تقارير

في ظل الحديث عن مواجهة مليشيا الحوثي.. ما وراء تصعيد الانتقالي ضد الشرعية؟

28/12/2024, 10:29:02

في كل مرّة يكون فيها الحديث عن مواجهة مع مليشيا الحوثي يظهر المجلس الانتقالي بتصعيد جديد ضد السلطة الشرعية.

وفي حين تتسرّب الأخبار عن تصاعد الخلاف بين الزبيدي وأعضاء المجلس الرئاسي، ومطالبته بتعيينات جديدة لأنصاره في مؤسسات السلطة الشرعية، ظهر أحد قيادات المجلس الانتقالي ملمحا بالسيطرة على الحكومة؛ لأنها قائمة في مناطق تابعة للانتقالي حسب تعبيره.

مستشار الزبيدي عمرو البيض ظهر في إحدى الوسائل الإعلامية التابعة للانتقالي متحدثا عن عدد من القضايا، التي اعتبرها البعض رسائل في وقت غير مناسب، وتكشف عن الخلافات القائمة داخل مجلس القيادة الرئاسي، البيض اتهم الشرعية بتعطيل المواجهة مع مليشيا الحوثي.

وأكد أن شراكة المجلس الانتقالي في السلطة الشرعية لا تصب في صالح المجلس والقضية الجنوبية، مشيرا إلى أن الصيغة القائمة حاليا ليست مناسبة للانتقالي، ما يعني أن البلاد قد تذهب إلى جولة تصعيد أخرى، لكن ليس مع مليشيا الحوثي بل من قِبل الانتقالي ضد الشرعية.

- معركة الأمة

يقول الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عبد الوهاب العوج: "تصريحات عمرو البيض هي تصريحات غريبة؛ لأنها جاءت في توقيت غير اعتيادي، الكل يتجه لما حدث من انهزام للمحور الايراني في لبنان وفي سوريا، وتضعضع وضع المليشيات الحوثية وتخوفها".

وأضاف: "يتحدّث عمرو علي سالم بطريقة لا تنم على الشراكة الحقيقية، كلامه صب في خانة المناطقية المقيتة، التي لم نكن نتوقّعها".

وأشار إلى أن "هذه التصريحات تأتي في وقت وفي وضع مفصلي لليمن التي تريد أن تتحرر من مليشيات الحوثي، التي تريد التهام الجميع".

وقال: "الأوْلَى للمجلس الانتقالي، في هذه المرحلة التاريخية الهامة والفاصلة، أن ينظر إلى مصلحة اليمن".

وأضاف: "لدينا عدو مشترك يتربص بالجميع، وليس فقط يتربص شمالا وجنوبا، ولكنه يتربص حتى بدول الجوار".

وتابع: "وجب أن يفهم المجلس الانتقالي الجنوبي أن قضيتنا واحدة، وأن انهيار الخدمات في المحافظات الجنوبية ليس منوطا بالشمالي فقط، بل منوط بمجموعة السلطة أيا كانت".

وزاد: "إن معركتنا ليست معركة يمنية، المعركة معركة الأمة العربية؛ الحوثي هو ذراع إيران يريد أن يلتهم الأمة العربية".

وبيّن: "المعركة في اليمن هي جزء من معركة الأمة، يجب أن نكون أكثر عقلانية، هذا الخطاب التشطيري الذي يعود بنا إلى ما قبل 34 سنة هو خطاب لا يخدم اليمنيين، اليمنيون بحاجة إلى مواطنة متساوية".

واعترف: "هناك مشاكل، وهناك تقصير"، مستدركا "ليس التقصير فقط في مجلس القيادة الرئاسي وفي الحكومة، لكن حتى من الإمارات ومن السعودية"، متسائلا: "لماذا يتدخلون في كل شيء إلا في موضوع الشفافية، وتحسين الخدمات، ودعم الاقتصاد اليمني، وتحسين وضع اليمنيين؟".

وذكّر: " كان موجودا، في المقاومة الجنوبية، من كل أبناء اليمن؛ من إب، من تعز، من الحديدة، من كل مكان".

وقال: "نحن نقول اليمن وحدة واحدة منذ التاريخ، ولا نفكر بقضية كانت قبل 90، وبعد 90، الثوار الأوائل (أكتوبر وسبتمبر) كانوا أكثر عقلانية وقومية وعروبية مننا".

وأوضح: "يوجد فاسد في كل الأحزاب، الفاسد سواء كان جنوبيا أو شماليا، سواء كان مؤتمريا أو إصلاحيا، كان اشتراكيا أو انتقاليا، الفاسد فاسد، ولذلك تحميل الشمال -وقضية شمال وجنوب- هذا تراشق مقيت".

وأضاف: "نحن نريد تحرير اليمن بأكمله من كل القوات، نحن أمام عدو حوثي مقيت، يقسِّمنا".

وأشار إلى أن "الثورات ضد المستعمر، وضد الظلمة وضد الأنظمة الثيوقراطية لا ينظر إليها بهذا التقسيم المناطقي المقيت، أي شخص شارك في محاربة الحوثي أيا كان مشربه، أيا كانت منطقته هو ابن اليمن الخيِّر، ومن وقف مع الحوثي من أي مكان من أي منطقة من أي سلالة من أي عرق هو ضد الوطن، هذا المفروض المنطق الذي يقوله العقل".

وزاد: "الوطن للجميع، ويجب أن نشارك كلنا في القضاء على الحوثي؛ لأنه مشروع إيراني، ومشروع كهنوتي ثيوقراطي لا يؤمن بالتعدد، ولا بالمواطنة المتساوية".

