حسن عبد الوارث
كاتب وصحفي
كاتب وصحافي يمني من مواليد عدن في 1962. درس الفلسفة وعلم الاجتماع، ثم الصحافة. عمل في عدة صحف ومجلات منذ 1977. له عدة كتب في الصحافة والسياسة والأدب
كاتب وصحافي يمني من مواليد عدن في 1962. درس الفلسفة وعلم الاجتماع، ثم الصحافة. عمل في عدة صحف ومجلات منذ 1977. له عدة كتب في الصحافة والسياسة والأدب
سمعت عن شيخ قبيلة يمنية كان لا يمتلك الأراضي والعبيد والحيوانات فقط، بل كل شيء.. كل شيء، بلا تحديد ولا تمييز!
هذي اعترافات يُمكن نشرها من دون حرج ولا خدش، لا للذات ولا للآخر، برغم حصارنا بكثير من التعقيدات التي تكتظ بها القواميس والنواميس معاً: لم أعُد أكتب الشعر. ولا عادت تهمُّني الفلسفة، ولا تجذبني السياسة، ولا تهُزُّ خيالي الرواياتُ ولا السير الذاتية. وأنا لا أفهم قدراً كثيراً - ولا حتى قليلاً - في الفن التشكيلي، ولا أعرف التفريق بين مدارسه ومناهجه، فيختلط عليَّ الكلاسيكي منها بالواقعي، والرومانسي بالتجريدي، والرمزي بالتكعيبي، والسوريالي بالانطباعي، وهلُمجرَّا.
خلال الأعوام الثمانية الماضية، وجدتُ ستة من أساتذتي، إما يموتون بالسكتة القلبية أو الدماغية، وإما ينكسرون عميقاً في أغوارهم النفسية أو العصبية، وإما يشحذون في الطرقات أو المقاهي أو على موائد اللئام
لا أذكر فترة طال أمد استقرارها وازدهارها في اليمن - منذ ثورة 1962 واستقلال 1967 - من دون أن تُعكّر صفوها أحداث وحوادث ومشاهد الدم والبارود!
مات شيخ مشايخ النُّحاة وبحر اللغة "سيبويه" وفي نفسه شيءٌ من "حتى". وأظنني سأموت وفي نفسي شيءٌ من عدن.
اختلف اليمنيون طويلا منذ الأسود العنسي حتى علي عبدالله صالح. اختلفوا حول السلَّال والزبيري والنعمان والثلايا وابن الوزير وحميد الدين وحول قحطان وفيصل ورجالهما...
كلما أوغل المرء في أغوار العمر وعميقه ازداد تفلسُفاً، وكلما ازداد تفلسُفاً ازداد تساؤلاً، وكلما ازداد تساؤلاً ازداد بصيرة - ربما - أو ازداد حيرة!
عدتُ مؤخراً لإعادة قراءة بعض الكتب التي سبق لي قراءتها، علّي أجد فيها النجوى وبعض السلوى وزاد رحلة ولو مؤقتة خارج حدود الزمكان
يتحدثون اليوم عن مصالحة مُرتقبة بين إيران والسعودية، بفرحة غامرة، وكأنهم يتحدثون عن نهاية خالصة للحرب القائمة في اليمن.
أنا لا أفهم في ثلاث: لا السياسة ولا العسكرة ولا اللغة الصينية.. ولكن تفسير بعض الأمور لا يحتاج إلى كبير مقدرة أو شديد جهد.. بَيْدَ أن ثمة حالات في مسيس حاجات إلى استبصار داخلي بالذات.
يحتفل أهلنا في الكويت في الخامس والعشرين من فبراير من كل عام بالعيد الوطني الكويتي.
ذات مكان، ذات زمن، ذات يمن... كانت ثمة مدينة تُدعى: عدن. كانت قِبلة العشاق، وقُبلة المشتاق، وقبيلة المسافرين في رحلة الأشواق صوب أرحب الآفاق.
اختار المقالح صنعاء مصيراً، لا إقامة.. هوية، لا منامة. وصار كلٌّ منهما وجهاً للآخر
لا يزال العرب يُثرثرون عن ماضيهم التليد. وأظنهم سيظلون على هذا النحو إلى يوم النشور. فليس لدى بني يعرب غير التغنِّي بأمجاد الأجداد، بعد أن عجزوا عن تحقيق ما يستدعي الفخر ويستوجب الاعتزاز.
