مقالات

دكان الطُّلِّيس (3)

20/07/2024, 12:28:55

بعد خروج الطُّلِّيس من الحبس، انفجرت "الحرب العالمية الثانية"، وتم إغلاق البحر، وتوقفت الصادرات، ولم تعد الأموال والسلع والبضائع تتدفق وتنتقل بالسهولة نفسها التي كانت تنتقل بها من قبل.

وكان أن شحّ وجودها في الأسواق، واختفت معظم السلع، وارتفعت الأسعار، وأغلق تجار القرى دكاكينهم، وخسروا تجارتهم، ومما فاقم من معاناة القرويين هو أن الأمطار شحت، وصار شبح المجاعة على الأبواب، واجتاحت المجاعة جميع قرى اليمن، وكانت الدولة أكثر جوعا من رعاياها القرويين؛ تطالبهم بدفع الضرائب والزكوات  والمتأخرات، وراح الجُبَاة والخرَّاصون والمثمِّرون وغيرهم من رجال الإمام يجوبون القرى فوق البغال، وينتزعون بقوة عساكر الدولة ما تبقى في أيديهم.

وكان خبر الحرب، التي أقفلت البحر، قد أثار عاصفة من الرعب، لكن أمهات وزوجات المغتربين كن أكثر رعبا؛ لأنهن الأكثر تضررا، فقد انقطعت رسائل المغتربين، ومعها انقطعت الحوالات المالية، التي كانت تصلهن من أزواجهن وأولادهن وأقاربهن.

ولشدة خوفهن، اندفعن باتجاه دكان سيف الطُلِّيس يطلبن منه أن يبيع لهن بالدَّيْن، لكن الطُّلِّيس، الذي كان يبيع لهن دَينا قبل الحرب، رفض أن يبيع لهن بعد انفجار الحرب، وأقسم يمينا بأنه لن يبيع بضاعته ديناً.

وكان الطُّلِّيس قد تفاجأ بالحرب العالمية الثانية، وانصدم حين سمع بنشوبها، وكاد يُجنُّ من هول الصدمة، وخُيِّل إليه أن الحرب تُشنُّ ضده، وأنها قامت لأجل إفقاره وإفلاسه.

ولشدة ما كان متألما من نشوبها راح يشتم الألمان والطليان واليابانيين، ويصرخ قائلا:
"الجَرْمَان، الطِّليَان، الجبَّان، الزنوات أولاد إبليس نيَّتهم من هذي الحرب إفقار الطُّلِّيس".

وبسبب خوفه من الحرب، التي تشن ضده لغرض إفقاره، راح يواصل رفضه البيع بالدَّين، وعندما توسطت موزة زوجته لنساء المغتربين، رفض وساطتها، وقال لها:
-"لو أنا بعت لهن كلع -يا موزة- أبكر مُوَكِّس ومفلِّس".

قالت له موزة، التي كانت قد اعتنقت فلسفة أمها في تبسيط وتسهيل ما هو صعب:
- "سهل -يا طُلِّيس- سهل كل شي بالسَّهالة".

قال لها الطُّلِّيس:
-"هذي حرب -يا موزة- حرب، والحرب مش هي سهل، ولا هي بالسّهالة".

لكن موزة كانت تعرف أن ما يراه الطُّلِّيس صعب وهو في الدكان، قد يراه سهلا في غرفة النوم، وليلتها  استحمت موزة ولبست أجمل ما عندها، ودخلت عليه وهي بكامل زينتها، وراحت تتمسح به وتلامسه وتداعبه، وتتغزل به، وتقول له إنه أكثر رجولة  وأكثر شبابا من الحاكم؛ بدليل أنه حبلها فيما الحاكم بكل سلطته وجبروته وعساكره لم يستطع أن يحبِّل زوجته (شمس الحكومة)، وفرح الطُّلِّيس بكلامها، وشعر بأنه أعظم من الحاكم، وارتفعت معنوياته.

