مقالات

سعاد عقلان العلس ونساء عدن (2-2)

16/06/2023, 17:18:48

في «الفصل الثاني»، تتناول الباحثة سعاد إضراب كلية البنات بخور مكسر في 2 فبراير 1962؛ مشيرةً إلى تأسيس الكلية عام 1956.
وكان الإضراب احتجاجاً على السياسة التعليمية البريطانية، والمعاملة غير الإنسانية والتمييزية، وفسخ عقود المدرِّسات العربيات الأردنيات.

وتشير الباحثة إلى المطالبة بتغيير المناهج، وإلغاء التمييز بين الطالبات العدنيات، والأجنبيات، وتدون قرار طالبات السنة الرابعة الامتناع عن الدراسة، والاعتصام داخل الكلية.
وقد عمَّ الإضراب كافة المدارس الثانوية، كما تدوِّن أسماء الطلاب المتضامنين المضربين، بالإضافة إلى تناول الهيئات والأحزاب المساندة، والتفاف الأهالي حول الطلبة، والطالبات بتحسين أوضاعهن.

وقد عقد المجلس التشريعي جلسة لمناقشة الإضراب؛ مشيدةً بموقف المجلس.

وتتناول المطالب بالتفصيل لطالبات كلية البنات، وطلبة كلية عدن، وقسم الـ"جي سي آي" (المعهد الفني)، وطلبة المدرسة الثانوية. الاستشهاد بقصيدة البردوني شابها قدر من الأخطاء.

والملاحظ أن احتجاجات الطالبات والطلاب في عدن قد تزامنت مع احتجاجات الطلاب في صنعاء وتعز، وقصيدة البردوني تشير إلى المظاهرات الطلابية المنذرة بالثورة اليمنية.

تتناول الباحثة الزحف الشعبي نحو المجلس التشريعي، ورفض القوى الوطنية تأسيس الاتحاد الفيدرالي 1959.

يتزامن خروج الأحزاب الحديثة القومية واليسارية من رابطة أبناء الجنوب؛ لموقفها من انتخابات المجلس التشريعي في عدن، مع رفض حركة الأحزاب نهج «ضرب إمام بإمام»، والدعوة للجمهورية، وكل ذلك في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي.

كما تندد بموقف الداعي الديني باحميش المؤيد لاتحاد الجنوب العربي؛ مشيدة بدعوة المحامي محمد علي لقمان أمام لجنة الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار بشأن السيادة لعدن، والمطالبة بإلغاء الاتحاد، والدمج الفيدرالي.

شاركت المرأة في الزّحف نحو المجلس التشريعي، صبيحة 24 سبتمبر 1962، أثناء جلسة مناقشة ضم عدن للاتحاد.

وتشير إلى استخدام القوات البريطانية للرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، وتذكر أسماء النساء المشاركات: خدوج الأصنج، والسيدة فضيلة سالم، والسيدة أم عبد خليل سليمان، واعتقلت صافيناز خليفة، والأمر الأهم الإشارة إلى خطاب الرائد محمد علي لقمان أن "الشعب يريد الوحدة الحقيقية لليمن، ولا يريد وحدة تفرضها عليه بريطانيا".

وتأتي على تفاصيل اعتصام النساء في مسجد العسقلاني، الذي كشفته الإدارة البريطانية؛ فقامت باعتقال رضية إحسان، وصافيناز خليفة، وظلت رضية في السجن مدة شهرين ونصف، ولكن النساء فرضن الاعتصام في المسجد، وكانت خطوة جريئة وذكية نالت الاهتمام المحلي والعربي والدولي، وتصدرت صورهن صدر الصحف.

وقف الإعلام المصري إلى جانب اعتصام النساء في المسجد، واعتبر باحميش- رجل الدين الاعتصام في المسجد فعلاً يغضب الله، ونجم عنه وصول وفد حزب العمال البريطاني، وقال أحد أعضاء الوفد: إن شعباً هذه روح نسائه سوف يكون النصر من نصيبه.

استمر الاعتصام من 27 ديسمبر، وحتى 10 يناير 1964، ولم يفك الاعتصام إلا بعد الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين.

في «الفصل الثالث»، تتناول بدء تكوين الأحزاب السياسية، ودور المرأة. تشير إلى الستينات، والمد القومي، وانتصار الثورة المصرية، كما تشير تحديداً إلى تأسيس المؤتمر العام للنقابات العمالية، وتنظيم الإضرابات الواصلة إلى 72 إضراباً، وتزايد إقبال المرأة على عضوية المؤتمر العمالي، وتأسيس دائرة المرأة؛ ما قربها من العمل الحزبي.

