تقارير
ما دلالات تغييب الملف اليمني في القمة الخليجية - الأمريكية؟
في القمة الخليجية - الأمريكية، لم يكن الملف اليمني حاضرا كقضية رئيسية، بل ورد بشكل مقتضب في كلمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي جدد التأكيد فيها على أن الحل السياسي هو الخيار الأنسب، رغم أن انقلاب مليشيا الحوثي، وإشعال فتيل الحرب في اليمن، تجاوزا عقدا من الزمن، ولا تزال ملامح الحل غائبة.
- الملف الاقتصادي غطّى القمة
يقول الصحفي والكاتب في القضايا السياسية (من مسقط) عوض باقوير: "إن الملف الذي برز بشكل قوي إعلاميا في القمة الخليجية - الأمريكية، غطّى على كل الملفات، خصوصا الملف الاقتصادي أو الاستثماري، والجميع يعرف أن الرئيس الامريكي جاء لعقد صفقات، وكثير من الاستثمارات مع السعودية وقطر، وغدا الإمارات".
وأضاف: "لكن فيما يتعلق بالملف اليمني أو الملف الإيران هناك إشارات من خلال بعض رسائل الوفود، على سبيل المثال رئيس وفد سلطنة عُمان، أسعد بن طارق، تحدث عن أهمية إيجاد حل شامل للأزمة في اليمن، وهذا مؤشر على أن سلطنة عُمان تولي هذا الملف اهتماما خاصا".
وتابع: "بدون حل الملف اليمني أعتقد أن الوضع في المنطقة لن يستقر، وبالتالي أعتقد أن الاستثمارات والصفقات الاستثمارية، بين أمريكا والدول الخليجية التي زارها ترامب، ربما كانت هي الطاغية على بقية الملفات، حتى قضية الملف النووي الإيراني، جاء بشكل عابر".
وأردف: "الملف الاقتصادي أعتقد هو الذي طغى على القمة بشكل خاص".
وزاد: "الملف اليمني من الملفات المهمة جدا، التي لها علاقة كبيرة بالوضع والاستقرار، في المنطقة، وهناك جهود عُمانية، وهناك لقاء حصل بين الحكومة الشرعية والمسؤولين في سلطانة عُمان مؤخرا حول قضية خارطة طريق للسلام، وإن شاء الله يتوافق اليمنيين والفرقاء؛ لأنه كما نعلم بأن أصحاب المصلحة هم اليمنيون".
- شأن سعودي
يقول الصحفي عبدالعزيز المجيدي: "أعتقد أن حضور الملف اليمني حاز على المكان الذي وضع فيه، ولطالما كان الملف اليمني ملفا خليجيا - سعوديا، بالدرجة الأولى، وبالتالي رأت السعودية أنه لا يحتاج إلى تدخلات كبرى من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف: "الملف اليمني شأن تديره المملكة العربية السعودية، وحلفاؤها، وهذه الطريقة التي تساعدها على مقاربة مصالحها من زاوية أو أخرى، وبالتالي هي دائما ما كانت تتحدث بالنيابة عن اليمنيين".
وتابع: "الملف لم يكن حاضرا بقوة في القمة الخليجية - الأمريكية، في السعودية، لاعتبارات تتعلق بأن رؤية السعودية، مقارنة بالملف اليمني، طالما كانت دائما تتحرك وفقا لأجندتها الخاصة، وأيضا مقاربتها لهذا الملف، بالنظر إلى أولويات مصالحها، وبالتالي لم تشعر بضغط يجعلها تسوِّق هذا الملف، أو تطرحه على القمة، باعتبار أنها هي المعنية بهذا الملف، وهي من تديره، وهي من تقرر بشأنه، سواء سلما أو حربا".
وأردف: "منذ أن تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، تصرفت السعودية، ونسبيا الإمارات، باعتبارهما هما صاحبا الشأن في الملف اليمني".
وزاد: "إذا عُدنا إلى ما بعد إعلان الهدنة، كانت هناك مفاوضات سعودية - حوثية - إيرانية بصورة من الصور، أو عبر قنوات مسقط، لم يكن فيها الجانب اليمني الحكومي ظاهرا، وبالتالي كانت دائما السعودية هي من تقرر، ثم بعد ذلك تفرض على السلطة الشرعية أن تتصرف بالطريقة التي شاهدناها".
وقال: "الأمر بالتأكيد لا يجب أن يكون مكرسا للوم السعودية باعتبارها هي التي تقرر، فالمشكلة تتعلق بالفاعلين الداخليين، الذين سلموا قرارهم للخارج، وصار الخارج هو الذي يقرر متى تكون هذه القضية مهمة، وما تكون غير مهمة".
وأضاف: "السعوديون عندما اهتموا بالملف السوري بالتأكيد كانت دوافع السعودية حاضرة بصورة كبيرة، باعتبار أن السعودية تريد أن تتدارك ما فاتها في المشهد السوري، على اعتبار أنها كانت قد قامت بتطبيع علاقاتها مع بشار الأسد، وبدأت الاستثمار فيه، ولاحقا عندما تمكنت قوى الثورة من السيطرة على دمشق، والإطاحة ببشار الأسد، سارعت الخطى باتجاه كسب الطرف القادم، ومحاولة الحصول على موضع قدم في تلك المناطق، وهذا من حقها بالتأكيد".
وتابع: "لكن هذه الدوافع غير موجودة في اليمن؛ لاعتبارات تتعلق بأن السعودية تشعر بأنها مسيطرة على الملف اليمني، وبالتالي لا ترى حاجه لمناقشة مثل هذا مع الدول الكبرى".