تقارير
من المسؤول عن إطالة أمد الحرب في اليمن؟
في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء الماضي، حذّر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من التّبعات الاقتصادية لهجمات مليشيا الحوثي التي تستهدف المنشآت والموانئ النفطية، مؤكدا بأنه لا يزال على تواصل مع جميع الأطراف اليمنية، من أجل تجديد الهدنة الأممية التي انتهت مطلع شهر أكتوبر الماضي.
مليشيا الحوثي هاجمت مجلس الأمن الدولي، ووصفت إداناته الصادرة ضدها بأنها وقاحة غير مسبوقة، معتبرة الإدانات والمواقف الدولية تجاه هجماتها بأنها تندرج ضمن أسباب إطالة أمد الحرب.
- ميكرفون الإدانات
يقول المحلل السياسي، إبراهيم القعطبي: "إن الشعب اليمني سئم من بيانات المجتمع الدولي، وبات ينظر له بأنه مجرد ميكرفون للإدانات، ولا تحقق أي شيء على الصعيد الميداني، بينما مليشيا الحوثي تستمر باستهداف الشعب اليمني ومصادر دخله".
وأضاف: "هناك أجندة دولية وصراعات دولية، وللأسف الشديد، اليمن دخلت في هذه الدائرة، لكن إذا أراد المجتمع الدولي والدول الفاعلة مساعدة اليمنيين وانتشالهم من هذا المستنقع فإن مسألة مليشيا الحوثي مسألة بسيطة".
وتابع: "العالم اليوم يقف إلى جانب أوكرانيا على سبيل المثال، ولم تستطع روسيا بقوّتها وعظمتها احتلال أوكرانيا، لأن المجتمع الدولي واقف معها، أما الملف اليمني فهم يستطيعون أن ينهوا المليشيا ويعيدوا الحكومة اليمنية إلى صنعاء، وإنهاء الحرب، إذا أرادوا ذلك".
وزاد: "المعركة في اليمن معركة استنزاف لجميع الأطراف، بما فيها الأطراف المحلية، ودول الإقليم، لا سيما إيران والسعودية، وكلها لا تخدم المصالح اليمنية التي يتغنّى بها المجتمع الدولي لمساعدة اليمنيين".
وأردف: "المصلحة اليمنية في إنهاء انقلاب مليشيا الحوثي، وإخراج التحالف من الداخل، وعودة حكومة تمثّل كل اليمنيين، وتحافظ على السيادة والأراضي اليمنية".
وأوضح أن "المجلس الرئاسي لم نسمع له صوتا ولا تحركا على الأرض ولا تحرك إقليمي، ولا اجتماعات، ولا تصريحات للشعب اليمني، ولا خطط ولا تحرّكات على أي مستوى، سواء سياسي أو اقتصادي أو عسكري".
ويرى أن "المشكلة الكبيرة، التي تورّط بها اليمنيون، بأنهم يقبعون تحت مليشيات مسلحة سلالية في المحافظات الشمالية، وأدوات تسمي نفسها الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي، تحت أهداف بعيدة كل البُعد عن طموحات الشعب اليمني، وعن استعادة الدولة، والحفاظ على سيادتها".
وقال: "نحن نعيش هذه المشكلة الكبيرة، التي جعلت اليمنيين يغرقون في هذه المآسي الإنسانية، وفي الفقر والصراعات، وفي التدخلات الخارجية، وكل ذلك بسبب عدم وجود حكومة شرعية يمنية تمثل طموح الشعب اليمني".
وأضاف: "للأسف الشديد، من يسمون أنفسهم قيادة ومسؤولين، الذين يستلمون رواتبهم من اللجنة الخاصة السعودية والإمارات، لا يهمهم سوى تأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، مقابل تحقيق مصالح خارجية، ولا تهمهم اليمن، ولا السيادة اليمنية ومستقبل اليمن، وهم لا يمثلون الدولة".
وتابع: "المطارات اليمنية والجزر اليمنية تتحكم بها، والمجلس الرئاسي تم تعيينه من قِبل السعودية والإمارات، والتحرّكات كلها تأتي بتوجيهات من السعودية والإمارات".
- عقلية متخلّفة
من جهته، يقول الصحفي عبدالواسع الفاتكي: "إن المضحك والغريب في أن هذه المليشيا تقدّم نفسها وكأنها هي السلطة الشرعية، وهي من تدافع عن سلطة البلد، وموقفها الأخير -التي وصفت به إدانات مجلس الأمن الدولي، بأنها إدانات وقحة- يعبّر عن العقلية المتخلّفة التي تفكّر بها هذه المليشيات".
وأضاف: "مليشيا الحوثي تقدّم نفسها وكأنها التي تدافع عن الشعب اليمني ومكتسبات الوطن، وأن الحكومة الشرعية هي من تستهدف موانئ اليمن ومنشآته، وتنهب مقدراته".
وتايع: "مليشيا الحوثي دائما تسوِّق الأوهام والخزعبلات، وما تصرّح به وتصرخ به وتعلن عنه ما هو إلا أوهام، ومن ضمن ما ورد في بيان المبعوث الأممي لمجلس الأمن أن من المُلح أن يتم معالجة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية كمقدمة لإدارة الموارد، وباستهداف مليشيا الحوثي للمنشآت النفطية هي تريد من ذلك تعطيل الحكومة من مصدر الدخل الرئيسي لها، وتريد أيضا أن تفرض شروطها، وتجبر الحكومة على الموافقة عليها، ومن ضمنها تسليم مرتبات الموظفين، لا سيما مقاتليها".
ويرى أن "الخيارات أمام السلطة المحلية في حضرموت لصد هجمات مليشيا الحوثي ضيّقة، لذا هناك حديث حول التنسيق بينها وبين الجانب الأمريكي، وهذا ما لاحظناه خلال الأسابيع الماضية، بعد تراخي السلطة الشرعية في الدفاع عن المنشآت الحيوية اليمنية".