تقارير
"بيئة ملغومة".. آثار مدمرة لقمع السلطة الوحيدة الباقية في اليمن
14 صحفيا يعانون أوضاعا صعبة خلف القضبان ويواجهون تعاملا قاسيا ويحرمون من حق التطبيب والزيارة والمحاكمة العادلة.
في السياق، رصدت نقابة الصحفيين اليمنيين 30 حالة انتهاك للحريات الإعلامية، خلال الربع الثالث من العام الجاري، وتستحوذ مليشيا الحوثي على 70% من هذه الانتهاكات، و30% الحكومة بمختلف مكوّناتها.
وحذّرت النقابة من استمرار انتهاك حرية الصحافة، وما يتعرَّض له الصحفيون من قمع وتعذيب وترهيب، وإخفاء قسري وتهجير، مطالبة بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين لدى مختلف الأطراف دون قيد أو شرط، وإيقاف استخدام القضاء لمعاقبتهم وترويعهم، وإسقاط كافة قرارات الإعدام.
- بيئة خطيرة
يقول الصحفي والمدافع عن حقوق الإنسان، عصام بالغيث: "الصحفي في اليمن يعيش في بيئة خطيرة جدا، هناك حرب اندلعت بسبب الانقلاب الحوثي، الذي شكّل نقطة تحول في حياة اليمنيين بشكل عام، وحياة الصحفيين بشكل خاص، حيث وجهت هذه الجماعة بندقيتها وعناصرها بشكل مباشر إلى صدور الصحفيين".
وأضاف: "كانت عمليات التجريف الأولى في العاصمة صنعاء للقنوات والمؤسسات، سواء المحلية أو الدولية والوكالات، وكذلك الصحف، وعلى رأسها الإعلام الرسمي".
وتابع: "تم تجريف كل الحياة والبيئة الصحفية والإعلامية بسبب أن الجماعة تحرص على أن لا تنتقل الصورة الحقيقية إلى العالم، وأن الصحفي سيكون عين الإنسانية في اليمن لنقل الوضع الإنساني السيئ والانتهاكات التي مورست وتمارس إلى اليوم، من العام 2014 وحتى اللحظة، بحق كل شرائح اليمن".
وأردف: "الصحفي كذلك في المناطق الأخرى يعتبر هدفا لكن ليس بالصورة التي يمكن أن نقارنها بمناطق الحوثي، وإن كان كل ما يستهدفه الحوثي هو عمل مدان، ونحن كصحفيين ومدافعين عن حقوق الصحافة بشكل خاص والحقوق بشكل عام".
وطالب أن يكون هناك ميثاق شرف تلتزم به كافة الأطراف في اليمن، بحيث تؤمّن للصحفي بيئة مواتية وملائمة يستطيع من خلالها التنقّل بين أجزاء الجمهورية اليمنية لنقل الحقائق.
وأشار إلى أن "الصحفي هو دائما ما ينحاز إلى القضايا الإنسانية، فيجب على السلطة في أي منطقة أن توفّر له الأجواء، وتحاول أن تساعده، لكن -للأسف- نجد الآن في اليمن يحصل خلاف ذلك".
- الصحافة ليست جريمة
يقول رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام، حسين الصوفي: "الصحافة ليست جريمة، وإنما هذا هو الحال الآن في اليمن، حيث تتعدد الانتهاكات بحق الصحفي، في ظل انهيار السلطات بعد إسقاط الدولة، وإسقاط المؤسسات في صنعاء".
وأضاف: "اليمن تعيش حربا مفتوحة على كل الأصعدة، وبالتالي كل السلطات الآن شبه معطلة، في صنعاء لم يعد هناك أي صوت على الإطلاق، لم يعد هناك أي صوت معارض، ولم تعد هناك صحافة".
وتابع: "كل المؤسسات الصحفية، التي في صنعاء، تم تحويلها إلى أبواق تتحدث بما تريده عصابة الحوثي فقط، يعني لا يوجد هناك صحافة".
وأردف: "في المناطق الشرعية كل المؤسسات تتهاوى وتتهالك، وبالتالي الصوت الأعلى هو صوت الصحافة، والصوت القريب من الناس هو صوت الصحافة".
وزاد: "في اليمن الصحافة أصبحت هي السلطة الوحيدة؛ لأن بقية السلطات لم تعد في الخدمة، ولم تعد تقدم أي خدمات، وإنما تحولت إلى عبء على الناس، وأصبح الانتقاد لها أو الحديث عن الأوضاع المتدهورة هو انتقاد مباشر بالضرورة لهؤلاء الذين يتصدرون المشهد العام، فتحوّلت إلى محاولة تكميم أصوات الصحفيين، ومضايقة الصحافة".