جمعت تعز غزير المال وعزيز الرجال وظلت مسالمة وحالمة ومثالاً على المدنية والتحضُّر والعصرنة
كيف يَعِنُّ لك أن تُجازِف بذبح الدجاجة التي تبيض لك ذهباً ! أو لماذا تُفكِّر - مجرد التفكير - بسَدِّ بئر نفط تتدفق في أرضك !
أكتب هذه السطور قبل عدة ساعات من اندلاع أكبر معركة كروية بين فرنسا والأرجنتين ، لنيل تحفة كاس العالم التي تزن أكثر من ستة كيلوجرام ، بما تُقدّر قيمتها بنحو 18 مليون يورو .
تجد رجل العلم أو الفكر يترك مجاله الرفيع ليستدير نحو الساحة السياسية، كوظيفة مباشرة، وليس مجرد موقف عام أو منشط جانبي أو حراك موسمي. ولم أفقه حتى هذه اللحظة أهمية أن يسعى رجل العلم للاتّكاء على وظيفة سياسية، في ظل مجتمع موغل في التخلف الشامل!
حتى هذه اللحظة ، لا أقوى على الالمام بنواصي القلم و لملمة حواشي الكلِم . فقد صدمني النبأ ، بالرغم من معرفتي الأكيدة بتدهور صحته الجسدية على نحوٍ يومي فادح ، منذ عدة شهور . وبالرغم من توقُّعي سماع هذا النبأ بين حينٍ وآخر ، منذ فترة ليست بالقصيرة !
كل المسافات قصيرة غير أن المسافة بين القصر والقبر طويلة جداً بالنسبة للحكام العرب
لم أعد أدري كم من السنين مرت منذ إقلاعي عن تعاطي القات . كل ما أدريه أنني شُفيت - والحمد لله - من الاصابة بهذه الجرثومة التي لا تقل أثراً ولا ضرراً عن الإصابة بالسرطان . ولعمري ، أن القات ليس بسرطان يُصيب الشخص ، بل المجتمع والأُمة بكاملها !
أحب مصر ، وأعرف أنك تحبها أيضاً ، وأعرف أن ملايين العرب يشاطرونني وأنت هذا الشعور . ولدى اليمنيين تتعاظم المحبة والاحساس بالجميل تجاه مصر والمصريين ، فلمصر ورجالها فضل فاضل في نقل اليمن وأهلها من حقبة مظلمة الى فترة مزدهرة ، على غير صعيد وغير ميدان ، بالدم والعرق والنبض العروبي .
احتفى اليمنيون مؤخراً بأعياد الثورة اليمنية المباركة (سبتمبر - أكتوبر)، فيما يحتفون في الغد القريب بأعياد الاستقلال الوطني المجيد. وفي مجرى الاحتفاء ومسرى الانتشاء بهذه المناسبات، يتناسى الناس العِبرة الكبرى منها، متغافلين أنها ليست مجرد أعياد للفرح ومناسبات للاحتفال، إنما ذكرى لملاحم سطّرت تاريخ شعب، وخلّدت بطولات أُمّة، وعمّدت قيمة حضارية لازالت ماثلة.
سعيد الجناحي علمٌ آخر من الأعلام الوطنية التي تأسست على مداميكها خيمة الوطن
تساقط اللاهثون في الدرب العسير، لا يدرون إلى أين المسير، ولا يتراءى لهم ما يكون المصير؟
أصل الحكاية السقطرية هذي يعود إلى أواخر ثلاثينات القرن الماضي - وبالذات بين ديسمبر 1938 ومايو 1939 -
تقارير صدرت مؤخراً تؤكد أن عدوان التحالف الخليجي ضد اليمن أباد أو بدَّد أو نهب أو هرَّب ما يتجاوز 80 % من آثار البلاد
مذبحة 13 يناير 1986 هي الضربة القاضية في جسد اليسار اليمني كتجربة سياسية عريقة في النضال وفي الحكم
كان الشعار القديم: محو الأمية.. صار اليوم: نحو الأمية! لا نهضة حقيقية لأُمَّة أو دولة أو مجتمع من دون تعليم حقيقي. حقيقي لا مغشوش، ولا مخدوع!
