تقارير

عرض أمريكي للمليشيا بتسوية سياسية والمجلس الرئاسي يغرد بعيدا

30/11/2022, 06:16:33
المصدر : خاص

ذكرت الخارجية الأمريكية مليشيا الحوثي، في بيان لها، حاجة اليمنيين للسلام، مجددة دعوتها للتوقف الفوري عن هجماتها التي تستهدف الموانئ اليمنية. 

وقالت إن تصرفات الحوثيين تعطل تدفق موارد تشتد الحاجة إليها وتزيد من معاناة السكان في جميع أجزاء البلاد، مكررة عرضها للحوثيين، فكرة التسوية السياسية القائمة على قيادة يمنية بمشاركتهم، وهو العرض الذي رفض من قبلهم أكثر من مرة.

يلخص خطاب الخارجية الأمريكية، الأخير، أن واشنطن تتواجد في الشرق الأوسط للحفاظ على فرص تحقيق السلام في اليمن، وهو ما يتزامن مع جولة جديدة لمبعوثها لدى اليمن، تيم ليندر كينغ، أُعلن عنها قبل يومين من الآن، وقُرر لها أن تشمل سلطنة عمان، والسعودية، والتي تأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس، رشاد العليمي، إلى الأردن، التقى فيها الملك الأردني، وممثلي الاتحاد الأوروبي، أثمرت عن تجديد عمّان والأوروبيين على ضرورة تمديد الهدنة.

ما تفيده الوقائع الدبلوماسية، أن واشنطن والأوروبيين والدول العربية، ليست عمليا مع قرار تصنيف مليشيا الحوثي ضمن المنظمات الإرهابية، وهو ما يجعل مجلس القيادة مغردا خارج حسابات الإقليم والعالم ويمنح المليشيا مساحة إضافية للابتزاز وكسب المزيد من الامتيازات.

هدنة مستمرة غير معلنة

يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي، طالب الحسني، إن كل حراك يدار خلف محاولة إعطاء فرصة جديدة لكي يحاصروا اليمن بحرا وبرا وجوا، ويطلب من الحوثيين أن يسمحوا بنهب الثروات النفطية، لن ينجح.

وأوضح، ان المسألة الآن تتعلق بعملية كسر الحصار، والمعركة اليوم هي معركة كسر الحصار، وأمريكا والسعودية تشعران بأن هناك نحت في هذا الملف الأساسي التي تدور المفاوضات حوله الآن، وهو مركز أساسي في الهدنة وفي العملية التفاوضية حتى الآن، وفي اوراق الضغط.

وقال: عندما يتم حرمان حكومة صنعاء (حكومة الحوثيين الغير معترف بها دوليا)، من أي موارد مالية بما في موارد النفط لدفع رواتب الموظفين، وعندما يأتي الآن تحديد عدد السفن وعدد الرحلات الجوية وتثبيت هذا الوضع إلى مدى طويل، فنحن نتحول إلى غزة أخرى فعليا والطرف الآخر يبتزهم بالحصار.

وأشار إلى أن الهدنة مستمرة حتى الآن وإن لم تكن بشكل علني، بسبب أن هناك جولة مفاوضات بين الحوثيين والسعودية برعاية أممية، وسلطنة عمان وبعض الأطراف تدعم هذا الخط.

وتابع: قصف الموانئ النفطية في شبوة وحضرموت، هذا يتعلق بورقة ضغط داخلية، على الأدوات والتحالف، فطالما وأن هناك مفاوضات حول المرتبات فهذا يعني أن عندما نتحدث عن دفع المرتبات عمليا، فنحن نتحدث عن ورقة ضغط تجبر التحالف على تسليم عائدات النفط والغاز إلى حكومة الحوثيين بصنعاء، وهذا ما قاله رئيس الحكومة عبدالعزيز بن حبتور بشكل علني وواضح، وعلى التحالف أن يخضع لذلك.

ويرى أن ملخص تقرير الولايات المتحدة الأمريكية، مفادها دعونا نسرق النفط دعونا ننهب الثروات، لا توقفوا هذه السرقة العالمية الواضحة.

 واعتبر أن التحالف في مأزق حقيقي ولا يستطيع تغيير هذه المعادلة من خلال استخدام الخيار العسكري أو من خلال استخدام الدفاعات العسكرية في حضرموت وشبوة ويعلم أن هذا الأمر صعب جدا، لذا لن يكون هناك استمرار لبيع النفط.