وتحدد بداية انخراط المرأة في العمل الوطني بالعام 1947، والعام 1962 للعب دور أكثر فاعلية من خلال إضراب الطالبات، والزَّحف نحو المجلس التشريعي.

وطدت المرأة علاقاتها بمؤسسي الحركة العمالية، وحزب الشعب الاشتراكي، واحتل بعضهن مواقع بارزة في التنظيم. وتشير تحديداً إلى رضية إحسان، وصافيناز خليفة، وليلى الجبلي اللواتي تبوأن مراكز قيادية في الحزب؛ وهو ما أزعج السلطات البريطانية؛ ما جعلها تضع المرأة تحت المراقبة؛ مدللة بما حصل لرضية إحسان، ومتابعة جمعية المرأة العربية، وإلقاء القبض على مجموعة من الناشطات. وقد أبدعت المرأة في تلك الفترة مواقف لفتت أنظار العالم.

وتشير إلى انتصار ثورة الـ26 من سبتمبر، وتخوُّف البريطانيين من المد الناصري، ونشاط حركة القوميين العرب، ودعم الثورة المسلحة، وامتدادها إلى مناطق الجنوب. وتربط بروز الكفاح المسلح بإعلان تشكيل الجبهة القومية، وقد جذب الكفاح المسلح قطاعات واسعة من الشعب، وتميَّزت - كما ترى الباحثة- بالقدرة على استقطاب النساء للانضمام إليها، وأبرزهن: نجوى مكاوي.

وتشير إلى دقة تنظيم الجبهة القومية في البناء الهرمي، وأن زهرة هبة الله قد وصلت إلى عضوية شعبه؛ مؤكدة على مدى اهتمام الجبهة بالمرأة فكرياً، والارتقاء بمستواها.

وتعقد الباحثة مقارنة بين نهج حزب الشعب الاشتراكي، والجبهة القومية، وانتهاج الجبهة أسلوب الكفاح المسلح، واتسمت العلاقة بالتوتر؛ ما أدى إلى الانقسام في جمعية المرأة العربية، وتمكَّنت عناصر الجبهة من الإمساك بزمام الأمور. وتشير إلى فطوم علي أحمد، وثريا منقوش، ونجوى مكاوي.

كما تشير إلى تولي المرأة مهمة البريد السري، والرسائل الشفوية، إضافة إلى تنظيم المظاهرات، والخطب السياسية، كما تؤكد على غيابها عن العمل الفدائي، ولكنها رافقت الفدائيين، وقامت بإخفاء السلاح؛ كونها لا تتعرض للتفتيش -حسب مذكرات نجوى مكاوي، وفوزية جعفر، وعايدة علي سعيد، وعيشة سعيد، ونايلة.

حملات البطش والاعتقال والمحاكمات أضافت دوراً آخر للمرأة؛ فأصبحت همزة وصل بين المعتقلين، وقنواتهم التنظيمية، ونقل أخبار العمل الوطني، ورعاية العوائل، وتوسيع المصادر بجمع التبرعات، كما ورد في مذكرات المناضلات: مريم طاهر، وفتحية قايد قعطبي، ورقية حمود.

وتؤكد أن المناضلات في صفوف حزب الشعب الاشتراكي، أو الجبهة القومية، اتفقت مبادئها وأهدافها في نقطة التحرر من الاستعمار، وتحقيق الوحدة اليمنية، والبناء الاجتماعي، والوحدة العربية.

تكرس الباحثة «الفصل الرابع» لرائدات التنوير في عدن.

كما تتناول في «الفصل الخامس» القيادات النسائية في الحركة الوطنية والتحررية، وفي «الفصل السادس» مناضلات حرب التحرير، مع تدوين لسير الرائدات، وبطلات حرب التحرير، والقيادات النسوية، وأدوارهن التنويرية.

الكتاب مزدان بالصور، وبالتوثيق للمصادر، وما نشرته الصحف العدنية، وكشف تفصيلي بأسماء تلكم الرائدات والقائدات والفاديات.

الكتاب عمل إبداعي وريادي بامتياز، ولعلَّه الأول من نوعه في التوثيق والتدوين التاريخي، والبحث الموثَّق لأدوار نساء التحرير والتنوير في مدينة المدن اليمنية - عدن.

مقالات

كيف عزز النصر السوري حضور تركيا

في السنوات الأخيرة، عززت تركيا حضورها كقوة إقليمية تسعى إلى لعب دور محوري في إعادة تشكيل التوازنات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.