منوعات

المفكر السياسي حمود العودي في الحلقة (3): فكرة آل البيت خرافة ليس لله وللدين علاقة بها

09/04/2023, 19:16:38
المصدر : خاص

يقول المفكر السياسي والأكاديمي، الدكتور حمود العودي، لبرنامج "الشاهد3" في حلقته الثالثة على قناة بلقيس: "أخجل من الحديث عن موضوع من يسمون أنفسهم بالسادة والهواشم وآل البيت؛ لأنه مهزلي ومؤسف إلى أبعد الحدود، وهو موجود للأسف ومسيس كسياسة، وهي محنة كبيرة لم ينزل الله بها من سلطان، والأصل في الفكرة خرافة لا أساس لها، الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن أبا أحد، ولم يكن لديه أولاد ولا ذرية".

وأوضح أن "التمييز الاجتماعي في اليمن كان موجودا في مواقف كثيرة، خصوصا بين من يسمون أنفسهم بالسيّد أو السادة وبين القبيلي، مثلا: الجمعة ما تسبر إلا بالسيد، والعقد الاجتماعي لازم يعقد فيه السيد، وعندما يوزعون اللحم، وكان نادرا لازم ما يبدأوا من عند السيد، والمكان الأول في المكان هو للسيد".

وأضاف: "من يسمون أنفسهم بالهاشميين أرادوا أن يميزوا أنفسهم عن عامة الناس، ليكونوا هم السادة وغيرهم أقل شأنا منهم؛ باعتبار أنهم عرب، وفي النهاية هم ربما أساءوا لأنفسهم، لأنهم أنكروا هويتهم القومية كعربي، وتقمصت شخصية أخرى ليس بعربي".

وأشار إلى أن "فكرة السيد والسادة غير مقبولة علميا وعقليا ودينيا، وادعاء الأفضلية لبني هاشم كارثة يدفع العالم العربي والإسلامي ثمنها إلى اليوم".

- اليهود والمسلمون

وفي حديثه عن اليهود في اليمن، قال: "كان اليهود أحسن حالا من غيرهم في بلدان أخرى بعد أن كبرنا وعرفنا؛ لأن يهود اليمن كانوا يتملكون، وكانوا تجارا وملاك أراضي وعقارات وتجارة ومهن، وكان لديهم مساحة كبيرة من الحرية الاقتصادية، إذا لم يكونوا هم أصحاب الحق الأول فيها".

وأوضح أن "من الناحية الاجتماعية كان هناك تمييز بين اليمني المسلم واليهودي، فمثلا: إذا تقابل اليمني المسلم واليمني اليهودي في الطريق، واليهودي راكب فوق الحمار لازم ينزل، حتى يمر المسلم سواء كان راكبا أو راجلا، لكن التمييز الاجتماعي في اليمن لم يكن فقط بين اليهودي والمسلم، وإنما كان أيضا بين المسلم والمسلم".

وأشار إلى أنه "كان هناك مثل شعبي يقول: مرق اليهودي حرام، وهو يعبِّر عن حدث وقع عندنا في القرية، حيث جاءت الجراد والزرع على الأرض؛ فخرج الناس يحمون أراضيهم".

وقال: "حينها كان هناك طفل خرج والداه ليحموا مزرعتهم من الجراد، وبقي لوحده حتى جاء وقت الغداء وهو جائع، ولا يوجد من يطعمه، وكان هناك أسرة يهودية في القرية قد ذبحت دجاجة، والطفل اشتم رائحة المرق. ودخل إلى بيت اليهودي يشتي يتغدى، وكان اليهودي يقول له: يا سيدي ما يسبرش هذا مرق يهودي، ويسأل الطفل: هل باتوقع يهودي؟ قال له الطفل: خلينا بوقع يهودي حتى يرجع وأبي وأمي من الوادي، فأكل الطفل، وعندما بدأ اليهودي بتقسيم لحم الدجاج، وأعطى الطفل رقبة الدجاج، فرد عليه الطفل: شوف يا يهودي قدها يهودة في السكبي، ما يسبر يهودة بالرقبة، فأصبح مثل".

- زيارتي إلى تعز

يقول الدكتور العودي: "في أواخر الخمسينات عندما بلغ عمري في حدود الرابعة عشرة، ولكوني كنت الأصغر في الأسرة، كان والدي -رحمة الله عليه- كبيرا في السن، فكان يخاف لو توفاه الله، يمكن إخوتي يظلموني أو ما يعطوني، فحرص أن يزوجني، وأن يعطيني الجنبية والبندقية، وأصر على تزويجي، وفرض على إخوتي دفع التكاليف، لكن إخوتي كانوا يعرفون أني لا أريد أن أتزوج، وأن رغبتي بالدراسة والقراءة".