- عبث وانفراد مطلق

يقول القيادي في المجلس الانتقالي منصور صالح: "ما يُؤسف له هو أنه في اللحظة التي باتت فيها الأذرع الإيرانية تعاني حالة من الضغط الشديد، الذي يمكن أن يوفر فرصة ملائمة للقضاء على مليشيا الحوثي كأحد أهم هذه الأذرع، وحينما باتت القوى الفاعلة على الأرض والحريصة فعلا على مواجهة مليشيا الحوثي جادة وتدفع باتجاه توحيد الجهود للقضاء على هذه الجماعة استغلالا لهذا الظرف المواتي، ربما لأول مرة، منذ قيام الحرب، نرى الأطراف اليمنية الشمالية المحسوبة على الشرعية وهي تحاول أن تتنصل من مسؤولياتها، وتبحث عن شماعة تبرر فيها عدم رغبتها، وعدم قدرتها على مواجهة مليشيا الحوثي".

وأضاف: "الشماعة هي البحث عن طرف تريد أن تحمله مسؤولية فشل معركتها أو عدم رغبتها في قتال مليشيا الحوثي، وهذا الطرف كالمعتاد هو المجلس الانتقالي الجنوبي".

وأكد: "المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية في مختلف الجبهات هي من تقود حربا ضد مليشيا الحوثي منذ 10 أعوام، وما زالت جبهاتها مشتعلة حتى في الوقت الذي كان البعض يتحدث عن هدنة منذ أبريل 2022م".

وتابع: "يفترض أن تستغل القوى الشمالية هذه الحالة، الدولية والإقليمية، في مواجهة أذرع إيران، وأيضا حتى في العداء أو الصراع ما بين قوى دولية مؤثرة وجماعة الحوثي على خلفية ما يجري في المياه الإقليمية والدولية، وتسارع لاستغلال هذا المناخ وهذه الأجواء لحشد جهودها، وأن تتجه باتجاه قتال مليشيا الحوثي".

وزاد: "يمكن لهذه الحكومة وللأطراف اليمنية في مجلس القيادة الرئاسي أن تعترف بأنها لا تريد قتال الحوثي أهون وأشرف لها من أن تبحث عن خصم أو طرف تحمّله المسؤولية".

واستطرد: "إذا كان هناك من يعتقد بأن المجلس  الانتقالي الجنوبي هو من يعطل هذه المعركة فليذهبوا ويقاتلوا مليشيا الحوثي".

وقال: "نحن جزء من هذه المعركة، وسنكون جزءا منها، وسنكون مع من يتقدَّم هذه المعركة وإلى جواره، وسندعم وسنوفِّر له الأرضية المناسبة لينطلق من أراضي الجنوب لقتال الحوثي في الشمال".

وأوضح: "القوات الجنوبية،اليوم؛ تتقدم في عُمق مناطق الحوثي، وموجودة في أعماق في محافظة إب، وفي مناطق الساحل الغربي، وبإمكانها حتى أن تتقدّم باتجاه مأرب، لو كان هناك شعور بالطمأنينة من القوات المحسوبة على الشرعية".

واتهم "الشماليين الموجودين في الشرعية بأنهم يريدون من المليون ونصف المليون جنوبي أن يحرروا 30 مليون شمالي، وهذا أمر مؤسف"، حسب تعبيره.

وأضاف: "إذا لم تكن هناك سوى قوة واحدة واجهت جماعة الحوثي فلن تكون سوى المجلس الانتقالي الجنوبي".
 
وتابع: "نحن نشعر بأنه لا توجد هناك جدية في مواجهة هذه الجماعة، لا توجد رغبة لدى الكثير من الأطراف اليمنية لقتال الحوثي".

وزاد: "كان يفترض أن تتوجه -بموجب اتفاق الرياض وثم نتائج مشاورات نقل السلطة- كل القوات لقتال مليشيا الحوثي، منذ أبريل 2022، لكن لم يحدث شيء".

واستطرد: "للأسف، ما زال مجلس القيادة الرئاسي يحاول أن يجعل من هذه الشراكة فقط لاحتواء المجلس الانتقالي، وإضعافه من الداخل".

وبيّن: "ما يجري هو عبث وانفراد مطلق -من قِبل رئيس مجلس القيادة- بالقرارات وعمليات تعيين، ومحاولات استيلاء على المؤسسات لتنفيذ أجندات ومشاريع لا علاقة لها لا بتحسين الخدمات أولا، ولا بقتال الحوثي ثانيا".

تقارير

هل قرر المجتمع الدولي إنهاء مرحلة حكم المليشيات التي فرضتها إيران في المنطقة؟

انقضى العام الأخير من العقد الذي شهد اليمن فيه واحدة من أكثر المراحل التاريخية انحطاطا ودونية، عقد افتقد فيه اليمنيون دولتهم وهيبتها ومؤسساتها، ووقعوا ضحية لمليشيا مسلحة استولت على السلطة، وفرضت واقعا مريرا على مختلف مناطق البلاد.

تقارير

هل غادر الملف اليمني مربع التسوية السياسية نحو التصعيد العسكري؟

وجَّه سفير الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة ما وصفه بالتحذير الأخير للحوثيين لوقف هجماتهم الصاروخية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث قال داني دانون، في تصريحات صحفية، إن الحوثيين يغامرون بمواجهة المصير التعيس نفسه الذي تعرضت له حماس وحزب الله اللبناني، حد قوله.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.