تقارير

في هذا التوقيت.. ما وراء التصعيد الحوثي العسكري في مأرب وشبوة؟

23/03/2023, 14:25:37

شنّت قوات محور سبأ والعمالقة، المدعومة من التحالف بقيادة السعودية، هجوما معاكسا لاستعادة مواقع سيطرت عليها مليشيا الحوثي، خلال اليومين الماضيين، غرب مديرية حريب جنوبي محافظة مأرب.

كانت مليشيا الحوثي شنّت، في الأيام والساعات الماضية، هجوما عنيفا على مواقع عسكرية في مديرية حريب، في أعنف تصعيد منذ أشهر، بالتزامن مع استهدافها قرى سكنية.

- قدرات عسكرية

يقول المحلل العسكري، اللواء محسن خصروف: "في خضم الجهود الدولية والإقليمية لإحلال السلام في اليمن، وإنهاء الحرب والتفاوض والوصول إلى حالة من التعايش، تسعى مليشيا الحوثي إلى المزيد من الكسب العسكري، لتصل إلى طاولة المفاوضات وهي الطرف الأقوى، والطرف الأكثر على فرض الرأي والإرادة".

وأضاف: "في المقابل قيادة وزارة الدفاع في الحكومة زارت مأرب وسقطرى ودخلت إلى الجبهات، وهناك استعدادات وتدريبات وقدرات وإمكانيات تجعل -كما يقال في المثل الشعبي- قدام الخمس خمس، بمعنى أن هناك إمكانيات وقدرات عسكرية مقابل المحاولات الحوثية".

وتابع: "نحن على يقين أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل سيفشلون هذه المحاولات، ولن تؤتي ثمارها كما يتوقعون، لكن المهم أن يكون هناك وعي وإدراك بأن مليشيا الحوثي لا تريد الوصول إلى مفاوضات السلام إلا وهي الطرف الأقوى".

ويرى أن "الدور الآن على الحكومة والتحالف هو دعم الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل لمواجهة المخطط الذي يهدف إلى إفشال كل محاولات السلام".

- صمت وخذلان دولي

من جهته، يقول مستشار قائد المنطقة العسكرية السابعة، العقيد عنتر الذيفاني: "إن ما تقوم به مليشيا الحوثي من تصعيد عسكري، سواء في مأرب أو في الحديدة أو في تعز، رغم الدعوات الأممية لإحلال السلام، وإنهاء الحرب، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، ومع ذلك هناك صمت وخذلان دولي تجاه هذا التصعيد، والمليشيا هي المستفيد من ذلك، ويشجعها على هذا التصعيد".

وأوضح أنه "ليس هناك استرخاء من قِبل الجيش الوطني، لكن المعروف أن المهاجم في مرحلة الهدنة أو الصمت قد يحقق تقدما في موقع أو موقعين، لكن في النهاية تأتي عملية الرد، وتستعاد المواقع، وتندحر المليشيا، كما تندحر في كل هجماتها التصعيدية".

وأضاف: "القبائل والجيش الوطني، وقوات العمالقة في شبوة وفي حريب، مستعدة لصد الهجوم ودحر المليشيا، فمسألة سقوط جبل لا تعني النهاية، لكن على المجتمع الدولي أن يدرك بأن هذه المليشيات مهما حاول أن يسوقها إلى السلام لا يمكن أن تؤمن به، أو تنخرط فيه".

وأشار إلى أن "مليشيا الحوثي في الحديدة صعّدت من عملياتها العسكرية، في ظل وجود البعثة الأممية العسكرية، التي كانت موجودة قبل يومين هناك، وهذه رسالة بأن هذه المليشيا لا يمكن أن تعيش إلا في ظل الحروب".

- ابتزاز سياسي

فيما يرى الصحفي أحمد عايض أن "الهجوم، الذي نفذته مليشيا الحوثي باتجاه حريب، هو عبارة عن مناورات ومحاولات للابتزاز السياسي في طاولة للمفاوضات القادمة، ولا تبالي المليشيات بهلاك عشرات القتلى والجرحى من مناصريها".

وقال: "خلال الساعات الماضية، تمكنت قوات العمالقة ومحور سبأ من استعادة غالبية المواقع، التي سقطت في مديرية حريب، وأسقطت انتفاشة المليشيات خلال اليومين الماضيين، التي حاولت وتعمّدت قطع الاتصالات والإنترنت في المديرية".

وأضاف: "على الجميع أن يدرك أن ما عجزت عنه المليشيا الحوثية في تحقيقه، خلال السنوت الماضية، بقوتها ودعمها الخارجي والدولي أمام الجيش الوطني، الذي يقاتل بأقل الإمكانيات، يؤكد أن هذه المليشيا أضعف وأوهن من أن تحقق أي تقدم في المواجهات القادمة".

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.