تقارير

ما السيناريوهات المحتملة بعد انتهاء الهدنة وتهديدات مليشيا الحوثي؟

03/10/2022, 08:39:40

في مطلع أبريل الماضي، تمكّنت الأمم المتحدة من دفع أطراف الصراع في اليمن إلى إعلان هدنة إنسانية لمدة شهرين تم تجديدها مرّتين، لكنّها فشلت يوم أمس في تجديدها مرّة ثالثة، رغم الجهود والمساعي المستمرة منذ شهرين، وذلك بسبب رفض مليشيا الحوثي. 

الهدنة، التي انتهت الساعة السادسة من مساء أمس الأحد، بسببها توقفت عمليات التحالف وهجمات مليشيا الحوثي العابرة للحدود، بينما استمرت الهجمات الحوثية الداخلية على مواقع الجيش، وعمليات القتل والقصف ضد المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية.

سهّلت الهدنة المنتهية وصول الوقود إلى ميناء الحديدة، وجنت المليشيات أموالا طائلة من هذا المورد، ورفضت تسليم مرتّبات الموظفين بموجب اتفاق الهدنة واتفاق السويد، وحوّلت ملف تسليم المرتّبات إلى بند تفاوضي بدلا من كونه التزاما سابقا، فضلا عن عدم تمكّن الهدنة من فتح الطرقات  في تعز، وغيرها من المحافظات.

- دلال المليشيا

في هذا السياق، يقول الباحث السياسي، نبيل البكيري: "الغريب في الحديث عن الهدنة بأنها لم تكن هدنة بمعناها الحقيقي، حيث إن في تعز فقط 84 قتيلا تم قنصهم خلال مدة الهدنة، فضلا عن الحصار والمعاناة التي يعيشها سكان مدينة تعز، وكان الأمر لا يعني أحدا".

وأضاف: "المبعوث الدولي - للأسف- دلّل مليشيا الحوثي، وكانت هذه النتيجة، فكما يقال إن من أمن العقوبة أساء الأدب".

وأوضح أن "بيان المبعوث الأممي، الذي ثمّن من خلاله جهود الحكومة اليمنية، التي تعاملت بإيجابية مع مقترحه، وهو يدرك بأن مليشيا الحوثي هي من أعلنت الرفض في بيان لها، وهددت المجتمع الدولي فيما يتعلّق بسلامة الملاحة الدولي، ومع ذلك لم يتم ذكرها أو التطرّق لها"، واصفا لغته بالسخيفة.

وقال: "البيان تحدّث بلغة منمّقة، وأقلّ ما يقال عنها إنها سخيفة، فهو لم يسمِ الطرف الذي رفض الاتفاق، وهذه المواقف"، مشيرا إلى أن "هذا الدلال الأممي والدولي للمليشيات كان سببا في بقائها طوال هذه السنوات، وهي من أوصلتنا إلى السنة الثامنة من الحرب".

وتساءل: "ماذا نتوقّع من مبعوثين أممين، من عند جمال بن عمر إلى هانس، كانت مهمّتهم تغطية مشروع تمزيق وتفتيت وإسقاط الدولة اليمنية، والكارثة في أن ليس هناك طرف يقول لهم إنهم من أوصلوا البلاد إلى هذا المستنقع؟" 

وأشار إلى أن "تصعيد مليشيا الحوثي هو النتيحة الطبيعية، فالمليشيات منذ إعلان الهدنة وهي تستعرض قواها، وتعد لهذه المرحلة، والهدن كانت بهدف منحها المزيد من الوقت لتزويد نفسها بما كان ينقصها من عتاد ومقاتلين، وهذا الأمر كان متوقعا".

ولفت إلى أن "غير المتوقع هو موقف المجتمع الدولي والمبعوث الدولي، والأكثر غرابة وسخافة من ذلك هو موقف الحكومة الشرعية، التي قدّمت كل هذه التنازلات منذ البداية، في الجولة الأولى من الهدنة، في أبريل الماضي، لم يُحقق أي مطلب للشرعية، وتم تجاوز هذا الأمر، وذهبت الشرعية إلى نومها الطويل".

- المهمّة الخفيّة

من جهته، يقول الصحفي أحمد عائض: "بيان المبعوث الأممي يعكس المهمّة الخفيّة لهذا المبعوث في هذه المرحلة، ولو أخضعناه للقراءة السياسية لوجدناه بيانا يصبّ في صالح المليشيات الحوثية".

وتساءل: "كيف لطرف قدَّم كل التنازلات، وتعاطى بإيجابية مع كل المقترحات والمبادرات التي قدّمها المبعوث شخصيا، ومع ذلك لم يشار ولو تلميحا إلى الطرف المتمرّد خلال الفترة الماضية".

وقال: "الجيش والمقاومون والسياسيون يتحدّثون عن أن ليس هناك هدنة حقيقية كما يُقال، ولم تكن سوى هدنة بين التحالف السعودي - الإماراتي والحوثيين، أما في أرض الميدان ليس هناك أي هدنة، والمهمّة التي أعلن المبعوث الأممي بأنها فشلت، خلال الستة الأشهر الماضية، هي تعني نجاحه في بناء القدرات العسكرية الحوثية" 

ولفت إلى أن "الستة الأشهر الماضية من الهدنة هي فرصة جديدة مُنحت لمليشيا الحوثي، لإعادة أنفاسها واستعادة قوتها وترتيب صفوفها".

وأشار إلى أن "مليشيا الحوثي أعلنت بأن الأهداف القادمة ستكون المنشآت النفطية والموانئ والمطارات السعودية - الإماراتية، وهددت باستهداف سفن الملاحة الدولية". 

وأضاف: "مليشيا الحوثي حشدت قواتها عقب انتهاء الهدنة في الجبهات الجنوبية والغربية لمحافظة مأرب، وأيضا في محافظة تعز، والعديد من المحافظات".

- زاوية مهمة 

في هذا السياق، يقول نائب مدير مركز صنعاء للدراسات، أسامة الروحاني: "إن هناك زاوية مهمّة لقراءة هذه الهدنة، وهي ما العوامل التي دفعت مليشيا الحوثي لرفض مثل هذه الهدنة، التي لها رجع إيجابي على المواطنين، وكان بإمكانها أن تساعد في دفع مرتّبات الموظفين". 

وأضاف: "بنود الهدنة، التي كان من المفترض أن يستفيد منها المواطنون في تعز ومناطق أخرى، جراء فتح الطرقات، إضافة إلى فتح أماكن وصول أخرى من مطار صنعاء، رفضتها مليشيا الحوثي".

وأشار إلى أن "الفراغ السياسي والأمني، الذي تركته الحكومة الشرعية، جعلت مليشيا الحوثي تنظر بأنها القوة الأقوى في هذه المعادلة، وأنها لا ترى حافزا للذهاب إلى السلام".

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.