وأثناء جماعه لها، طلبت موزة منه أن يتراجع عن موقفه بشأن رفضه البيع بالدَّين لنساء المغتربين، وقالت له:
- "ما دام -يا طُلِّيس- معك سِجِل سَجِّل الديون اللي عليهن بالسجل".

وبعد أن تناهى إلى أسماع نساء المغتربين أن الطُّلِّيس ألغى الحظر عليهن، أقبلن من كل القرى.

ولشدة خوفهن من أن تطول الحرب كن يأخذن بالدَّين ما هو ضروري، وما هو غير ضروري، ولا يكترثن بالأسعار، ولا يهمهن طالما أن موزة  قد ذللت الطُّلٍِيس، وليَّنته في غرفة نومها، وأقنعته بأن يبيع لهن بالدَّين.

وفيما كان الطُّلِّيس يذهب إلى الراهدة، ويشتري البضاعة من التجار نقدا، كانت موزة تبيعها ديناً، وعند عودته تطلب منه أن يسجل ما باعته في سجل الديون، وتقول له:
- "سجِّل يا طليس".

 تقول له ذلك ثم تملي عليه أسماء أمهات وزوجات المغتربين، والمبالغ التي عليهن.

وكان الطُّليس لشدة ألمه على بضاعته التي تتسرّب من دون ثمن، يصرخ مغتاضا:
-"سجِّل يا طُلِّيس.. سجِّل ياطُلِّيس".

تقول له موزة: "مو معك تِتْضَبَّح مُوْ شِسْرَقنّاك!!".

يقول لها الطليس: "الأيام بيننا يا موزة".

ومع مرور الأيام والأشهر، كانت البضاعة تتناقص، والدِّيون تزداد، وسِجل الديون يكبر ويتضخم، والدكان يفرغ شيئا فشيئا.

وبعدمرور عامين على نشوب الحرب العالمية الثانية، كان دكان الطُّلِّيس قد أصبح فارغاً فاضياً خاوياً على عروشه، تعيث فيه الفئران، ولم يبقَ منه سوى المكيال والميزان، وسجل الديون.

وذات صباح، أفاق الناس على خبر إفلاس الطُّليس، وإقفاله الدكان، وشاع الخبر وانتشر، ووصل إلى القرى البعيدة والنائية:
- "الطُّليس وكّس.. الطُّليس فلّس.. الطُّليس قفّل الدكان".

وراح الناس يتكلمون ويجادلون، ويختلفون حول السبب، الذي جعل الطُّليس يعلن إفلاسه، ويقفل دكانه.

قال بعضهم إن الحرب هي السبب، وقال البعض الآخر إن زوجته موزة هي السبب، وهناك من قال إنه بعد أن حبَّل زوجته غضب الحاكم منه وحبسه، وظل يبتزه، ولم يطلقه من الحبس إلا بعد أن دفع له كل مدخراته، وقال الفقهاء وأنصارهم إن السبب في إفلاسه وإغلاق دكانه هو أن الله غضب عليه بعد أن أدخل إلى دكانه "قلم إبليس" (أحمر الشفاه).

ومع أن الطُّلِّيس كان قد اشتهر وذاع صيته عندما فتح دكانه إلا أنه اشتهر أكثر بعد أن أقفله، حتى لقد صار خبر إفلاسه، وإقفال دكانه حدثا مهما وعلامة فارقة في تاريخ المنطقة، وأصبح الناس يطلقون على السنة التي أفلس فيها، وأغلق دكانه: "سنة الطُّليس".

لكن الطُّليس بعد أن أفلس وأغلق الدكان راح يتشبث بسجل ديونه، ويتمسك به كأنه حبل نجاته، وعندما كانت  زوجته موزة تتذكر أيام العز والرخاء، وتقارنها بأيام الفقر والعوز، وتتألم للحالة التي وصلوا إليها، كان الطُّليس يطمئنها، ويقول لها إنه مادام السجل موجودا فكل شيء موجود، وليس عليها أن تقلق:
-"سهل يا موزة سهل، مادام السجل موجود فكل شيء موجود".

