تقارير

الدعم الخارجي للحكومة.. ما نتائج الاجتماع الوزاري الدولي بشأن اليمن؟

22/01/2025, 07:04:12

اجتماع وزاري في نيويورك  بمشاركة 35 دولة؛ لدعم الحكومة اليمنية الشرعية، التي عجزت عن تحقيق نماء في البلاد، أو معالجة الانهيار الاقتصادي المتسارع، منذ سنوات.

البيان المشترك، الصادر عن الاجتماع الدولي، الذي نظمته الحكومة اليمنية بالشراكة مع المملكة المتحدة، في مقر الأمم المتحدة، قال إن استقرار اليمن والأمن الإقليمي والبحري لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حكومة مستقرة وفعَّالة، فيما قدّم رئيس مجلس الوزراء، أحمد بن مبارك، في الاجتماع، خطة حكومته قصيرة المدى لعامي 2025 و2026، والمتأمل من خلالها تحقيق التعافي الاقتصادي في البلاد.

- تشتيت الجهود

يقول الباحث في الشؤون الاقتصادية والإنسانية، الدكتور إيهاب القرشي: "الاجتماع الدولي، منذ أن أعلنته السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبده شريف، قبل شهرين تقريبا، ونحن لم نعرف مسمى حقيقيا وواضحا لهذا اللقاء".

وأضاف: "هل الاجتماع كان على المستوى الحكومي، أو على المستوى الوزاري، أو على مستوى الأمم المتحد، هو كان على هامش اجتماع مجلس الأمن الدولي، لكنه لا يشابه أي تصرف أو مؤتمر حكومي مبني على رؤية واضحة".

وتابع: "الدعم السياسي والاقتصادي، كان من المفترض أن هذين المحورين هما ما يخص هذا اللقاء، لكن من المفترض كانوا يركزوا على خطة الاستجابة الإنسانية المليارية، بدلا من أن يعودوا بخفي حنين، للأسف الشديد".

وأردف: "بن مبارك لم يحمل معه لا وزير الخارجية، أو على الأقل المختصين في الفريق الاقتصادي، أو في استيعاب المنح والقروض والأموال".

وزاد: "في اليمن، هناك ناس مختصون لم يحملهم معه، لكنه حمل فريقا إعلاميا فقط، وهذا الأمر بصراحة تصرف فردي شخصي".

وقال: "أعتقد أنه ضرب بكل الأمور عرض الحائط، بل وقطع الطريق عن مؤتمر الإغاثة الإنساني، الذي من المفترض أن يطالب به رئيس الوزراء، وأن يعقد على مستوى الأمم المتحدة، وعلى مستوى الدول؛ لكي يتم تغطية 2.47 مليار دولار، وهي خطة الاستجابة الإنسانية، التي طالبت بها الأمم المتحدة".

وأضاف: "هنا تشتيت للجهود، تشتيت للرؤى، وستدفع الثمن خطة الاستجابة الإنسانية، وسيدفع الثمن المواطن اليمني، بينما الاقتصاد في تدهور مستمر".
 
وأوضح: "اليوم، الريال اليمني تجاوز الـ2160 ريال مقابل الدولار الواحد في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، هذا الأمر كبير جدا، وهناك إحصائية أيضا للأموال، التي دورتها الحكومة اليمنية بشكل غير إداري سليم من المغتربين، والحوالات التي دخلت لليمن بنحو 20.6 مليار دولار حتى 2021، والحكومة 43.2 مليار دولار المبالغ التي كانت عبر البنك، أو عبر القروض، أو عبر المنح، أو عبر حتى الواردات النفطية والسلطات المحلية، وأيضا المنظمات التي دفعت 16 مليارا للعام 2021".

وتابع: "نحن صرفنا 108 مليارات دولار خلال عشر سنوات ماضية لم يكن لها أثر، فماذا تطالب الحكومة الآن؟".

وزاد: "على الأقل ينقذوا الشعب اليمني بخطط الاستجابة الإنسانية بالحد الأدنى".

