تقارير

وعود برحلات وهدايا وسلال غذائية.. هكذا تستقطب مليشيا الحوثي الطلاب لتجنيدهم في مراكزها الصيفية

22/04/2024, 06:19:22

دشّنت مليشيا الحوثي معسكراتها الصيفية لطلبة المدارس في مناطق سيطرتها، بعد إنهائها العام الدراسي مبكراً وتنفيذ حملات ترويجية، تضمنت وعوداً بجوائز وسلال غذائية، وسط الاهتمام الشديد من زعيم المليشيا بهذه المعسكرات، وتحذير الحكومة من خطرها.

وتنظم المليشيا كل عام، مراكز صيفية أشبه بالمعسكرات المغلقة؛ لاستخدامها في استقطاب الأطفال للانضمام إليها، وتجنيدهم في صفوفها، وإرسال الآلاف منهم إلى جبهات القتال، بحسب ما جرى توثيقه خلال الأعوام الماضية عبر تقارير حقوقية محلية ودولية، ووفقاً لشهادات عائلات كثير ممّن تم تجنيدهم، أو إفادات العائدين من تلك الجبهات.

وذكرت مصادر قريبة من سلطات المليشيا  أنه تم استخدام وسائل مختلفة لاستدراج الأطفال إلى المراكز الصيفية هذا العام، ومن ذلك تقديم وعود بتحسين درجاتهم في امتحانات نهاية العام الدراسي، وإعفاؤهم من الرسوم في العام الدراسي المقبل، وإغراؤهم بالحصول على مكافآت مختلفة مثل الرحلات والهدايا والجوائز.

وأوردت مصادر حقوقية شهادات عدد من أهالي الطلبة بتلقيهم وعوداً بالحصول على سلال غذائية بمجرد إلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية، في حين عقد قادة حوثيون في عدد من أحياء صنعاء  لقاءات مع مسؤولي الأحياء المعروفين بعقال الحارات؛ لتنسيق الجهود في إقناع الأهالي بدفع أبنائهم إلى تلك المراكز.

وذكر عدد من الآباء أن أطفالهم أبلغوهم برغبتهم في الالتحاق بالمراكز الصيفية للحصول على الجوائز التي وُعِدوا بها من قبل مشرفي المليشيا الحوثية، ومنها تخصيص أجهزة لوحية "تابلت" للمتفوقين، والمشاركة في رحلات إلى أماكن لم يتم تحديدها، إلى جانب تمكينهم من الالتحاق بالكليات التي يرغبون بها في دراستهم الجامعية مستقبلاً.

إغراءات متنوعة

وأفادت مصادر تربوية، في صنعاء وذمار وإب وتعز، أن مليشيا الحوثي ربطت حصول الطلبة على نتائج امتحانات نهاية العام الدراسي بالتسجيل والالتحاق بالمراكز الصيفية، مع وعود بتحسين درجاتهم.

ووفقاً للمصادر التربوية، فإن المشرفين الحوثيين على قطاع التربية والتعليم، إلى جانب مشرفين آخرين مسؤولين عن استقطاب وتجنيد الأطفال نفذوا زيارات ميدانية للمدارس خلال الأيام الأخيرة من العام الدراسي، التي تزامنت مع شهر رمضان، وتحدثوا بشكل مباشر إلى الطلبة حول أهمية الانضمام إلى المراكز الصيفية.

وأكدت المصادر ذاتها أن قطاع التربية والتعليم الخاضع لسيطرة الجماعة عمل خلال الأسابيع الماضية على طباعة الكتب المحتوية على المناهج والمقررات الدراسية في المراكز الصيفية، في حين كان معظم الطلبة يتقاسمون الكتب الدراسية استعداداً للامتحانات، أو تلجأ عائلاتهم لشرائها من سوق سوداء خاصة بها.

وكان تقرير حقوقي كشف العام الماضي عن مضامين المقررات الدراسية في المراكز الصيفية، التي عمل على تأليفها أفراد من عائلة زعيم الجماعة، ومنهم بدر الدين الحوثي، ومحمد بدر الدين الحوثي، إلى جانب اختصارات من مؤلفات مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي، التي تُعرف بالملازم.

