تقارير

إلى متى يستمر اليمنيون في دفع ثمن النزاع الإقليمي بين السعودية وإيران؟

12/11/2024, 11:04:47

تحولات جذرية في العلاقات السعودية الإيرانية انتقلت خلالها من التوتر والصراع على أراضي دول الإقليم إلى التقارب الدبلوماسي والتعاون العسكري، حيث أعلن البلدان في مارس 2023 عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما  بوساطة صينية، مما أدى إلى إعادة فتح السفارات وتبادل الزيارات الرسمية.

وفي أكتوبر الماضي، أجرت البحرية السعودية مناورات مشتركة مع البحرية الإيرانية في بحر العرب بمشاركة دول أخرى مثل روسيا وعمان.

ومؤخرا قام رئيس هيئه الاركان السعودي بزيارة إلى طهران بهدف تعزيز السبل التعاون الدفاعي بين البلدين، الأمر الذي قد يكون جيدا على مستوى المنطقة، لكن في هذا التحول الاستراتيجي في سياسات المملكة تجاه إيران أين اليمن من ذلك؟ اليمن كدولة وشعب دفع ثمن النزاع الإقليمي وكان ساحة صراع بالوكالة بين السعودية وإيران.

صفقة تقودها إدارة بايدن

يقول المحلل السياسي، نظير الكوري، إن التحول في العلاقات السعودية الإيرانية يأتي بسياق المصالحة التي عقدت بعد اتفاقية بكين بين المملكة وإيران، ويفترض أن تدام هذه العلاقة والجانب العسكري منها.

وأضاف: هذه العلاقة يتم توصيفها في الإعلام وخاصة الإعلام الإيراني بأنها تطوير الدبلوماسية الدفاعية، وهو مصطلح غريب ولا يتفق مع تاريخ العلاقة بين البلدين.

وتابع: زيارة رئيس هيئه الاركان السعودي إلى طهران، تأتي بعد عقود من القطيعة بين البلدين، وعلى المستوى العسكري منها، لكن ما الداعي لهذا الموضوع ولهذه الزيارة؟

وأردف: ربما نستطيع أن نقول عنها أنها زيارة مستعجلة تأتي في الفترة المتبقية من ولاية بايدن وبعدها سيغادر البيت الأبيض، ربما أن هناك صفقة تقودها الولايات المتحدة وبالذات الإدارة التي بقيادة بايدن لتسوية موضوع الحرب الدائرة في غزه ولبنان لكن عبر توصيات والتزامات من الدول التي هي فاعلة في المنطقة ولها يد في ما يحصل في غزة وفي لبنان.

وزاد: إيران كانت تهدد بأنها ربما سترد على ضربات الكيان الصهيوني التي طالت مناطق في إيران، وخلال اليومين الاخيرين وخاصة بعد فوز ترامب بالرئاسة وجدنا أن لهجة إيران تغيرت ولغة خطابها تغيرت، وكأنها تراجعت عن فكرة الرد، وهذا دليل على أن طهران متخوفة من سياسة ترامب، إذا ما استلم الرئاسة.

وقال: إيران تريد ان تعقد صفقة مع الجانب الأمريكي بقيادة بايدن قبل استلام ترامب لهذا الموضوع أما من الجانب السعودي فهي متخوفة أيضا، لكن من جانب آخر كون إيران هددت بأن أي هجوم شامل على إيران سوف
يستدعي من إيران ضرب منابع النفط او إغلاق مضيق هرمز، مما يؤثر بشكل مباشر على السعودية وغيرها من دول الخليج.

وأضاف: لذلك البلدان السعودية وإيران بحاجة لبعضهما وكل منهما تريد أن تجد متنفسا لها خاصة ونحن على أعتاب إدارة جديدة لا نعلم ما تخبئ للمنطقة.

وتابع: في نفس التوقيت وحتى في نفس الساعة كانت هناك زياره لقاسم الأعرجي الذي يعتبر مستشار الأمن القومي العراقي جاء إلى طهران والإعلام الإيراني يقول بأنه جاء ويحمل في جعبته رسالة أمريكية إلى إيران وهذا يدل على ان هذا الحراك كله ربما يراد له ان يتم إيقاف إطلاق النار في لبنان وفي غزة على اعتبار انه إنجاز ينهي به بايدن حياته السياسية ويخرج من البيت الأبيض.

واجبانها تجاه اليمن

يقول رئيس دائرة التوجيه في الجيش اليمني سابقا، اللواء محسن خصروف، إن السعودية دولة ذات سيادة وهي حرة فيما تفعل، تسالم من تسالم وتعادي من تعادي، وهذا شأنها وتمتد بأفق هذه العلاقات إلى أوسع مدى، لكن يبقى شيء مهم، ويتعلق التزاماتها في اليمن.