في لحظة فارقة، بالغة الجبروت في صِدَاميتها بين جمرة الذات ورماد الواقع، أقدم الأديب الفيلسوف الفذّ أبو حيان التوحيدي على تكديس كتبه وأوراقه ومخطوطاته في كومة واحدة، ثم أضرم فيها النار!
يموت الكثيرون كل يوم، غير أن قليلين هم الذين يؤثر موتهم لدى كثيرين - وليس أقاربهم فقط - ويغرس رحيلهم شتلات حزن وأسى، لا تذبل ولا تُنسى.
لطالما فخرَ اليمنيون بتاريخهم الذي يرونه موغلاً في المجد ومُكلّلاَ بالهيلمان وفائضاً بالسؤدد، وتأسيساً على هذا الفخر يتعاطى اليمنيون حشيشة الاعتزاز وأفيون الاطمئنان. وبالتالي لا يجرؤ أحد على أن يهزّ هذا الاعتقاد الراسخ لدى اليمنيين بعظمة تاريخهم، بأن يشير إلى أن جزءاً حميماً من هذا التاريخ زائف من الأساس .
لم تستطع المعارضة السياسية في هذا البلد - ومنذ السبعينات - أن تقود الجماهير يوماً، ولا أن تُقيّد الجماهير يوماً. والسبب الرئيس في هذا المشهد يكمن في أن هذه المعارضة ابتعدت كثيراً عن الشارع الشعبي -كحال الحكم تماماً- فصار كل منهما في جزيرة نائية جداً عن الآخر.
من ذا الذي يتذوَّق طعم العيد اليوم؟ لا أحد. حتى الأطفال فقدوا كل مشاهد الفرح وشواهد البهجة، إلاَّ ما بقيَ من شغف دفين في روح الطفولة.
قبل نحو عامين أو أكثر قليلاً، كتبتُ مقالاً عن ظاهرة أطلق عليها المجتمع المحلي الساخر تسمية "عبدو فشفشي"، التي أظنُّ بأن أغلبنا يعرفها كمسمى، مثلما يعرفها كوقائع وأسماء ونماذج لا ينضب لها معين.
لازالت قافلة الزملاء والأصدقاء تتنازل عن أثقالها يوماً اِثر يوم ، في مشهدٍ لا أدري اذا كان يدعوالى البكاء أم التأمُّل !
نشرع في قراءة الوثائق والأدبيات السياسية التاريخية التي خلّفها لنا روّاد الفكر السياسي والمؤرخون وزعماء الوعي الوطني والقومي والإنساني، ثم نحفظها في إضبارة التاريخ إلى حين يأتي موعد القراءة التالية، إنْ لم نرمها أصلاً في مزبلة التاريخ كما هو ديدننا!
كم يخذلني قلمي كثيراً ، مؤخراً.. وكم يفتُّ في عضدي، كلما هممت بالكتابة في شأن يتصل بالهمّ العام أو التراجيديا التي تعصف بالبلد والناس. أجدني كالمحموم أو المسموم من هول ما أراه على شريط الواقع ومشاهده المكتظة بصور الدم والدمار والرماد والدموع.. فأعزف عن الكتابة فوراً.
تجاوز بنا الزمن - قبل بضعة أيام - ذكرى قيام دولة الوحدة اليمنية. هذا ما تذكّرته فجأة مؤخراً، وكأنّني لم أكن ذا علاقة البتة بما حدث ذلك اليوم! ثلاثة عقود وعامان مرت على ذلك اليوم، وتلك الوقفة المتوهّجة تحت حرارة الشمس وجلالة الموقف، ونحن نتطلَّع إلى علمٍ جديد معلناً عن دولةٍ جديدة، لطالما تاق اليمنيون لمرآه ومرآها.
شكا لي أحد الأصدقاء الأعزاء في عدن من انتشار أصناف شتى من المخدرات في صفوف شباب هذه المدينة، على نحوٍ يثير الرعب والدهشة معاً. والحق أن هذه الظاهرة ليست محصورة بمدينة دون غيرها من مدن البلاد. حتى حضرموت التي كانت لزمنٍ طويل جداً بعيدة كل البُعد عن هذه الآفات - بما فيها القات - صارت إحدى ضحايا المخدرات.