وقال: يريدون أن يقولوا أن الهجمات العسكرية التي منعت تصدير النفط، تسبب أعباء اقتصادية ومالية على المواطنين، لكن أين هي رواتب الموظفين إذا كانوا لا يريدون أن تستمر هذه الأعباء كما يقولون؟

وأضاف: يجب تسليم عائدات النفط والغاز إلى حكومة الحوثيين في صنعاء، وهي من ستتكفل بتسليم رواتب الموظفين، وإذا لم يقبلوا بهذا المطلب لن يكون هناك تصدير للنفط حتى وإن قالت الولايات المتحدة ما قالت.

وأشار إلى أن الهدنة الغير معلنة لن تستمر أكثر من الوضع الحالي والعودة إلى استخدام أوراق جديدة لأن حتى الآن تم حرمان ما تسمونها بالحكومة الشرعية، من البسط على أهداف، وربما في المستقبل يكون هناك عمليات عسكرية لتحرير هذه المناطق التي فيها النفط والغاز.

مصالح وفرص افتراضية 

من جهته يقول الصحفي أحمد شوقي، إن عملية السلام التي تتحدث عنها الخارجية الأمريكية، تتوقف على عدة أشياء من بينها، إذا كان بيد الأمريكان ورقة ضغط على مليشيا الحوثي لإجبارها على الدخول في عملية سلام ومن بينها الضغط على الطرف الإيراني من أجل إجبار المليشيا على هذه المفاوضات.

وأضاف: اعتقد أن إيران الآن في وضع حرج وتريد ان تلعب على عدة كروت وفي حال تم تخفيف الضغط عليها في بعض الملفات قد تسمح بهذه العملية، لكنني أتصور أيضا أن الواقع والتجربة العملية لهذه الفرص، بأنها فرص خادعة وكاذبة، كون هذه المليشيات لن تدخل في مفاوضات سلام جادة وهي تقوم من منطلق عقائدي يهدف للسيطرة على اليمن ومقدراته لصالح السلالة باعتقادها أنها جماعة مصطفاة من الله تعالى.

وتايع: الفائدة الإيرانية ستتوقف على تخفيف الضغوط ال الأمريكية من الناحية الاقتصادية والدخول بمفاوضات معها بخصوص الملف النووي، وأيضا فيما يتعلق في التصريحات والمواقف السياسية وربما المعنوية التي تتخذها الإدارة الأمريكية بشأن المفاوضات في إيران  وعدم التواصل بين الحركة الدبلوماسية مع النظام الإيراني وهو ما تفتقده إيران وخصوصا في ظل الاحتجاجات القائمة.

وأشار إلى أن المسألة بأن كل هذه الفرص مجرد فرص افتراضية وتصورات دبلوماسية، لكن في الواقع العملي لن تؤدي إلى سلام حقيقي في اليمن، وكل هذه التصريحات والمزاعم الأمريكية ليست سوى محاولة لتبييض سمعة الإدارة الأمريكية وإشعار المهتمين في الداخل والخارج، بأن الإدارة الحالية تحقق تقدما في بعض الملفات، وواقعيا هذا الأمر ليس موجودا.

وأكد بأنه لا يمكن أن يحدث أي رد أو تدخل عسكري أممي، لأن الوسطاء الدوليين يعتبرون أن دورهم يتمثل في دعم الجهود والوساطات لحل الصراع القائم، وهذه الوساطات قد تكون في مسألة رعاية الاتفاقات على الهدن، او تحييد وتحييز بعض الملفات الإنسانية كما حدث في السابق، من فتح لميناء الحديدة ومطار صنعاء وكان يفترض أن يكون هناك فتح لحصار تعز ولكن مع الأسف ذلك لم يتم.

وقال: ستستمر الأمم المتحدة في سياق تحييد الملفات الإنسانية، ورعاية الهدن التي تستفيد منها مليشيا الحوثي، ولن تعطي اي مواقف واضح تجاه الأطراف في الداخل أو الخارج، لأن ذلك يحسب على المبعوثين الدوليين، بأنه ابتعاد عن معيار الحياد المطلوب، مع أن هذا الأمر وهذه المعايير الأممية لا تتطابق مع الواقع العملي.

وأضاف: مليشيا الحوثي تريد أن تصادر حقوق وممتلكات وأرض اليمنيين، والأموال والثروات اليمنية، وكل ما له صلة بالحق الإنساني لهذا الشعب، ولا داعي لأن تزايد هذه المليشيا بأنها تهتم باليمنيين، فهي من تحاصر السكان في تعز وهي من قطعت عنا الماء والدواء والاكسجين، لأشهر وهي من تمارس العنصرية على الشعب اليمني.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.