تقارير

بعد 10 سنوات من الحرب.. من يملك مفاتيح القرار الفعلي في الملف اليمني؟

15/05/2025, 11:11:27

خلقت زيارة ترامب للمنطقة موجة من الحلول السريعة لمشاكل عالقة، من الانفتاح على دمشق، وصولًا إلى تفاهمات مع أنقرة والرياض وأبو ظبي، في سياق يعيد رسم خرائط النفوذ بمعايير الربح والخسارة. لكن اللافت أن اليمن لم يكن جزءًا من هذه التفاهمات، ولا حتى بندًا فرعيًا في قائمة الأولويات.

على الجانب الخليجي، أعادت دولتا التحالف، السعودية والإمارات، تعريف مقاربتهما لليمن من منطق “عاصفة الحزم” واستعادة الدولة إلى فلسفة إدارة النزيف وتأمين العمق الجغرافي.

فيما تواصل إيران بدورها الاستثمار في الحوثيين كأداة ردع رخيصة الثمن، أما الأمم المتحدة فقد تحولت من وسيط لحل النزاع إلى إدارة أزمة ممتدة توفر فرص عمل.

قضية هامشية

يقول أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عبد الوهاب العوج، إن القضية اليمنية، واليمن أصبح ملفًا ثانويًا، حتى الرئيس دونالد ترامب لم يذكر اليمن في كلمته أثناء زيارته للمنطقة، إلا حينما أشار للحوثيين بأنه اضطر لقصفهم نتيجة أعمالهم في البحر الأحمر وفي موضوع الممرات المائية.

وأضاف: القضية اليمنية أصبحت هامشية وثانوية، ولم تعد تُقال في الكلمات إلا في كلمة ولي العهد السعودي حينما ذكرها أمام الاجتماع الموسع لقادة دول مجلس التعاون الخليجي مع دونالد ترامب.

وتابع: الملف اليمني يخفت رويدًا رويدًا، وتذهب السعودية بعيدًا عن اليمن، وكأنها وسيط محايد جدًا، ولم يعد يهمها من الأمر شيء.

وأردف: السعودية قامت باتفاقات مع إيران ومع الحوثيين مباشرة، واستخدمت الإخوة في سلطنة عمان لإتمام بعض الصفقات، والحوثيون رضخوا للقصف الأمريكي وأعلنوا عدم استهداف السفن.

وزاد: الشأن اليمني أوكل للقوى الموجودة في الداخل اليمني لتقوم بما يجب أن تقوم به، وهم ينتظرون من سينتصر ومن سيسيطر، وبعد ذلك يتعاملون معنا.

وقال: كلمة ولي العهد السعودي تقول إنه يريد مشروع السلام، ويصف الأطراف بـ”الأطراف اليمنية”، ولم يعد يتحدث بأن هناك طرفًا انقلابيًا عليه قرارات دولية، وأهمها قرار مجلس الأمن 2216.

وأضاف: الحكومة الشرعية تفقد كثيرًا من المقومات وأوراق الضغط التي يمكن أن تستخدمها، وذلك لصالح الميليشيا الحوثية والميليشيا الانفصالية.

الحديث عن الحرب انتهى

يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي: بالنظر إلى الحالة الجارية في المملكة العربية السعودية، والحديث عن اليمن بشكل هامشي، وبعيد تمامًا عن الحديث الذي كان يدور خلال الأيام الماضية عن عملية عسكرية ضد ميليشيا الحوثيين، وهجمات كانت تشنها واشنطن وأعلنت فجأة توقفها، هذا يثير كثيرًا من الأسئلة.

وأضاف: أنا باعتقادي أن الحديث عن الحرب في اليمن ربما قد يكون انتهى، على اعتبار أن هذه المشاريع التي وقعتها المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الولايات المتحدة، وهي مشاريع اقتصادية بدرجة أساسية، معيارها الأساسي أنها تحتاج إلى درجة عالية من الأمان ومن السلام، وهذا السلام لن يُؤتى إلا بتفاهمات مع ميليشيا الحوثيين.