منح الشهادة النضالية لمن لا يستحقها كمنح الشهادة الأكاديمية لمتحرّر من الأُميَّة
كان أجدادنا يحرصون على تعليم أبنائهم السباحة والرماية وركوب الخيل. بعدها انقلب بعض آبائنا على أجدادنا، فعلّموا أبناءهم الحَرْف والحِرْفة. غير أن آخرين كانوا أشطر بكثير، فوضعوا المسدسات في أيدي أبنائهم وكتاب ميكافيللي في مخادعهم!
لا يكون البحر بحراً إلاَّ إذا خاضت فيه السفن وإلاَّ فهو حمَّام سباحة أو بانيو
هل تستوي كتابة من يدري ماذا ولماذا يكتب بكتابة ذاك الذي لا يريد من الكتابة إلاَّ تحبير الورق أو نيل شهرة مزعومة؟!
يُثير المشهد السياسي اليمني كثيراً من الأسئلة، التي تحمل إجاباتها في طيّاتها، بصدد ما يُسمّى بالتحالف العربي لمحاربة الحوثي، وإعادة الشرعية في اليمن، وما تمخّض عنه من فئران الحلول العقيمة والمعالجات السقيمة.
وإثر كل تلك الأحداث الكبرى لا يتبدى أن ثمة فرقاً واضحاً قد طرأ على الحياة والأشياء في شتى الصعد والمجالات، وإن حدث فهو للأسوأ بالتأكيد، على العكس تماماً من كل نواميس الطبيعة وبدهيات المجتمعات والدول وقواعد الفكر الإنساني!
الكتابة - أو حتى مجرد الكلام - في الشأن السياسي المحلي عيب أسود. أما في رمضان فمنكر نكير. هذا ردّي على من يتساءل عن سرّ عزوفي عن ذلك.
شُكِّلتْ فرقة أُنيطت بها مهمة إِحراق الكُتب وقتْل الكُتّاب. وفي غمرة قيامها بمهامها، أصاب الفضول أحد عناصرها، فإِذا به يختلس كتاباً قبل أن تطاله ألسِنة اللّهب.
اتّخذ الإنكليز شكسبير رمزاً لهم.. واتّخذ الفرنسيون فولتير.. والطليان دانتي.. والألمان جوته.. والأسبان لوركا.. والروس بوشكين.. والهنود طاغور.. ويكاد الأمريكان يتفقون على والت ويتمان. واحتار العرب - كعادتهم - في رمزهم.. حتى المتنبي قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر!
تبدو لي هذي الحرب، أحياناً، حُمّى ليلٍ مسعورة، أطاحت بالسكينة الزائفة في منطقة الحياد، بين غبار الخنادق.. وملاءات الفنادق.
يحتفل أهلنا في الكويت، في الخامس والعشرين من فبراير من كل عام، بالعيد الوطني الكويتي.
قامت الدنيا ولم تقعد، في مصر مؤخراً، ضد الكاتب المعروف إبراهيم عيسى لمجرد اعتقاده بعدم حدوث واقعة المعراج.
كأيّ حدث في تاريخنا السياسي والوطني - الحديث والمعاصر - يحتدم الخلاف، وتتناقض المواقف تجاهه، بين مؤيّد ومعارض، غير طرف ثالث يقف في منزلة بين المنزلتين في غالب الأحيان.
"بعض الناس يتكلمون لأن أفكاراً هامة تتزاحم في رؤوسهم.. أما آخرون فيتكلمون، فقط لأن أطراف ألسنتهم تحُكُّهم"!
لازال الحاكم يرى أقرانه يتساقطون في الوحل والخريف والمقابر، لكنه لايزال يُقامر، يحتقر شعبه، يهين إضبارة التاريخ ويستهتر بأحكامه.
لا صنعاء اليوم في صنعاء ولا عدن في عدن.. ثمة جهل فقط، وحقد فقط، وسلاح في الأيدي والرؤوس!
لا أفهم قدراً كثيراً - ولا حتى قليلاً - في الفن التشكيلي، ولا أعرف التفريق بين مدارسه ومناهجه، فيختلط عليَّ الكلاسيكي منها بالواقعي، والرومانسي بالتجريدي، والرمزي بالتكعيبي، والسوريالي بالانطباعي، وهلُمجرَّا.
