تقارير
ما وراء تصعيد مليشيا الحوثي ضد المدنيين ومواقع الجيش في تعز؟
منذ مطلع الشهر الجاري، صعّدت مليشيا الحوثي من هجماتها ضد أعيان مدنية في تعز، مخلفة قتلى وجرحى إلى جانب تصعيدها العسكري ضد مواقع الجيش في المحافظة.
مراسل "بلقيس" أفاد بأن الطيران المسيّر التابع للمليشيا استهدف مواقع الجيش الوطني في جبهة الدفاع الجوي، كما استهدفت المليشيا بالمدفعية مواقع الجيش في جبل "جَرَّة" بعدد من القذائف.
ويأتي القصف الحوثي بعد ساعات من قصف حوثي مماثل على مواقع الجيش في الجبهة ذاتها؛ أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين، إضافة إلى إصابة طفل بقصف للمليشيا استهدف حيا سكنيا غربي مدينة تعز.
وخلال الأسبوع الماضي، شهدت تعز مواجهات بين قوات الجيش وعناصر المليشيا -شمال غربي المدينة، وأعلنت القوات الحكومية مقتل وإصابة 23 من مسلحي مليشيا الحوثي في جبهة الدفاع الجوي، إلى جانب كسر محاولة تسلل حوثية في جبهة "الأحطوب" بمديرية جبل حبشي في الريف الغربي للمحافظة.
- استهتار بحياة الناس
يقول أركان حرب الدفاع الجوي بجنوب تعز، النقيب أحمد الصناحفي: "مليشيا الحوثي لا زال مستمرة في تصعيدها على مدينة تعز، وعلى الأحياء السكنية، وعلى المناطق الآهلة بالسكان، وعلى مواقع المواجهة في مناطق التماس".
وأضاف: "هذا التصعيد، وهذه المواجهات، لم تتوقف أبدا، وهي على مدار الأسابيع الماضية، وعلى مدى السنوات الماضية، منذ بداية التصعيد على مدينة تعز، تستخدم أسلحتها الثقيلة، وأحيانا الأسلحة المتوسطة".
وتابع: "مؤخرا وصل تهور المليشيا الحوثية، واستهتارها بحياة الناس والأبرياء، إلى درجة أنها تستخدم الطيران المسيّر ضد الأهداف المدنية، ومنازل المواطنين".
وأردف: "نحن في الجبهات لم نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا التصعيد الخطير، ونقوم بالرد على هذه الهجمات والاستهدافات".
وزاد: "الجيش الوطني بالذات واقف على أهبة الاستعداد، ويقوم بالرد على هذه الانتهاكات دائما؛ وفي وقتها، وفي حينها، ويكبد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، التي يستخدمها ضد المدنيين، وضد مواقع الجيش والمقاومة".
- تضليل حوثي
يقول المحلل السياسي السيد عبد الواسع الفاتكي: "من الملاحظ أن أي هدف في المناطق المحررة بالنسبة للمليشيا الحوثية يعتبر مشروعا، فالمواطنون اليمنيون القاطنون في تلك المناطق يعتبرون عملاء لأمريكا وإسرائيل، هكذا تنظر إليهم المليشيا".
وأضاف: "بالتدقيق في تحركات المليشيا الحوثية، وتصعيدها العسكري، نلاحظ أن هذا التصعيد عادة ما يتزامن وفقا لمستجدات وتطورات معينة، فحينما يتحرك المجتمع الإقليمي والدولي لعقد مفاوضات مع الحكومة الشرعية، نلاحظ أن هناك تصعيدا عسكريا يدشن، وتقوم المليشيا بالهجوم في تعز ومأرب".
وتابع: "يمكن تفسير التصعيد العسكري في تعز بالذات وفق تفسيرات معينة، وفي سياسات معينة، يلاحظ أن هناك تصعيدا محموما بين المليشيات الحوثية وبين الكيان الصهيوني، لذا رأت المليشيات الحوثية أنه لا بُد من تسخين الجبهة، ولا بُد من استئناف المواجهات مع الجيش الوطني في تعز، على اعتبار أن هناك أراجيف وإشاعات إعلامية تقوم بها المليشيا بأنها تتعرض هي للهجوم من قبل الجيش الوطني".
وأردف: "مليشيا الحوثي تهاجم الجيش الوطني والأحياء السكنية، وتشيع أن هذه المعارك تأتي في سياق تنفيد الحكومة الشرعية والجيش الوطني للرغبات والأهداف الأمريكية والإسرائيلية، وصرح بذلك أحد قادة المليشيا الحوثية أن مليشياتهم تعرضت للهجوم بعد تصريحات نتنياهو بأنه سيعاقب المليشيات في اليمن".
وزاد: "تريد المليشيا الحوثية أن تضلل إعلاميا على عناصرها، وأيضا تحافظ على حاضنتها الشعبية؛ باعتبار أنها تواجه أمريكا وإسرائيل، وأن تحركات الجيش الوطني -كما تزعم- تأتي في هذا السياق".