وتابع: ربما المملكة العربية السعودية عادت خلال الأيام الأخيرة لاستئناف الحديث عن خارطة الطريق التي أعلنت عنها الأمم المتحدة نهاية عام 2023، والتي كانت الرياض منخرطة تمامًا فيها مع الحوثيين، بمعزل عن الحكومة الشرعية.

وأردف: صحيح أنه ما يزال هناك تحشيد عسكري واسع في الداخل اليمني، على اعتبار أنه خلال الأيام الأخيرة كان هناك تدفق للسلاح، سواء في الساحل الغربي أو في مأرب أو في المناطق الجنوبية، لكن هذا لا يعطي بالضرورة أي إشارة إلى أنه يمكن أن تكون هناك معركة عسكرية.

وزاد: بالنظر إلى التطورات الأخيرة، والحديث عن السلام، وعن عملية سياسية للتوصل إلى حل في اليمن، ربما هذا يستبعد أي عملية عسكرية، خصوصًا أن الولايات المتحدة أعلنت فجأة تمامًا توقف عمليتها العسكرية، على اعتبار أنها توصلت إلى اتفاق مع ميليشيا الحوثيين، والطرف الذي ما يزال يشن عمليات عسكرية هو إسرائيل.

وقال: أعتقد أنه من الصعب جدًا على الحكومة اليمنية أن تتحالف أو يكون هناك تنسيق عسكري مشترك بينها وبين تل أبيب لمواجهة الحوثيين، لأن هذا سيضر بها بشكل أساسي، على اعتبار أنه لا يمكن على الإطلاق أن تتحالف الحكومة اليمنية مع إسرائيل، مهما كان سوء الحوثيين، أو مهما كانت المعركة لها أهداف مشروعة وما إلى ذلك.

وأضاف: ذهاب واشنطن إلى تفاهمات مع الحوثيين ربما يقلل من مسألة العملية العسكرية والذهاب إلى هجوم عسكري ضد الحوثيين.

الأكثر نقاشًا

يقول الكاتب والصحفي عادل الأحمدي: هناك نقطة هامة جدًا، قد ربما الليلة الماضية، الأجواء وحضور الملف السوري أثّرا قليلًا على الصورة، لكن إذا نظرنا اليوم لمخرجات القمة الأمريكية الخليجية، لوجدنا أن اليمن احتل في كلمة رئيس القمة، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المركز الثاني بعد فلسطين.

وأضاف: تصويب محمد بن سلمان على كلمة أمير الكويت كان تصويبًا عميق الدلالة، يدل على أن المملكة “فاتحين عيونهم” بشكل كبير وجيد فيما يتعلق بالشأن اليمني، ولا يسمحون بالتهاون في شرعية وشخصية الدولة اليمنية ومركزها القانوني، ولو حتى لفظيًا، ولا يسمحون بمساحة للميليشيا وشرعنتها، ولو حتى لفظيًا.

وتابع: في تقديري أن ملف اليمن، وإن كان الأقل حضورًا أو ذكرًا في الخطابات المُعلنة، لكنه بالتأكيد كان الأكثر نقاشًا في اللقاءات المغلقة، ويبدو أن هناك تطابقًا في الرؤية بين الحكومة اليمنية وحكومتي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

تقارير

احتراف التسول.. ظاهرة متفاقمة وأسباب متعددة

في مشهدٍ يتكرر يوميًا في شوارع مدينة تعز، تتعالى أصوات بعض النساء، وهن يصرخن ويستنجدن بالمارّة، بينما يجلس أطفال صغار على بطانيات مهترئة مفروشة على الأرصفة، بأجساد هزيلة وملابس ممزّقة، في محاولةٍ صارخة لاستدرار العطف.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.