هل انقضت السنون السبع العجاف؟ ... أم تُراها ستبلغ عشراً، وربما أكثر؟ يوماً عن يوم، تزداد الفاجعة اليمنية فداحةً وضراوة، فيما تزداد تبعاتها وتداعياتها قُبحاً ونتانة، أما أُضحياتها فبلغت أرقاماً مهولة من القتلى والجرحى والمفقودين والمعوزين والمرضى والمختلين..
أرسلتُ اليكِ قُبلةً حارة عبر الأثير ... أعترضها صاروخ غاشم. لا تنتظري مني رسالة غَزَل يا حبيبتي.. لم تعد في قاموس اللغة الأنيقة ثمة سطور للمشاعر الرقيقة.. وملاكنا الطائر الطاهر "كيوبيد" بلا راتب.. ها هو يفترش الأرض ويلتحف السماء، مادَّاً "سماطة" عند بوابة جهنم.
يُقمَع اليساريون، فيصمت القوميون.. وإذا قُمع القوميون، سكت الإسلاميون.. وإذا قُمع الإسلاميون، يتعامى الليبراليون.. وهكذا دواليك.. تحضر الدجاجة، فيغيب الديك!
عُرفتْ ظاهرة الفُتوَّة في عديد من البلاد العربية منذ زمن قديم بعيد. وقد صوَّرتها الرواية والقصة والقصيدة والمقامة والسينما والإذاعة والتلفزة والدراسة الاجتماعية والجنائية وغيرها، بمساحة كبيرة وأشكال كثيرة وتلاوين مثيرة.
كانت "الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل" تغتال اليمنيين وغيرهم ممن ثبت تورُّطهم المخزي مع سلطات الاحتلال البريطاني، الذي يبلغ أحياناً مستوى الخيانة العظمى، اِذْ كانوا يشتغلون كجواسيس لمخابرات الاحتلال ضد الفدائيين والناشطين الذين راح بعضهم ضحية هذه الخيانة.
الاحتلال هو الاحتلال في كل زمان ومكان (اجتنبوا لفظة "استعمار" فهي رجس من عمل الشيطان).. والعميل هو العميل في كل زمان ومكان.
في التاريخ الحوار يعقب الخلاف الحاد الداعي أحياناً إلى الحرب، إلا في اليمن فإنهم يبدؤون بالحوار لينتهي بهم المطاف إلى الخلاف ثم الحرب!
قليلة - بل نادرة - هي المرات التي عجزتُ فيها عن الكتابة في أمرٍ ما، مثل ما حدث لي في الأسبوع الماضي، لحظة قرأت خبر اغتيال الصحفية الشابة الحامل في شهرها التاسع.
ما أجمل أن تزدحم حياة المرء بالحب الحقيقي.. الحب الأخضر الريَّان، لا الأصفر الرنَّان..
منذ زمن بعيد، كتبتُ عموداً توقَّعت فيه رحيل الشاعر العربي الكبير مظفر النواب والروائي العربي القدير إسماعيل فهد إسماعيل في غفلة أو تغافُل من الجميع. وقد رحل إسماعيل بالفعل بعدها، وبقيَ مظفر ينتظر الموعد الداهم على حين غرَّة في أية لحظة تحت وطأة المرض الأخبث وأثقال ما بعد الثمانين.
اليمن هو البلد الوحيد الذي تسمع فيه عبارة "راح واستراح"، كلما جاء نبأ رحيل أحدهم عن الدنيا
العقل والذوق يبحثان عن الأصلي في الأشياء رافضين المُقلَّد مما يُعَدُّ من سَقْط المتاع
كثير من الأحداث والوقائع المتصلة بـ1948 أو 1955 أو 1962 أو 1963 أو 1967 لازالت طيّ الزيف والطمس والتشويه والمبالغة أو المكايدة أو الغرضية
لاشك البتة في أن إشكالية كتابة وتدوين التاريخ السياسي اليمني الحديث، وتنقيته من شوائبه العابرة والغائرة، هي إشكالية حاضرة في هذه اللحظة قدر حضورها الماضوي، بالحالة ذاتها والملامح نفسها وللأسباب والدوافع التي كانت منذ البدء، ولا تزال إلى اليوم.
لا تلتقط شيئاً من برميل الزبالة، ولو كانت صُرَّة ملأى بالجواهر. فما دامها تستقر في ذلك البرميل، فهي إذن زبالة بالضرورة، حتى لو كان ثمنها -في سوق العرض والطلب- يساوي كل مال قارون!