وبيّن التقرير الصادر عن المركز الأميركي للعدالة حرص مؤلفي تلك المقررات على تأكيد صحة معتقدات الجماعة الحوثية، وبطلان وتحريف ما يخالفها، وتعزيز ما تُعرف بالهوية الإيمانية للجماعة، وطاعة زعيمها بوصف ذلك سبباً للنصر.

وفي حين يحرص عبد الملك الحوثي، زعيم المليشيا، على الاهتمام الشخصي بالمراكز الصيفية، ومتابعة تنظيمها وفعالياتها ونتائجها؛ ألقى خطاباً في تدشين المراكز الصيفية هذا العام، تحدث فيه عمّا وصفها بالهوية الإيمانية، التي تأتي هذه المراكز تعزيزاً لها.

وزعم الحوثي أن هذه المراكز تأتي في إطار مشروع تحرري يجعل اليمن قائداً للتحرر والاستقلال من الأعداء، موجهاً جماعته بتقديم الدعم للدورات من خلال المؤسسات والقطاعات الخاضعة لها، مع التشديد على توفير كامل متطلباتها.

استهداف الأجيال

يقول مدير مكتب حقوق الإنسان، في أمانة العاصمة، فهمي الزبيري: "إن هذه المخيمات الصيفية هي بالأصل معسكرات حوثية لتحشيد وخداع الأطفال". 

وأضاف: "موقف المنظمات الحقوقية من هذا الأمر موقف متخاذل، بل إنها دعمت مليشيا الحوثي بمبلغ 88 مليون دولار، تحت لافتة منع تجنيد الأطفال، ووقعت الأمم المتحدة اتفاقية مع مليشيا الحوثي بشأن ما تسمى خارطة الطريق لمنع تجنيد الأطفال، وهي تدرك أن المليشيا لا تستطيع القتال إلا بهؤلاء الأطفال".  

وتابع: "جميع التقارير الدولية وتقارير الخبراء أثبتت بالأدلة والشهادات والتوثيق أن مليشيا الحوثي هي من تجنّد الأطفال في اليمن، ولا تزال تتربع على قائمة العار".  

وأردف: "هذه المنظمات أيضا هي من تدعم طباعة الكتاب المدرسي، الذي تم تحريفه وتغييره، وتحريف العناوين والدروس، التي تقدّس الجمهورية، واستبدالها لتعظيم أشخاص وسلالة".

يقول الناشط الحقوقي رضوان شمسان: "إن هذه الظاهرة بدأت منذ بداية نشأة هذه الجماعة المليشياوية، وهي تدمّر عقول الأطفال، وتنشئ جيلا بعيدا كل البُعد عن ما نعيشه في الواقع".

وأضاف: "مليشيا الحوثي تقوم بإجبار أسر هؤلاء الأطفال وأخذهم إلى معسكرات صيفية، تحت مسميات متعددة، وفي الأخير نجدهم إما قتلى أو أسرى، وهي نتائج معروفة، لمسناها خلال السنوات التسع الماضية، حيث وجدنا أن معظم قتلى هذه المليشيا هم من الأطفال".

وتابع: "يتم تعبئة الأطفال في هذه المراكز الحوثية، تعبئة خاصة تقودهم إلى الهلاك، كما وجدناه ونلمسه".  

وأردف: "المراكز الصيفية تنشأ في كل صيف في عموم اليمن، لكن البرامج التأهيلية والتدريبية تختلف، حيث كانت في السابق مقيّدة ببرامج محددة عبر وزارات محددة، وكان هناك نظام بشكل رسمي".

وزاد: "تبدأ هذه البرامج بإعداد أجيال تؤمن بالوطن والوطنية والحياة، لكن مليشيا الحوثي، اليوم، تعمل على العكس تماما".

وأشار إلى أن "المراكز الحوثية تقوم بتدمير عقول الأطفال، وتقودهم إلى الموت، من خلال التعبئة الخاطئة، وثقافة الموت والحرب، حتى أصبح هؤلاء الأطفال قنبلة موقوتة".

