تقارير

في ظل الهدنة الإنسانية.. هل شاهد العالم حجم الدمار في غزة؟

29/11/2023, 11:20:18

"راحت غزة".. جملة اختزلت الكثير من مشاهد الدَّمار، قالها صحفي فلسطيني، وهو يصوّر بعدسة هاتفه فيديو لحجم المأساة والخراب، الذي حل بقطاع غزة، بعد أيام طويلة من القصف الهمجي، الذي نفّذته قوات الاحتلال الإسرائيلي.

خلال أيام الهدنة، تسنَّى للمدنيين الخروج والحركة، والتجوّل بين المنازل المدمّرة من أجل الوصول للأسواق، أو محاولة التزوّد منها، لتتضح الصورة، وتكشف حجم الدّمار الهائل، الذي قضى على مدينة بأكملها، بمنازلها ومدارسها ومشافيها، وبنى تحتية؛ جميعها تحوّلت إلى أكوام من الخراب وأحياء تفوح منها رائحة الموت، وأسر بأكملها أُبيدت تحت الأنقاض..

- انكشاف الحقيقة

يقول مدير عام تنسيقية مقاومة الصهيونية والتطبيع، أنس إبراهيم: "إن الهدنة، منذ البداية، وهي تمثل انتصارا للمقاومة، وقد تكون المقاومة بحاجة لها لترتيب صفوفها، ولعودة النازحين إلى منازلهم، لكنها في الحقيقة جاءت بشروط المقاومة، وتحت ضغط شعبي داخل الكيان الصهيوني".

وأضاف: "خلال هذه الهدنة كشفت قصصت صعبة للشعب الفلسطيني، حيث وجدنا تحللا للجثث، وأكثر من 5 آلاف شهيد تحت الانقاض، كان يظن أهلهم أنهم مفقودون، وبعض الأطفال عثر عليهم بمشاهد مؤلمة وصعبة".

وتابع: "الناس في غزة أخذوا نفسا لتكتشف حجم المأساة الكبيرة، التي هم فيها، لكنها في المقابل أظهرت صمودا كبيرا، وهناك مئات الآلاف عادوا إلى منازلهم، على الرغم من أن بعض البيوت لا يوجد فيها غير الأعمدة، ووضع الناس البطانيات والخيام داخلها حتى يقعدوا في منازلهم".

وأردف: "شاهدنا بعض الأسر، وهي تعيش في منازلها بين الركام، ويأكلون من المعلبات، ويقولون لن نترك منازلنا وأرضنا، ولن نهاجر أو نغادر بلدنا".

وزاد: "في بداية المعركة كان هناك انحياز واضح للإعلام، خصوصا الإعلام الغربي، الذي كان يغض الطرف عما يقوم به الكيان الصهيوني في الشعب الفلسطيني، وكان يسلط الضوء على ردة فعل المقاومة، وكان يرى أن 7 أكتوبر عمل إرهابي، لكن بعد جريمة مستشفى المعمداني، كان هناك انقلاب في الرأي العام، استطاع المشاهد أن يعرف الحقيقة، وقوبلت القضية الفلسطينية بتعاطف كبير، لا سيما من مدن كبرى غربية، ودول داعمة للكيان الصهيوني، وخسر الكيان معركته الإعلامية".

وقال: "هناك أكثر من 200 مستشفى تم تدميره، وأكثر من 200 مسجد تم تدميره، وأكثر من 10 كنائس تم استهدافها، وكذلك المدارس، والبلديات، حيث نتحدث عن حاجة غزة لأكثر من 11 مليار دولار إاسعادة عافيتها".

وأضاف: "هناك أكثر من 50 عائلة مُحيت من السجل المدني، ومئات العائلات فقدت أكثر من 10 أشخاص شهداء، ومع عودة الكهرباء والإنترنت، أعطت فرصة للصحفيين بشكل كبير  لنقل هذه المأساة للعالم بشكل واضح، ويكشف جرائم الاحتلال، ومدى صمود الشعب الفلسطيني".

وتابع: "صمود الشعب الفلسطيني أمام العالم أدى إلى التفات الكثيرين من شعوب العالم إلى الدين الإسلامي، والقضية الفلسطينية، والبحث عنهما، ووجدوا حقيقة الصمود الفلسطيني، منذ 1917م، بثوراته الفلسطينية، وبصمود شعبه الذي هجّر".