في أحد أيام العام 2017 تلقّى رجل الأعمال اليمني المعروف علوان سعيد الشيباني دعوة لزيارة السعودية من أحد كبار رجال الأعمال السعوديين
في تاريخ الصراع السياسي اليمني - لاسيما داخل الشرنقة الواحدة - لم تكن ثمة وِجاهة لأسباب ودوافع متوالية القتل والقتل الآخر الذي ينجم عن ذلك الصراع
يا صاحبي: لا فلوس تنفع ولا منصب يشفع ولا جاه وهيلمان ولا أتباع وغلمان دنيا غرَّارة ودوَّارة
تعود كابول للسقوط مجدداً في أحضان 'طالبان'. ما يعني إعادة تدوير الحدث التاريخي نفسه على صورته الثابتة لا المتحولة، بغضّ النظر عن اللبوس - الهزلي أو المأساوي - الذي يتبدّى في هذه الصورة، هذه المرّة.
كثرت الأعياد والمناسبات والمواسم في بلدي، لكنها مجرد أرقام وتواريخ وأيام، لا فرحة فيها ولا ابتهاج بها. واِذْ تزايدت العطلات، فلا فرق أحدثت ولا تميُّز أنجزت، فقد صارت حياة الناس في هذا البلد مجرد عطلة مديدة ومفتوحة، وغير مدفوعة الأجر أيضاً!
يا عزيزي ، كُنْ صديقي فقط .. وليكن لكلٍّ منا قلبه ولُبُّه وجيبه وحُبُّه .. فلا يجوز ولا يصحّ ولا يعقل أن تهجوني أو تعاديني أو تقتلني ، فيما تحتضن الاسرائيلي !
برز دُهاة كثيرون بين العرب منذ ما قبل الاسلام، ليس في الجزيرة العربية وحدها، بل في شتى البلاد. غير أن قليلين هم الذين خلَّدتهم كتب التاريخ كمثال أنموذجي على حدَّة الذكاء أو شدَّة الدهاء أو التفوق في سرعة البديهة وصواب الأحكام.
حين تكتب أنك تكره الانقلابات سياسية كانت أو عسكرية لا يفهمون أنك نشأتَ مُكبّلاً بعقدة نفسية ثقيلة ومدببة جراء هذا الوضع المرعب
يُعد التجسُّس والتنصُّت على خصوم الرأي والموقف من السياسيين والصحافيين والناشطين ظاهرة ليست قريبة المنشأ في تاريخ الأنظمة السياسية في أربع جهات البيضة الأرضية.
المثقف الذي يضع نفسه في موضع السياسي يكتب صكَّ بيعه في سوق النّخاسة.. أما السياسي الذي يتمثَّل التموضع في موضع المثقف فهو يكذب على على الله وعلى نفسه وعلينا
قررت الولايات المتحدة أن تترك حلفاءها في أفغانستان يواجهون مصيرهم المجهول بل مصرعهم المحتوم. هذا 'مانشيت' الساعة الذي سيستمر إلى أمد غير معلوم. فجأةً، راحت المدن والقرى الأفغانية تتساقط تحت سنابك قوات "طالبان"، فيما هرعت القوات الحكومية للفرار خارج الحدود تجاه أكثر من دولة جارة.
سأعيش هذا القليل المُتبقّي من العمر بالكثير الكثير من الصخب والكثير الكثير من التشظّي والكثير الكثير من التوهُّج المُضيء والتدفُّق اللامتناهي
ظللنا نقرأ الكتب، ونتجادل في ما نقرأ، ونكتب من وحي قراءاتنا. وظللنا نرى ضرورة أن نقرأ ما هو جاد وضروري وهام وحيوي ومصيري من القضايا والموضوعات، ونتجادل فيها، ونكتب عنها.
في ناصفة سبعينات القرن الماضي، كنا طلاباً في المرحلة الإعدادية وفي طور المراهقة، مكتظين بالآمال العريضة والأحلام الزاهية. وكانت مدينة عدن تُلقي بهذه الآمال وتلك الأحلام على رؤوس الصخور الناتئة في شواطئها المتلاطمة، فقراً وثورة، شعراً وفكرة، واعتقاداً راسخاً بأن غداً هو أجمل أيامنا القادمات.
