مقالات

لا يُكتبَن .. لا يُقرَأن .. لا يُفهَمن!

18/02/2024, 10:44:46

إنهم يعتذرون عن عدم قدرتهم على صرف راتبك، أو نصفه، ثم يصروُّن على الاستمرار في حكمك، برغم أنهم يقدرون، وهم يدرون أنهم يقدرون، وأنت تدري أنهم يدرون أنهم يقدرون، والعالم كله يدري.

ذات يومٍ بعيد، قال سعيد الجريك (الذي لا يعرف صاحب هذا الاسم يسأل عنه الذي يعرفه):

"يا داخِلَنْ إلى اليمن لا تَعْجَبَنْ

يا خارجَنْ من اليمن لا تغضَبَنْ

تاريخها لا يُكْتَبَنْ، لا يُقْرَأَنْ، لا يُفْهَمَنْ"!

قلتُ إنه قالها ذات يومٍ بعيد، لكنك ستحلف بأغلظ الأيمان أنه قالها اليوم تحديداً، أو ليلة البارحة على الأبعد. ولديك كل الحق في هذا الاعتقاد. فلا توجد مصداقية لمثل هذا القول كالتي تنطبق على حالنا وحال البلاد في هذه الأيام بالذات.

وعلى عهود اليمن كلها، أمثال هؤلاء وأولئك يحكمون الناس، ويتحكمون بمصائرهم، فيما الناس يشحذون اللقمة، ويحملون الأثقال على ظهورهم لسدّ رمقهم وسداد احتياجاتهم.

واليوم، هذه الفئة، أو تلك، تسكن القصور المنيفة، وتركب السيارات الفاخرة، وتلعب بالملايين والبلايين في اليمن وخارجها، فيما عامة الناس بلا رواتب، ولا وظائف، ولا أمل في مستقبل مشرق قريب.

وأنت عليك أن تقرأ حبراً مُسطّراً على صفحة جدول أو على وجه غيمة. وحالك في هذا كحال السائل عن الروح، والمسؤول عنها على السواء.

ويستوي في هذا حُكَّام صنعاء وأشباه حكام عدن، وحكام الشغالات في الرياض وأبوظبي، والعواصم الأخرى.

 وأول شروط الحكم أن يُؤمّن لك حاكمك حاجتك من ضروريات الحياة - على الأقل - وأن ينقذك أجرك على عملك، ما دمتَ سائساً في أسطبل الحكومة، وأن يضمن لك الطعام فلا تجوع والأمان فلا تخاف، لا أن يكون هو مصدر الجوع والجور والمخافة.

لعنتي. قومٌ ما عرفنا لهم مِلَّة، ولا اتجاه قِبلة!

وقال أحد حُكماء الزمن الغابر: إذا سرقَ أحدهم عن مهنة تُقطع يده، أما إذا سرق عن جوع فتُقطع يد الحاكم. وهذا ليس إلاَّ حكم الله في صميم شريعته، وحميم رحمته التي ينبغي أن يدركها العامة قبل الخاصة، والعوام قبل العلماء.

غير أن الحق أن المواطن اليمني ظل كحكامه وحكوماته مثار عجب، واستغراب العالم كله (هل حقاً كما تكونوا يُولّى عليكم؟).

ذات يوم، راح البشر والجان في هذا الكون يتساءلون مُتفكّرين ومستنكرين: كيف يمكن لهذا اليماني أن يكون راتبه الشهري ستين ألف ريال - مثالاً - فيما هو يمضغ قاتاً بمبلغ شهري يفوق راتبه بضعف أو ضعفين وربما ثلاثة؟ وهذا فقط ثمن القات من دون احتساب بقية تكاليف المعيشة الأخرى من مأكل ومشرب وملبس، و، و، و؟

ثم ذُهِل العالم - بعد اندلاع الحرب الأخيرة - وهو يرى بعضاً من "أبو يمن" مقطوع الراتب تماماً، ولكنه يعيش كمن له عدة رواتب، ومن دون إهمال الإشارة إلى جائحة الفقر والجوع والمرض، التي تعمّ البلد من أقصاه إلى أدناه!

مقالات

علي محمد زيد وترجمة كتاب "الدولة والقبائل في تاريخ اليمن الحديث" (2)

لا بُدَّ مِنْ الإشارة إلى الإنجاز البحثي والعلمي الذي حققه الدكتور بول دريش في التنقيب والبحث عن «قواعد الملازم»،، التي كانت مرجعًا للعديد من الدراسات والأبحاث؛ ومن أهمها رسالتا الدكتوراة لكُلٍّ مِنْ: الدكتور فضل أبو غانم، والدكتور رشاد العليمي.

مقالات

أبو الروتي (15)

"كنت أفرح بالمظاهرات أكثر من كل أترابي، ومن كل زملائي في المدرسة، ولم يكن سبب فرحي بها لأني أكثر وعيا، أو لأن حسي الوطني أعلى من حسهم، وإنما لأني كنت أكره الدراسة"

مقالات

تأملات على أبواب العام الجديد (2025)

لم يطوِ العام المنصرف (2024) أوراقه كاملةً ويرحل، لكنه أبقى على كثيرٍ من الملفات الثقيلة مفتوحة أمام العام الجديد (2025)، فالحرب في أوكرانيا لم تضع أوزارها بعد، ولا يبدو أنها في المدى القريب، أو المنظور، ستتوقف بعد كل الدمار والآلام التي أحدثتها من قتلى وجرحى وخسائر مادية تقدّر بمليارات الدولارات

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.