بيد أن موزة كانت تضيق من حديثه عن السجل، وتقول له إن الأشياء التي كانت موجودة في البيت ومتوفرة لم يعد لها وجود، وتطلب منه أن يحمل سجله، ويخرج لاسترجاع ديونه من أمهات وزوجات المغتربين، ومن غيرهن من نساء القرى القريبة والنائية، بدلا من أن يتحدث عن أمواله الموجودة في سجل الديون، لكن الطُّليس بعد إغلاق دكانه كان ينام النهار، وفي الليل يخزن بالقات، ويسمر مع سجل ديونه، ويشعر وهو يفتحه ويقلب أوراقه بالنشوة نفسها التي كان يشعر بها وهو يفتح دكانه.

وذات ليلة، وهو معتكف فوق سجله، قالت له موزة متهكمة إنه أضاع الدكان، وأصبح يتمسك بالوهم:
- "ضيعت الدكان يا طُلِّيس ورجعت تِتْزقَّر بالسجل، يتخايل لك السجل دكان".

وغضب الطُّليس من تهكمها، واتهمها بأنها السبب في  إفلاسه وإغلاق دكانه، وقال يرد على تهكمها:
- أنا ما كنت راضي أكلَّع النسوان، وانتي قلتي لي:
كلِّعْهِن ياطُليس .. سهل يا طُليس .. سجِّل يا طُليس".

وكانت موزة تغضب من تهكمه، وتقول ردا على اتهامه لها بأنها وراء إفلاسه:
"أني قلتو لك تدينهِن وتتخلّصهِن ما قلتولكش تدينهن وتسامحهن".

قال لها الطليس: "ومن قال لك يا موزة إننا سامحتهن، والا أننا شاسامحهن، والله لو الله بنفسه يوم القيامة شفع لهن عندي، وقال لي: سامحهن يا طليس أقول له: لا ياربي، لا".

وكانت موزة بعد إغلاق الدّكان، وبفعل الراحة والفراغ قد راحت تلتفت إلى جسدها، وتعتني به، وتوقظ فيه كل تلك الرغبات المؤجلة.

وفيما كان جسدها يفور مثل بركان، كان الطُّليس قد خمد وبرد وشاخ، ولم يعد قادرا على تهدئة فورانه، وإشباع رغباته، وتهدئة سعاره..

وذات ليلة، وفيما كان جسدها يتوهج من قوة الرغبة، التي اجتاحتها، راحت موزة تناديه  من غرفة نومها، لكن الطُّليس  -لشدة ما كان منهمكا فوق سجل ديونه- لم يسمعها، أو ربما أنه كان يسمعها ويتجاهلها.

ولشدة ما شعرت بالغيرة من سجل ديونه، وثبت مثل نمرة من فوق سريرها،وودخلت عليه وهي شبه عارية، وقالت تصرخ فيه:
-"تفضِّل السجل عليَّ -يا طُليس- تسيبني كل ليلة لوحدي فوق القعادة، وانت سامر مع السجل،  مِنُوْ أحسن أني والا السِّجل؟".

قالت له ذلك، واندفعت كالمسعورة لتمزق سجل الديون، لكن الطُّليس كان يعرف كيف يمتص غضبها بكلماته، وقال لها:
-" انتي يا موزة أحسن لي من السجل، وأحسن لي من الدكان، وأحسن لي من الدنيا وما فيها".  
وليلتها دخل لينام في غرفة نومها، ودخل فيها، لكنه انكسر داخلها، وخرج منكسرا ذليلا..