وأضاف: "اقترح لي إخوتي الاثنان؛ أحدهما من أبي والآخر من أبي وأمي، أنهما يعطياني مصاريف ويرسلاني لعند رجل طيب ومحترم في تعز لأتعلم وأدرس، وأعطاني كل واحد منهما 20 ريالا، وبكرت غبش من قريتي باتجاه تعز للالتحاق بالتعليم النظامي، واستغرق السفر من قريتي إلى تعز 5 أيام عبر ناقلات التجارة".

وتابع: "وصلت إلى تعز، وأسأل عن الحاج محمد المرادي، الذي أنا موصى إليه، وهو معروف لدى الوالد، وكنت مشتت كيف أسأل عن شخص داخل مدينة! وظليت 4 أيام أنام في أي مكان في المقاهي، ومع العمال، وجاء في بالي أنه رجل طيب ويصلي دائما، فقررت الذهاب إلى جامع المظفر، أكبر جامع في المدينة، وأسأل عنه".

وأردف: "سألت المؤذن حق جامع المظفر عن الحاج محمد المرادي، وقال لي إنه يعرفه، ويأتي للصلاة في الجامع، وأول ما التقيت به، وتعرفت عليه، فوجئ مفاجئة كبيرة جدا، وفرح فرحا عظيما بي، إني أتيت ابن فلان وأني سأدرس".

وأشار إلى أن "الحاج محمد المرادي كان يعيش في بريطانيا، وله علاقة بالشيخ عبدالله الحكيمي، وكان عندهم زاوية على الطريقة العلوية في بريطانيا، ولديهم حركة شبه معارضة للإمام".

وقال: "للإنصاف وشهادة للتاريخ، الشيخ عبدالله الحكيمي من أبرز رجال التاريخ الوطني في اليمن، وللأسف لم يذكر كما ينبغي، ولم يعطَ حقه، والزبيري والنعمان وغيرهما على رؤوسنا، لكن مقام الحكيمي أكثر من ذلك بكثير".

وأفاد بأن "الشيخ الحكيمي كان يخاطب عصبة الأمم بخط يده، وأنا مطلع عليها، بلغة راقية جدا عن حقوق الإنسان والظلم ،الذي يعانيه اليمن في ظل الإمامة والحكم الإمامي".

وأشار إلى أن "المرادي عاد إلى اليمن بطريقة ما، وتصالح مع الإمام أحمد، واستقر، وقرر له مرتب، وكان له مكانته كرجل دين، وأبي أرسلني إليه على اعتبار أنه بيدخلني المدرسة".

وقال: "عندما ذهب لتسجيلي في المدرسة رحبوا به، وقالوا له: إن المشكلة ليس هناك منحل، وأول ما يتوفر منحل (أي مكان بدل طالب) نحن مستعدون من أجلك؛ لأن لك مكانة، وانتظرت لمدة سنة في بيت الحاج محمد المرادي، وفي السنة القادمة جاءت الكوليرا واجتاحت المدرسة، وتوفوا 10 طلاب، وكنت أحد المرشحين مع عدد آخرين، وكان غالبية الطلاب من خارج تعز".

ولفت إلى أن "التعليم في عهد الإمام أحمد كان ينحصر على أبناء المناطق الزيدية دون سواهم".

وأضاف: "في تعز تأثرتُ بالفكر الصوفي، فتخليت عن فكرة الاعتزال، واستفدت كثيرا".

وأشار إلى أن "المدرسة الأحمدية كانت نقطة ارتكاز لنشاط سياسي وفكري وثقافي، وتعرفت فيها على الفكر البعثي، وعلى التيار اليساري لحركة القوميين العرب".

وقال: "في صنعاء خرجت مظاهرات طلابية، وقتلت قوات الإمام عددا منهم، وقتلت آخرين، وكان ردة الفعل في تعز، حيث أقمنا اعتصاما داخل المدرسة، وحوصرنا فيها من قِبل عساكر الإمام، وكان الإمام حينها في روما، وكان نائبه الوشلي هو الموجود".

الشاهد
منوعات

أجهزة طبية قطرية حديثة لمرضى القلب في تعز

الهلال الأحمر القطري يدشن بالشراكة مع قطر الخيرية، العمل بجهاز القسطرة القلبية Azurion 3 F15، في تعز وهو من الأجهزة المتطورة والحديثة المستخدمة في التشخيص الدقيق والعلاج الآمن لأمراض القلب والأوعية الدموية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.