- نتائج الاجتماع

يقول الصحفي الاقتصادي وفيق صالح: "الاجتماع انتهى دون نتائج حقيقية تُذكر على أرض الواقع، فهو ليس مؤتمرا للمانحين بمعنى المؤتمرات التي تعقدها سنويا الأمم المتحدة لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، ولا أيضا مؤتمرا للمانحين يعلن فيه دعم مالي مباشر للخزينة العامة للدولة، أو حتى دعم القطاعات الاقتصادية، وإحداث التنمية المستدامة في البلاد".

وأضاف: "انتهت أعمال الاجتماع دون إيضاح أي أرقام، باستثناء بيان مشترك للدول التي شاركت في هذا الاجتماع؛ أعلنت، في كلام فضفاض وإنشائي، عن دعمها المستمر للإصلاحات الاقتصادية، التي تقوم بها الحكومة، ودعمها السياسي والاقتصادي لجهود الحكومة في ترسيخ حضور الدولة على الأرض".

وتابع: "أعتقد أن هذا الاجتماع لم يحقق أي نتائج إيجابية، أما بالنسبة لخطة الحكومة للإصلاح الاقتصادي تم تحديد الفترة الزمنية قصيرة الأجل لنحو عامين، وتم تحديد الأهداف، لكن لم يتم تحديد مبادئ هذه الخطة، ولا آلياتها أو منهاجيتها، ولا كيفية العمل لتحقيق أهداف هذه الخطة الاقتصادية".

وأردف: "رئيس الوزراء، في كلمته أول أمس خلال الاجتماع، قال إنه يسعى لتحقيق خمسة أهداف منها: تنمية الموارد، وتحقيق الاستقرار في سعر العملة، وما إلى ذلك من الأهداف المتعلقة بالجانب الاقتصادي".

وزاد: "لكن -للأسف- لم يتم توضيح كيف سيعمل على استقرار سعر الصرف؟ وما هي الآلية التي سينتهجها هذا الجانب؟ وكيف سيعمل على تنمية الإيرادات؟ وما هي القطاعات أو الصادرات التي سيعمل على استئنافها؟ وكيف سيعمل على ترشيد الإنفاق؟ وكيف سيعمل على تفعيل مصافي عدن؟ وكيف سيعمل أيضا على حل مشكلة الانقسام النقدي؟".

وبيّن: "رئيس الوزراء لم يتطرق لأي تفاصيل، أو حتى للكيفية في هذا الجانب".

واستطرد: "أما بالنسبة للأهداف فهي جيدة وجميلة، لكن أعتقد أنه دون عمل على الأرض ودون وضوح في هذه الرؤية لن يتم الوصول إلى تحقيقها، ولن يتم تحقيق أي هدف منها".

تقارير

جيل مفخخ.. كيف تصنع ميليشيا الحوثي قنابل فكرية في المدارس والجامعات؟

الحرب في اليمن لا تتوقف عند الجبهات العسكرية، والهدنة لا تعني الكثير بالنسبة للمستقبل، طالما بقي آلاف الطلاب يخضعون للتجنيد الإجباري، والتعرض للأفكار الطائفية المتناقضة مع عقائد المجتمع ومصالحه ومحيطه وتاريخه.

تقارير

لماذا لا تستجيب الحكومة لمطالب الأكاديميين وتعمل على صرف رواتبهم بانتظام؟

في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها اليمن في جميع مجالات الحياة، تتصدر معاناة المعلمين بشكل عام، وأساتذة الجامعات بشكل خاص، قائمة الأزمات. وقد شهدت جامعة عدن وقفة احتجاجية نفذها أكاديميون من محافظات شبوة وأبين ولحج، للمطالبة بتحسين الرواتب، وهيكلة الأجور، وإعادة الرواتب إلى البند الأول، وهو ما يعني إدراج ملف الرواتب ضمن الموازنة الثابتة.

تقارير

لماذا تخضع الأمم المتحدة لضغوط الحوثيين وتبقي مقراتها في مناطق سيطرتهم؟

في خطوة تثير العديد من التساؤلات، وجّهت الأمم المتحدة تعميما لموظفيها، باستئناف أعمالهم المعلقة، منذ الرابع والعشرين من يناير الماضي، في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، بعد اختطاف المليشيا المزيد من العاملين في المنظمات الدولية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.