وفي صباح اليوم التالي، وموزة تغط في النوم، نهض بقوة الشعور بالذنب، وحتى تغفر له موز وتسامحه، أخرج السجل من الصندوق، ووضعه داخل كيس من القماش "المريكني"، ثم راح "يتعجَّش" الكيس (يلقيه على ظهره)، ويمضي من قرية إلى أخرى لاسترجاع ديونه.

وكان كلما وصل قرية من القرى توقف وأنزل الكيس من على ظهره، وأخرج السجل، وراح يقلب أوراقه بحثا عن أسماء المدينات له من زوجات وأمهات المغتربين، حتى إذا عثر على الأسماء، سأل الأطفال عن بيوتهن، راح الأطفال يسألونه بدورهم عما يريده منهن، ولماذا يسأل عن بيوتهن، وعندما يعرفون أن الرجل الواقف أمامهم هو نفسه سيف الطُّليس، صاحب الدكان الشهير  في حيفان، كانوا يستغربون ويتعجبون، ويتعاطفون معه، ويدلونه على بيوت نساء المغتربين، ويبقون على مسافة ينتظرون ما الذي سوف يحدث عندما يطرق أبواب بيوتهن، وماذا ستكون ردودهن، وهل سيسددن له ديونهن، أم سيتهرّبن من الدفع.

وكان الطُّليس كلما قرع باب بيت يأتيه صوت من الداخل متسائلا:
- "من بالباب؟".
 
يرد الطُّليس قائلا:
- "أنا سيف الطُّليس".

وكانت نساء المغتربين يجفلن ويرتعبن حين يعرفن بأنه الطُّليس جاء ليسترجع ديونه منهن، ويشعرن كما لو أنه عزرائيل جاء ليقبض أرواحهن، وجميعهن باستثناء قلة قليلة كن يهربن من مواجهته، ويتهربن من دفع ما عليهن من ديون، ويعتقدن بأنه ليس من حق الطُّليس أن يطالبهن بالديون طالما وقد أغلق دكانه، وبعضهن، بسبب تأخره في المطالبة، خامرهن شعور بأنه مات.

وكان من عادة الطُّليس أنه يسجل اسم المرأة التي باع لها بالدَّين، واسم زوجها المغترب -إن كانت متزوجة- ويسجّل اسم قريتها، وكل المعلومات التي تساعده في استرجاع دينه منها، لكن المرأة بمجرد أن تعرف أن من يقرع باب بيتها هو سيف الطُّليس تظل وراء الباب، وتكلمه من خلف حجاب، وتغيّر نبرة وبصمة صوتها؛ كي ل ايعرفها، وأحيانا تطلب من طفلها أو من طفلتها أن تطل من النافذة وترد عليه.

وعندما طرق باب بيت ساقية أم المغترب مسعود في قرية "الرام"، فزعت ساقية حين عرفت أنه الطُّليس، وطلبت من بنتها مشَنَّة أن تطل من الطاقة وترد عليه، وسألت البنت مشنة أمها ساقية عن الرد الذي عليها أن تقوله للطُّليس، قالت لها:
- "مو أقول له يَمّا؟".

قالت لها أمها تنطِّقها، وتهمس في أذنها:
- "قولي له أمي ماتت -الله يرحمِها ويسكِّنها الجنة".
 
قالت له مشنّة: "أمي ماتت -يا طُلِّيس- الله يرحمها ويسكنها الجنة".

قال لها الطُّليس محتجا وبنبرة محتدة:
- "عليها دين خمسين شلن، ومسجل بالسجل، كيف تموت قبلما تبرِّج دينها!!".

قالت لها ساقية أمها:
 -"قولي له الموت من الله يا طليس".
قالت له مشنة:
- "الموت من الله يا طُليس".
قال لها الطُّليس:
- "داري أن الموت من الله، لكن البضاعة من الطُّليس، ومسجل دين عليها، أول تبرج دينها، وبعدا تموت".

قالت ساقية أمها تهمس في أذنها:
- "قولي له سامحها يا طُلِّيس  وامسح اسمها من السجل".