وأشار إلى أن "البعض كان يتساءل لماذا هاجر الفلسطينيون، في 1948م، و1967م، لأنهم لم يكونوا يتوقعون حجم العدوان والعنف، الذي تمارسه قوات الاحتلال، لكن نحن الآن في العام 2023م، الكاميرات مسلطة، والإعلام موجود، وظهر حجم العدوان، والعنف والمذابح".

- فرصة تكوين المفاهيم

تقول الباحثة في القانون الدولي والسياسات، الناشطة الحقوقية فاطمة السياغي: "إن المجازر المرتكبة في غزة هي جرائم حرب، وترقى إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وكل تعريفات القانون الدولي تنطبق على الحالة، التي تمر بها غزة، بل وأسوأ من ذلك".

وأضافت: "ما يجري في غزة هي عملية تدمير وإفناء، وإسرائيل كدولة فصل عنصري تمارس الاضطهاد، هي متعددة الأوجه في القمع والانتهاك، وتمارس جرائم الحرب والفصل العنصر والتطهير العرقي، وتقوم بعمليات اعتقال قسرية، وتعذيب في السجون".

وتابعت: "إسرائيل تحاول القضاء على الوجود الفلسطيني، ومن يرى أن ما حدث في السابع من أكتوبر، هو بداية الأزمة، هذا أمر كاذب ومضلل؛ لأن ما حدث في السابع من أكتوبر لم يكن بداية الأزمة، فالفلسطيني الذي يعيش في الداخل على مستوى الحقوق والواجبات، وعلى مستوى الأجور لا يمنح الفلسطيني أجرا متساويا مع الآخر".

وأردفت: "إذا هناك حق للدفاع عن النفس فهو من حق الفلسطينيين، وليس للاحتلال الإسرائيلي، وإذا كان هناك فعلا تعريف للإرهاب فهو ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين".

وزادت: "ما حدث في غزة أعطى فرصة لإعادة تكوين المفاهيم، ويجب أن ندفع نحو تجريم إسرائيل، حتى وإن كان ذلك غير ممكن حاليا، لكن من كان يتوقع هذا الصدى الكبير للقضية الفلسطينية في دول الغرب، وأول شيء يجب أن يسقط هو أن الإجرام الإسرائيلي الحاصل هو دفاع النفس".

تقارير

كيف تسببت الضربات الجوية في مفاقمة الأزمة الاقتصادية في اليمن؟

مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، وقف ضرباتها في اليمن، واستمرار تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة غاراته، تواجه مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي نقصًا حادًا في الوقود، والمواد الغذائية، خاصة أن الدمار طال مرافق حيوية وكبّد البلاد خسائر تُقدّر بمليارات الدولارات.

تقارير

في ظل سيطرة ميليشيا الحوثي.. هل تعود الطبقية والسلالة لتتحكم بمصائر الأفراد في اليمن؟

تمثّل الوثائق القبلية المُعلنة مؤخرًا حلقةً خطيرة في مشروع أوسع يسعى إلى إعادة تشكيل المجتمع اليمني على أسس ما قبل الجمهورية، إذ ترسخ جرائم عنصرية مكتملة الأركان، وتُشرعن الإقصاء الطبقي تحت لافتة الانتماء القبلي.

تقارير

كابوس قديم.. كيف أعادت الغارات الجوية شبح أزمة الوقود إلى مناطق سيطرة الحوثيين؟

لا تبدو الصباحات عادية في صنعاء، إذ تمتد الطوابير أمام محطات البنزين لعشرات الأمتار، بينما ارتفعت أسعار المشتقات في السوق السوداء بمناطق سيطرة الحوثيين إلى أرقام قياسية خلال أيام، في مشهد أعاد إلى الأذهان بدايات الحرب وشبح أزمة الوقود، بعد أن ظنّ البعض أن زمن الأزمات المتواصلة قد ولّى، أو على الأقل دخل في “هدنة مؤقتة”.

تقارير

العالقون في الأردن.. من يتحمل مسؤولية استمرار معاناتهم؟

لا يزال نحو 80 مواطنا يمنيا عالقين في العاصمة الأردنية عمَّان، في انتظار عودتهم إلى الوطن، حيث ذكرت القنصلية اليمنية في عمّان أنه من المقرر نقل 35 مسافرًا، ليلة أمس الجمعة، ضمن رحلة لطيران اليمنية إلى العاصمة المصرية القاهرة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.