها الحارس الأمين للجمهورية، والدّرع الصلب لمأرب، أمام ضربات العدو.
عُيّن نائباً لمدير شرطة محافظة الجوف العام 2014م، وتدرّج في المناصب العسكرية والأمنية، حيث سبق له العمل رئيس عمليات الكتيبة 17، وقائدا للسرّية الأولى بالكتيبة التاسعة بالفرقة 'الأولى مدرّع'، كما تنقّل للعمل في عدد من الألوية العسكرية.
شارك في مقاومة الهجمات الحوثية الأولى على العاصمة صنعاء، وأصيب خلالها، ليتم نقله إلى مأرب قبل وصول اليد الحوثية إليه في مستشفى 'العلوم والتكنولوجيا' يومها.
حصل العقيد عبد الغني شعلان على العديد من الدورات التخصصية أبرزها: 'دورة هندسة صواريخ' لمدة عام من قبل خُبراء عراقيين،
ليكون الضربة التي تكسرّت عليها المجاميع الحوثية في كل هجوم لها.
وكما كان حاضرا في مقاومة المليشيا الحوثية، وحماية مأرب، كان أيضا حاضرا في ثورة 'الحادي عشر' من فبراير، حيث كان حارس ساحة الثوار حينذاك.
كما تولى مسؤولية الحزام الأمني لمدينة مأرب، وقيادة جبهة 'الجفينة' و'الفاو'، خلال العام 2015م.
ويعتبر العقيد شعلان من أهم الشخصيات في قائمة المطلوبين للمليشيا الحوثية، وذلك لحجم الخسائر التي تكبّدتها على يديه، حيث عمل على تطهير مأرب من خلاياها المزرُوعة، وضبط العديد من الخلايا التجسسية على مدى السنوات الأخيرة، ليكون بذلك حارس قلب المدينة وأسوارها.
عُيون لا تنام، وأقدام لا تتوقف عن الحركة، والتنقل من جبل إلى قمة، ومن جبهة إلى جبهة، ومن نفق إلى خندق، يتقدّم صفوف مقاتليه، الذي كان الشعلة في توقدهم كاسمه.. هكذا كان العقيد 'أبو محمد'، حتى آخر لحظات حياته.
وكما كان واقفا على جبال مأرب يحميها من الدخلاء استشهد على جبالها واقفا.