وحين قالت له مشنة أن يسامح أمها، ويمسح اسمها من سجل الديون، صاح الطُّليس قائلا، وبكل صوته:
-"والله ما أسامحها ولا أمسح اسمها من السجل، وبيني وبينها يوم القيامة".

قال لها ذلك وانصرف وهو غاضب ومنفعل، وكان الأطفال قد وقفوا بعيدا، وعندما رأوه يقترب منهم، سألوه عما إذا كانت ساقية دفعت له ما عليها من دين، وعندما أخبرهم الطُّليس بأن ابنتها قالت له إنها ماتت، تفاجأ الأطفال، وقالوا له:
- "تكذب علوك يا طُليس أمها حي".

وطلبوا منه أن يرجع، لكن الطُّليس لم يرجع، وقال لهم:
-" السجل موجود، وبيني وبينها يوم القيامة".

وفي طريقه مر على بيت مُحْصَنَة زوجة المغترب حمود ردمان، وراح يطرق باب بيتها، لكن محصنة بعد أن عرفت أنه الطُّليس جاء يطالبها بالدين ارتعبت وراحت تقلد صوت عمتها نورية أم زوجها، وقالت له:
- "محصنة طلقها زوجها، ورجعت قرية أهلها".

وعندها انفجر الطُّليس، وصاح قائلا:
- "الغلط مني، أنا الغلطان، ودَّفتُو، وكلَّعتُو النسوان".

ولما سأله الأطفال عما إذا كانت محصنة سددت ما عليها، قال لهم بما قالته له عمتها أم زوجها.

قال له الأطفال: "كذبت علوك يا طُلِّيس، محصنة في بيتها، وهي اللي كانت تكلمك".

ولشدة تعاطفهم معه، طلبوا منه أن يشكوهن للحكومة، لكن الطُّليس قال لهم:
-"ليش أروح اشتكي للحكومة، الله أكبر من الحكومة، اشتكي بهن عنده يوم القيامة".

وكان الطُّليس لا يرى خيرا في الحكومات، وكثيرا ماوكان يقول:
-"الظلم كله يجي من الحكومة، والناس من هبالتهم يروحوا يدوِّرُوا العدل عند الحكومة".

كان لديه يقين بادأنه في يوم القيامة سيجد العدل والإنصاف، وعندما سأله الأطفال عن معنى ومغزى كلامه، قال لهم:
- "الله معه سجل يسجل بُه الذنوب، وأنا معي سجل اسجل بُه الديون، ويوم الحساب والعقاب ربنا با يفتح سجل الذنوب، وأنا شفتح سجل الديون، وربي لأنه عادل شقول لهن:
- رجِّعين ما عليكن من ديون للطُّليس، والا أدخلين جهنم، وهن شرجِّعَيْن فلوسي غصباً عنهن".
 
وراح الأطفال يتعجبون من كلامه، ويقولون له:
-"بس يا طُليس لو رجعين لك فلوسك مو هي الفائدة، ومو با تعمل بالفلوس بالآخرة؟!!".

قال لهم الطُّليس وهو يضحك: "أفتح بها دكان بالجنة".
 
* للدكان بقية..

مقالات

أبو الروتي (3)

(لحظة انطلقت بنا السيارة شعرت بأنّي كبرتُ، ولم أعد طفلا) فيما رحت أتقدّم باتجاه بيت جدي علي إسماعيل، تذكّرت كلام جدتي، وهي تودّعني عند مشارف القرية، وتقول لي:

مقالات

المساندة لكيان الاحتلال والأكفان لفلسطين!

منذ البدء؛ اختارت الكثير من الأنظمة العربية توزيع الأكفان في غزة. كان ذلك يختصر كل شيء: نتنياهو مطلق اليد، يتولى ذبح الفلسطينيين، بينما ستحرص هذه الأنظمة على أن يكون تكفين الضحايا عربياً خالصاً!

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.