منوعات
صحفيون عرب يقعون فريسة لاحتيال منصة لشهادات الماجستير في فرنسا
أظهر تحقيق استقصائي وقوع عدد من الصحفيين العرب ضحايا احتيال مدرسة للصحافة تطلق على نفسها اسم "المدرسة العليا للصحافة في باريس".
وأورد تحقيق نشره موقع "الجزيرة نت"، تحت عنوان: شراء الوهم.. صحفيون عرب وسوريون ضحايا تضليل مدرسة باريس، عددًا من الضحايا الصحفيين الذين منحتهم المدرسة شهادات في الماجستير زعمت أنها معتمدة في أوروبا لكن عندما ذهبوا إلى الالتحاق ببعض الجامعات الأوروبية، قيل لهم إنها غير معتمدة.
"عامر مراد" أحد الصحفيين الذين حصلوا على شهادة "الماجستير" من المدرسة العليا للصحافة في باريس، يقول إنه لم يصدّق أنها بلا قيمة أكاديمية، شأنه في ذلك شأن عشرات الصحفيين المغرر بهم من قبل تلك المدرسة، لكنه تأكد بنفسه، عندما أرسل بريداً إلكترونيّاً إلى جامعة باريس الثانية، بهدف التسجيل لدراسة الدكتوراه، إلا أن السيناريو الذي كان يخشاه قد حصل، إذ رفضت الجامعة طلبه "لأن شهادة الماجستير التي يحملها صادرة عن مدرسة خاصة لا تصلح شهادتها لدراسات الدكتوراه".
يقول الصحفي الذي أنهى التعليم في تلك المدرسة، ودفع 2000 يورو، قبل أن ينتقل للعيش في فرنسا: "لم أصدّق رفض الجامعة طلب التسجيل.. كانت صدمة قوية جداً".
يقول معدو التحقيق :عامر، لم يكن الوحيد الذي قابلناه في هذا التحقيق، فبعد رحلة تتبّع طويلة عبر عشرات المصادر المفتوحة، وجمع الوثائق، وإجراء مقابلات حصرية تحدّث فيها أصحابها -للمرة الأولى- عن هذه القضية للصحافة، توصلنا إلى أدلة تفيد بأن المدرسة العليا للصحافة في باريس (ESJ) ليست من بين المدارس الأربع عشرة المعترف بها في فرنسا.
من بين الضحايا الذين قابلهم معدو التحقيق الصحفي اليمني حسن البيتي، الذي اتهم إدارة المدرسة "بتزوير درجاته من امتياز إلى جيد جداً"، ويقول إن "المعدل التراكمي، وفق الأرشيف الإلكتروني للمنصة الذي أنشأته المدرسة، يجب أن يكون 18.5/20، وبعد التزوير أصبح 17.90/20، ثم قامت المدرسة بحذف الأرشيف، وأتلفت جميع الملفات، لكنني احتفظت بها".
يضيف: "عملية التزوير تثبتها المستندات، وتسجيلات الصوت، ولقاءات مرئية احتفظت بها، حيث ادعت الإدارة في بداية 2022 أن ما جرى خطأ، ثم اتضح بعد ذلك أنها تعمدت التزوير بحجة أنه لا يمكننا منح درجات لا يستحقها الطالب فيقال عنا أننا نوزع درجات".
بسبب مشكلة الدرجات، وبعد سد كل الطرق أمام الصحفي، تواصل مع إدارة المدرسة الفرنسية الأم، عبر البريد الإلكتروني. يقول البيتي إن "الإدارة الفرنسية التزمت الصمت، ثم أقالت مديرة القسم العربي (ن، ر)، وعيّنت (إ.ج) مكانها".
في ديسمبر/كانون الأول 2023 تقدم "البيتي" بطلب للدراسة في جامعة إيراسموس روتردام الهولندية، وبعد شهرين من تقديم الطلب رفضت الجامعة طلبه، وقالت عبر البريد الإلكتروني: "نأسف لإبلاغك بعدم قبولك في البرنامج، ووفقاً لمعايير Nuffic (المنظمة الهولندية للتعاون الدولي في التعليم العالي)، فإن تعليمك السابق لا يفي بمتطلبات القبول في البرنامج. الدرجة العلمية في École Supérieure de Journalisme (المدرسة العليا للصحافة) غير معتمدة، وبالتالي لا يتم أخذها في الاعتبار".