تحذير حكومي

وفيما حثّ زعيم المليشيا الآباء والأمهات على الدفع بأبنائهم إلى المعسكرات الصيفية، والتعاون من خلال مبادرات مجتمعية لإنجاحها، جددت الحكومة اليمنية تحذيرها من مخاطر المراكز الصيفية التي تستغلها المليشيا لنشر أفكارها، وغسل عقول الأطفال بشعاراتها الطائفية وثقافة الحقد والكراهية، وتحويلهم إلى أدوات للقتل والتدمير، ووقود لمعاركها التي لا تنتهي، وقنابل موقوتة تمثل خطراً على النسيج الاجتماعي اليمني، والأمن والسلم الإقليميَّين والدوليَّين.

ووصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، هذه المراكز بالمعسكرات التي تأتي بعد حملات الحشد والتعبئة التي تنفذها الجماعة الحوثية منذ شهور «مستغلة مسرحياتها في البحر الأحمر ومزاعم نصرة غزة»، بينما تقتل اليمنيين وتدمر بلادهم وتتحرك بصفتها أداةً إيرانيةً لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية. وفق تعبيره.

واتهم الإرياني، في تصريحات رسمية، المليشيا بتجنيد غالبية مقاتليها من الأطفال من هذه المراكز التي تسببت بأغلب جرائم قتل الأقارب التي انتشرت في السنوات الماضية في مناطق سيطرة الجماعة، متمنياً من عائلات الطلبة الحفاظ عليهم، وعدم تقديمهم قرابين لزعيم الجماعة، وأسياده في طهران، مناشداً المنظمات المعنية والمثقفين والإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان التوعية بمخاطر ذلك.

واستغرب الوزير إنفاق الجماعة مليارات الريالات اليمنية لتنظيم تلك المعسكرات، من الأموال المنهوبة من الخزينة والإيرادات العامة للدولة، بينما ترفض تخصيص تلك المبالغ لدفع مرتبات موظفي الدولة بحجة عدم توفر السيولة، لتدفع «بملايين المواطنين وغالبية الأسر في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها تحت خط الفقر والمجاعة.

ووجّه الإرياني دعوة إلى المجتمع الدولي، والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الطفولة؛ للقيام بمسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية إزاء ما صفها بالجريمة النكراء، ووقف هذه المذبحة الجماعية للأطفال، والبدء بإجراءات «تصنيف الميليشيا الحوثية منظمة إرهابية، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية.

تقارير

أكثر من 600 ألف نازح عادوا إلى تعز.. نسيان وصعوبات تثقل كاهل العائدين

رغم استمرار وتيرة النزوح في البلاد، خلال السنوات الأخيرة، شهدت مدينة تعز تزايدا ملحوظا في أعداد النازحين العائدين إلى ديارهم، وسط تفاقم ملحوظ في منسوب الصعوبات الاقتصادية والمعيشية والخدمية، التي يواجهها العائدون في المحافظة الأكثر سكانا ودمارا وفقرا وبطالة.

تقارير

رفض إحياء العمل الحزبي.. ما سر تناقض المجلس الانتقالي؟

موقفان متناقضان للمجلس الانتقالي، خلال يومين فقط، ففي اليوم الأول يشارك الأمين العام للمجلس في اجتماعات الأحزاب والتكتلات المساندة للشرعية، وفي اليوم التالي تجتمع الهيئة السياسية للانتقالي لمهاجمة الاجتماع ومخرجاته.

تقارير

"مؤامرات خارجية".. كيف تتهرب مليشيا الحوثي من مشكلاتها الداخلية؟

هربا من مشكلاتها الداخلية، مليشيا الحوثي تحذّر من مؤامرة خارجية، ومحاولات من الطابور الخامس والسادس في إثارة الفوضى، والتشويش على المعركة الحقيقية مع قوى الاستكبار العالمي، كما تسميها، وهو تحذير من أن يطالب الناس بصرف المرتبات

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.