وأضاف: الوضع القائم في اليمن، والدور السعودي منذ بداية الحرب يعني ماذا عنه؟ وماذا عن السيطرة السعودية الحالية على بعض الموانئ والمطارات والمنافذ اليمنية؟ وماذا عن السيطرة على المناطق العسكرية والتحكم في كثير من الأمور؟ هل يمكن للمملكة العربية السعودية أن تتصالح مع إيران وبالتالي مع الحوثي فيما تظل كاتمة على أنفاس الدولة الشرعية؟

وتابع: الدولة الشرعية لا تستطيع أن تدير مطار سيئون ولا مطار عدن ولا ميناء الضبة ولا ميناء المخا ولا ميناء شبوة ولا ميناء المكلا، وكل هذه الموانئ ما زالت تحت سيطرة التحالف.

وأردف: منذ يومين مع الأسف الشديد قتل اثنين ضباط من الجيش العربي السعودي الشقيق في معسكر بسيئون على يد أحد منتسبي الجيش اليمني، وهذه إشارة واضحة إلى أن المملكة العربية السعودية ما زالت تهيمن وتسيطر على الجيش الوطني وعلى المناطق العسكرية حتى على مستوى الانفاق.

وزاد: إعادة التموضع في المنطقة الغربية بالحديدة، بتوجيهات من التحالف وإعادة التموضع من نهم إلى مأرب، كل هذه الأمور تحت إشراف السعودية.

وقال: على السعودية أن ترفع يدها عن اليمن وتطلق السلطة الشرعية وتمنع التدخل في عدن وتتيح الفرصة للدولة أن تستقر وتتيح الفرصة للجيش وللدولة الشرعية أن تصدر النفط وتدير الموانئ وتستفيد من مواردها.

وأضاف: إعطاء فرصة للدولة الشرعية وتعمل ما تشاء هي حرة، وهذه بلدها ودولتها وسياستها تصالح من تصالح، لكن هي للأسف تريد أن ترفع يدها عن اليمن وعن الحرب وتتصالح مع إيران وربما مع الحوثي فيما هي ما زالت تكتم على أنفاس الدولة الشرعية هذا شيء غير منطقي.

معركة عميقة

يقول الصحفي عبدالعزيز المجيدي، في الواقع كانت العلاقات الإيرانية السعودية متوترة طوال الفترة التي عقبت سيطرة الثورة الإسلامية على إيران.

وأضاف:  شاهدنا هذه العلاقة المتوترة على مسرح بعض الأماكن المقدسة وتقريبا كان الحج هو الموسم الذي يعكس حجم التوتر بين الدولتين.

وتابع: في الواقع التي المعركة التي حصلت البلدين وكانت عميقة هي مسألة الحرب التي جرت في اليمن وأدت إلى قطيعة في العلاقات في عام 2016 وترتب على ذلك أننا شاهدنا مرحلتين من العلاقات بين البلدين تغيرت بشكل جذري في المرحلة الأولى قطعت المملكة العربية السعودية علاقتها بإيران بشكل كامل وصعدت خطابها تجاه إيران وكان محمد بن سلمان احيانا يذهب إلى الحديث عن أنها ستكون هناك حرب في طهران.

وأردف: يبدو أن هذه الحرب وتداعياتها والطريقة التي جاءت بها المملكة العربية سواء على المستوى الداخلي أو في علاقتها الخارجية أدت إلى خيبة أمل بصورة ما وعكست من خلال حالة الاضطراب في الاستراتيجية السعودية في مقاربة الملف اليمني.

وزاد: المملكة العربية السعودية ربما بعد الضربات التي تلقتها في مناطق حيوية واستراتيجية وفي أرامكو وغيرها سواء كانت الميليشيات عراقية او الذين زعموا بانهم استهدفوا هذه المناطق الاستراتيجية وجدت نفسها مكشوفة ربما من الحماية الأمريكية فبدأت بالتفكير من الخروج من هذا المأزق بطريقه تجعلها تعيد النظر بشكل جذري في علاقتها مع إيران.

تقارير

هل قرر المجتمع الدولي إنهاء مرحلة حكم المليشيات التي فرضتها إيران في المنطقة؟

انقضى العام الأخير من العقد الذي شهد اليمن فيه واحدة من أكثر المراحل التاريخية انحطاطا ودونية، عقد افتقد فيه اليمنيون دولتهم وهيبتها ومؤسساتها، ووقعوا ضحية لمليشيا مسلحة استولت على السلطة، وفرضت واقعا مريرا على مختلف مناطق البلاد.

تقارير

هل غادر الملف اليمني مربع التسوية السياسية نحو التصعيد العسكري؟

وجَّه سفير الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة ما وصفه بالتحذير الأخير للحوثيين لوقف هجماتهم الصاروخية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث قال داني دانون، في تصريحات صحفية، إن الحوثيين يغامرون بمواجهة المصير التعيس نفسه الذي تعرضت له حماس وحزب الله اللبناني، حد قوله.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.