تقارير
الملف اليمني.. حضور قوي في اجتماع الأمم المتحدة
على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في نيويورك، كان الملف اليمني حاضرا، حيث أكد الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، في كلمته أمام اجتماع الجمعية العمومية، استمرار دعم الهدنة الأممية في اليمن، للتوصل إلى السلام، داعيا إلى تمديد الهدنة والعمل على إنهاء الحرب.
في غضون ذلك، يواصل رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، عقد لقاءات مكثّفة مع قادة وزعماء دول الأعضاء المشاركين في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في نيويورك، لبحث مستجدات الأوضاع في اليمن وفرص إحلال السلام.
- حضور أقوى
في هذا السياق، يقول المحلل السياسي، الدكتور محمد جميح: "إن الجميع تابع حضور الملف اليمني في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهذا يعتبر الحضور الأقوى للملف اليمني ضمن الدورات الماضية للجمعية العمومية، لعدة اعتبارات، أولها الهدنة".
وأوضح أن "هذا الحضور يعكس مدى حرص المجتمع الدولي على استمراية هذه الهدنة، ومدى حضور الملف اليمني داخل أروقة الأمم المتحدة، نظرا لاعتبارات داخلية انتخابية بالنسبة للإدارة الديمقراطية؛ التي ترى بأن الملف اليمني هو الأسهل ضمن الملفات المعقّدة في المنطقة، والتي يمكن أن تُحدث فيه اختراقا لصالحها".
وأضاف أن "التحول والتغيّر السياسي في البلاد، الذي حصل بتفويض الرئيس هادي صلاحيته لمجلس القيادة الرئاسي وحضور رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي لأول مرة في هذه الاجتماعات كرئيس لليمن؛ كل هذا كان مدعاة اهتمام من قِبل المجتمع الدولي، وكلٌ له أسبابه ومبرراته".
وأشار إلى أن "المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، يريد أن يثبت نجاحه، وكذلك المبعوث الأمريكي، تيم ليندركينغ، فيما الإدارة الأمريكية تريد أن تحدث اختراقا، الأمر الذي أوجد فرصة للمجلس الرئاسي بعرض المشكلة اليمنية، وأخذ شيء من القبول والاعتراف الدولي".
ويرى أن "إحدى أهم الإشكالات في اليمن أن الرؤية الدولية لاتزال تراهن على الرؤية الكلاسيكية، على أن هناك صراعا بين الحكومة الشرعية، ومليشيا الحوثي، غير منتبهين لمترتّبات ونتائج الحرب التي استمرت أكثر من وقتها المفترض، والتي أدّت إلى إفرازات أخرى ربما تضاهي المعضلة الحوثية، مثل عدم التجانس بين أعضاء المجلس الرئاسي".
كما يرى أيضا أن "التحالف السعودي - الإماراتي له اهتمام كبير بأن يكون الملف اليمني حاضرا في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة".
- أولويات المجتمع الدولي
من جهته، يرى الباحث في العلاقات الدولية، عادل المسني: "أن أولويات المجتمع الدولي هي التي تفرض هذا الحضور للملف اليمني، خصوصا فيما يتعلق بمسألة الهدنة، كونها تعد من أولوياته".
وأوضح أن "الجميع يركِّز اليوم على تمديد الهدنة في اليمن وتوسيعها إلى فترة أطول، غير معتبرين للحالة الإنسانية الكارثية الموجودة في اليمن، ولا للمليشيات التي تتمدد، سواء شمالا أو جنوبا، ولا للفوضى الحاصلة في الساحة اليمنية والحرب الإقليمية التي حوّلت اليمن إلى ساحة حرب لصراعاتها".
وقال إن "المجتمع الدولي يريد طيّ مسألة الصراع الإقليمي، وتمديد الهدنة، من أجل استمرار تدفق الطاقة، والتفرّغ لأولوياته، فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية - الروسية".