تقارير
تمديد الهدنة.. فرص وتحديات الحكومة
بحث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مع وزير الخارجية الأمريكي "انتوني بلينكن" المستجدات المحلية والجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام لتمديد الهدنة، وأكد العليمي خلالها التزام مجلس القيادة بنهج السلام العادل والشامل وفقا للمرجعيات الوطنية والدولية.
من جهتها اشترطت مليشيات الحوثي، وقف عمليات التحالف السعودي الإماراتي، والفتح الكلي والفوري لمطار صنعاء وميناء الحديدة، وصرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها للقبول بتمديد الهدنة، فما هي فرص تمديد الهدنة بين الحكومة ومليشيا الحوثي؟ وما هي خيارات الحكومة في حال فشلت خيارات التمديد؟
مصالح دولية
في هذا السياق يقول الباحث في العلاقات الدولية، عادل المسني، إن الهدنة كما يعلم الجميع بأنها تخص المجتمع الدولي والإقليمي، شأن خارجي بامتياز ولا علاقة لها بما يجري في الداخل اليمني، ولا بمصالح الشعب اليمني واحتياجاته.
وأكد بأن الضغوط الأمريكية، والدولية ستنجح في تمديد الهدنة، خاصة وأن أزمة الطاقة في أوروبا وصلت ذروتها، مشيرًا إلى أن هناك ضغوطات شديدة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: بالتوازي مع الجهود الدولية للحفاظ على إمدادات الطاقة، هناك جهود أيضا لحلحلة الأزمة في اليمن إلى أن تتمكن هذه الدول من التغلب على أزمة الطاقة في أوروبا، وبالتالي هناك مسار واضح لهذه الدول، وهو تمديد الهدن من أجل مصالحها، وليس لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن.
وأردف: بلا شك أن المستفيد من هذه الهدنة هو الطرف الذي يستطيع أن يزعج هذه الدول، من خلال استهداف مصادر الطاقة في المملكة العربية السعودية والإمارات، لذلك الجهود ستدفع لإرضاء الحوثي.
وفيما يتعلق بالأطراف الأخرى قال المسني، إن الأطراف ليست موحدة وهي تخوض اليوم معركة البقاء فيما يخص التعيينات الوزارية، ومن ثم انشغالها بتطبيع الأوضاع إضافة إلى الانقسام الحاد، والتوترات والمشكلات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والأمنية أو فيما يتعلق بدمج القوات والتشكيلات العسكرية والأمنية تحت مؤسستي الدفاع والداخلية.
وأشار إلى أن هناك تحديات كبيرة يواجهها المجلس الرئاسي واشكالات يعاني منها، بينما المليشيات الحوثية تعرف ما تريد وهي اليوم ترفع من سقف شروطها على المجتمع الدولي.
ولفت في حديثه إلى الهدن السابقة للنظر كيف استطاعت مليشيا الحوثي أن تفرض شروطها على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وهي اليوم ترفع من سقف هذه الشروط، وفي النهاية المجتمع الدولي سيستجيب لها لأنها موحدة وإيران تدعمها في هذا السياق، إضافة إلى أن المجتمع الدولي بحاجتها اليوم.
من جهته يقول الصحفي أحمد عايض، علينا أن ندرك بأن الراعي الأول والضاغط الأول لتمرير هذه الهدنة في اليمن هي الولايات المتحدة الأمريكية، فهي تضغط على الشرعية والتحالف، بهدف إيجاد بدائل للطاقة.
وأضاف: أمريكا وحلفاءها لن يستطيعوا لي ذراع روسيا إلا عند إيجاد بدائل للطاقة وترى أن الخليج واليمن هي المحور الأول لتغطية هذا العجز.
بنود الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة لم توافق المليشيات الحوثية.
اتخاذ موقف
في هذا السياق يقول المحلل السياسي، عبدالهادي العزعزي، المسألة يجب أن تدرك من قبل التحالف والشرعية، بأن العلاقات مع الغرب يجب أن تعاد هيكلتها وعلى الشرعية أن تتخذ مواقفا أكثر تصلبا فيما يخص موقفها من فتح طرقات تعز.
من جهته يرى المسني، بأن المجتمع الدولي له أدوات وله القدرة على التأثير على المليشيات لكن في نهاية المطاف لن يرغم الحوثيين بالقبول بشروط ما، ولكن بالعكس هو يبحث هذه الشروط ويبحث عن كيفية معالجتها والتعامل معها هو لا يهمه فتح المطار أو الميناء بقدر ما تهمه استمرار الهدنة لاسيما في هذا التوقيت الحرج.