تقارير

مطار الريان.. سجن الإمارات "السري" يعاود استقبال الرحلات بعد سنوات من الإغلاق

09/04/2021, 17:13:19
المصدر : نشوان علي

مثّل مطار 'الريان' الدولي، في مدينة المكلا - مركز محافظة حضرموت النفطية (شرق اليمن)، الذي أعيد افتتاحه، اليوم الجمعة، أمام الرحلات الداخلية بعد قرابة 5 سنوات من الإغلاق، "نقطة سوداء" في سجل القوات الإماراتية المشاركة ضمن قوام التحالف العربي الذي تقوده السعودية، التي كانت تتخذه مقرا رئيسيا لاحتجاز وإخفاء العشرات.

وأغلق المطار الذي يُعد ثالث أكبر مطار بعد مطاري صنعاء وعدن، حيث يبلغ طوله نحو 9 كيلو مترات، وعرضه 2 كيلو متر، في أبريل 2015، وأعيد افتتاحه في نوفمبر 2019 في ظل زخم إعلامي واسع، لكن سرعان ما أعيد إغلاقه في الشهر ذاته.

وظل مثار تساؤل حتى اللحظة عن أسباب رفض القوات الإماراتية، ولعدة سنوات، إعادة افتتاحه، خاصة وأن الحرب لم تصل إليه، وكان بالإمكان إعادة تشغيله بمجرد طرد عناصر تنظيم 'القاعدة' من المكلا في أبريل 2015.

وأدلى مسؤولون يمنيون، العام 2018، بتصريحات عن قرب افتتاح مطار 'الريان'، لكن القوات الإماراتية كانت "حجر عثرة" أمام المساعي الحكومية لتنشيط حركة الملاحة في المطار، وتعزيز عوامل التنمية في البلاد.

في فبراير 2019، صرّح وزير النقل السابق في الحكومة اليمنية (المعترف بها)، صالح الجبواني، أن وزارته بصدد إعادة فتح مطار 'الريان' في المكلا، منتصف مارس، بعد تأهيله بشكل كامل، إلا أن ذلك لم يحدث.

وفي يناير 2018، أعلن  محافظ حضرموت، اللواء فرج البحسني، أن إعادة تشغيل المطار ستكون في النصف الأول من العام ذاته كحد أقصى، دون أن يحدث أي جديد.

ونظم العشرات من المواطنين سلسلة وقفات احتجاجية منذ سيطرة القوات الإماراتية على مطار 'الريان'، رفضا لاستمرار إغلاقه، لأنه "شريان الحياة" بين حضرموت والمحافظات اليمنية والخارج. 

وفي سبتمبر 2019، اتهم وزير النقل الجبواني الإمارات "بتسيير رحلات من وإلى مطار الريان بدون أي تنسيق مع وزارة النقل"، متوعدا بوضع "التجاوزات على سيادة الدولة على طاولة منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، والمنظمة البحرية الدولية، والهيئات الدولية ذات العلاقة".

شكوك كثيرة

ويأتي افتتاح مطار 'الريان' في ظل احتجاجات شعبية، ضد تردّي الأوضاع الخدمية والمعيشية، تشهدها مختلف مديريات محافظة حضرموت منذ قرابة أسبوعين.

وشكك مراقبون في استمرار بقاء المطار مفتوحا أمام الرحلات الجوية، خاصة وأنه أعيد فتحه رسميا في العام 2019 من قِبل نائب رئيس الوزراء الأسبق، سالم الخنبشي، بعد تزايد الاتهامات للإمارات بتعمّدها الإبقاء عليه مغلقاً، لكن أعيد إغلاقه مجددا دون إبداء أي أسباب.

وفي هذا الصدد، توقع رئيس تحرير "الموقع بوست"، عامر الدميني، أن لا يستمر افتتاح مطار الريان"، معتبرا أن "عملية فتح المطار ذاتها جاءت بعد سلسلة احتجاجات شهدتها المكلا للمطالبة بفتحه".

واستغرب الدميني تجاهل الحديث عن تحويل المطار إلى ثكنة عسكرية، وسجون سرّية، في حين "تستمر الرحلات المشبوهة والمفتوحة بين المكلا وأبوظبي"، وفق تعبيره.

من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني أحمد الزرقة، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إن "فتح مطار الريان للرحلات الداخلية فقط واستمرار سيطرة القوات الإماراتية عليه واستخدامه كسجن سري وقاعدة عسكرية يثير الكثير من الشكوك حول استمرارية فتح المطار، خصوصا أنه تم فتحه سابقا لمدة يومين وتمت إعادة إقفاله".

انتهاكات

وأصدرت العديد من المنظمات الحقوقية، المحلية والدولية، سلسلة تقارير، تحدثت عن انتهاكات ترتكبها القوات الإماراتية، وإنشائها -بعد سيطرتها على مناطق في جنوب اليمن- سجوناً غير رسمية، أُخفي فيها قسراً مدنيون يُعتقد أنهم معارضون لها، بحجة محاربة الإرهاب، ودعمت مليشيات محلية بمسميات مختلفة، أسهمت في إدارة تلك السجون.

وذكرت منظمة "مواطنة" لحقوق الإنسان أنها تحققت مما لا يقل عن 38 واقعة احتجاز تعسفي و10وقائع تعذيب في مطار 'الريان'، الذي حوّلته القوات الإماراتية -بعد طرد عناصر تنظيم 'القاعدة' في أبريل 2015- إلى سجن سري لإخفاء عشرات اليمنيين، وارتكاب انتهاكات جسيمة بحقهم.

واتهمت منظمة 'هيومن رايتس ووتش'، في يونيو 2017، الإمارات بدعم قوات محلية لإدارة مركز الاعتقال السري في مطار 'الريان' الدولي.

الجدير بالذكر أن مطار 'الريان' الدولي تم افتتاحه في مايو عام 1982، لخدمة حركة الملاحة المدنية في محافظة حضرموت، وتستفيد منه المحافظات المجاورة، وفي عام 2005 أدخلت عدة مشاريع تطويرية في المطار، منها: إنشاء صالة للقادمين، وصالة رئاسية، ومبنى حديث للأرصاد الجوية، ومحطة أرصاد.

وفي مايو 2001، جرى تغيير اسم المطار إلى مطار 'المكلا' الدولي، لكن تعريفه بـ"مطار الريان" لم يتغيّر لدى المنظمة الدولية للطيران المدني، واتحاد النقل الجوي الدولي، حتى الآن.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.