يتعاطى البعض مع منتوج قلمه باعتباره "أكل عيش" لا علاقة له بالمبادئ والمُثُل والقِيم العليا
ذات مرة نبَّهتُ إلى بعض المعلومات والمفاهيم الخاطئة التي تتردد تباعاً في محافل النشر والحكي العام، مما استقرت في أذهان العديدين كمُدخلات يقينية.
نشرع في قراءة الوثائق والأدبيات السياسية التاريخية التي خلّفها لنا روّاد الفكر السياسي والمؤرخون وزعماء الوعي الوطني والقومي والانساني، ثم نحفظها في اضبارة التاريخ إلى حين يأتي موعد القراءة التالية، إنْ لم نرمها أصلاً في مزبلة التاريخ كما هو ديدننا! وإذا أردنا أن نستفيد منها في معالجة أمر من أمور حياتنا المعاصرة، يجيئك من يزيحك عن نيّة المبادرة، قائلاً بلهجة مثبّطة ساخرة: إن ذلك لحديث الأوّلين وما لنا فيه بمنفعة!
أنت في غاية الضّيق، لأن أسطوانة الغاز المنزلي في مطبخك فرغت اليوم.. وفي شدّة الغضب أنت، لأن حالة النّت سيّئة جداً، ما يحول دون تواصلك جيداً مع عالمك الافتراضي. يا إلهي، إن كمية الخضار والفاكهة واللحوم والأسماك في ثلاجتك لا تكفيك لأكثر من أسبوع..
لستم (جميعكم) سوى طُلاّب حُكْم - كيفما كان واتفق - وأرباب مطامع صغيرة، لا قناعات دِينية ولا قضايا وطنية، ولا حتى أهداف شعبوية في ما تصنعه أيديكم التي تبحث عن الذهب في بيت الله، وتاج الوطن، وتبيع بالفضة أقدس المقدّسات في السماء وأطيب الطيبات في الأرض.
تتجلّى تفاصيل الحياة العامة واليومية في الحواري والأحياء الشعبية كواحدة من أهم منابع الالهام الكتابي في الصحافة والأدب وفي البحث العلمي أيضاً.
إذا جرجرتْ الحرب أذيالها، وأظهرتْ لك من عوراتها وأنذالها، ما يهيب له الإنسان ويشيب له الولدان، فأبشر بموت حياة واندحار حضارة، واعرف أن كلَّ مكسبٍ يومها محضُ خسارة.
كانت الخطوة الأولى لبريطانيا في الاحتلال التقدم إلى السلطان العبدلي بلحج لشراء عدن
اليمن ليست مطمعاً للدول الكبرى بالقدر الذي صارت مطمعاً للدويلات والكيانات الصغيرة التي لا تقوى على حماية سيادتها
الحروب والكوارث والأمراض والأوبئة وسوء التغذية والسلطات والأنظمة وحُكّام الغفلة وحكومات الرفلة ومعها عشرات الأسباب والعوامل التي تُؤهلك كمشروع راحل
في صيف العام 1994م، تلقَّيتُ دعوة من جهة سيادية ليبية لزيارة "الجماهيرية"، وحضور الاحتفالات التي تُقام هناك سنوياً لإحياء ذكرى 'ثورة الفاتح من سبتمبر'، والمشاركة في فعاليات ما كان يُسمى يومها 'المؤتمر القومي العربي' - أو شيء من هذا القبيل - الذي يُعقد في القلب من تلك المناسبة واحتفالاتها.
عدتُ مؤخراً لإعادة قراءة بعض الكتب التي سبق لي قراءتها، لأنني لم ألقَ كتباً جديدة في متناول يديّ، ولأنني لا أقرأ الكتب المنشورة إلكترونياً لأسباب يطول شرحها ويتعقد تشريحها.
في زمنٍ ما، في يمنٍ ما، كان ثمة بحر في صنعاء. ليس نهراً، ولا جدول ماء. إنه بحر حقيقي بشاطئ لا يُحَدّ. وفي أطراف هذا الشاطئ اللازورديّ نبتتْ سيقان نخيل، وارتقت وتعملقت حتى صار الرابض في ذروتها يرى على مرمى البصر أكواخ الخصّ في ساحل الخوخة على نصل البحر الأحمر.
ذات يومٍ بعيد، كنا في مقيل رجل الأعمال الصديق والرفيق أمين أحمد قاسم في صنعاء، وحينها سأل أمين -ضاحكاً- الشيخ عبدالرحمن النعمان عن آخر أخبار ولده هشام. وقد أجابه الرجل -ممتعضاً- حينها وملامح الأسى باديةً على صفحة وجهه الكهل والوقور. ولم أكن وقتها أعرف من هو هشام هذا، ولا قد سمعت من أمره شيئاً.
قُلْ: الحوثيون، أو قُلْ: أنصار الله، أو ما شئت فَقُلْ. المهم أنك تتحدث عن جهة معلومة وهوية محددة، لا لَبس فيها من حيث الاسم والفعل والانتماء. ولا يهمك إذا طالبك أحدهم بالكفّ عن منطوق "الحوثيين"، وتستبدله بالنعت الرسمي "أنصار الله"، فذلك ضياع للوقت في سفسطة حلزونية لا تُقدّم في جوهر الأمر شيئاً أو تُؤخّره.
بدأ النور قَبَساً خاطفاً قبل أن يستحيل ضوءاً ساطعاً ويتوهَّج لمعاناً دفاقاً في ليلة خريفية كالِحة الظلمة
اختارت جريدة أمريكية عبارة تتصدَّر بها. تقول العبارة: "جاء ترامب أولاً للقبض على المكسيكيين، فلم أعترض، لأنني لم أكن مكسيكياً. ثم جاء ترامب ثانيةً للقبض على المسلمين، فلم أعترض، لأنني لم أكن مسلماً. وعندما جاء ترامب ليقبض عليَّ، لم يبقَ أحد ليعترض!".
إلى قبل عشر سنوات، كان المستثمر أو السايح يؤخذ باليمن، بمناخه المتنوّع، من منطقة إلى أخرى، وبالجَمال الذي تزدان به بيئته وتكوينه، سهلاً وساحلاً، جبلاً وصحراء، وبعاداته وتقاليده وحضارته وتراثه وأكلاته وأزيائه، وأولاً وأخيراً بإنسانه.
تتجلَّى أعظم قدرات الله (وقدراته - جلَّ جلاله - عظيمة بالإجمال والمطلق) في أنه وحده: الخالق .. الرازق .. والوارث.
إذا جاء الشتاء أضرَّ كثيراً بالفقراء. لا يستطيع أحدهم أن ينام في العراء، أو يقاوم الجوع لأكثر من ليلة، فالزمهرير عدوُّ الفقير، والرحمة لم تعد عُملة رائجة التداول في أوساط الميسورين
الدكتور عبدالعزيز المقالح وصف أحد الشعراء اليمنيين البارزين بأنه "شاعر كبير .. لكنه لو أخذ قدراً ولو ضئيلاً من أنفة وكبرياء وعزة نفس الأستاذ محمد يحيى الزبيري - رحمة الله تغشاه - لكان شاعراً كبيراً
وبحسب بيانات جواز سفره، فوجئتُ بأن اسمه عبدربه علي محمد، من مواليد عدن في 1945.. ولكن ... أتدرون ماذا؟ لم يكن ذلك الرجل سوى الشخص الذي صدَّع بنصف الكرة الأرضية، فيما أصاب النصف الآخر بالمغص والاسهال!
يعتذرون عن عدم قدرتهم على صرف راتبك ثم يصروُّن على الاستمرار في حكمك برغم أنهم يقدرون وهم يدرون أنهم يقدرون وأنت تدري أنهم يدرون أنهم يقدرون والعالم كله يدري
ستسمع كثيرين يخبرونك أن الحياة أيام زمان كانت آخر روقان. والحق أنّ هذه الحالة طالت حتى السياسة - وأقصد السياسة الدولية بالذات - والكتابة فيها والقراءة عنها والحديث حولها، أكان ذلك بالنسبة للصحافيين أو حتى للعامة. كانت الكتابة في السياسة الدولية هي ملاذ الصحافي - خلال حقبتَيْ السبعينات والثمانينات - في اليمن، لعوامل تتصل بتعقيدات وكمائن السياسة المحلية. وأما الفالح فينا فكان من يرتبط بالشأن الرياضي أو الأدبي والفني، نافذاً بجلده من شراك السياسة.