تقارير

كيف تحول السياسيون والأكاديميون إلى بيادق بيد مسلحي مليشيا الحوثي؟

14/05/2024, 12:40:43

من عاصمة للثقافة العربية،  عام ألفين وأربعة، إلى سجن كبير لليمنيين وانتمائهم الوطني، بل ويُعمل على تحويلهم إلى ترسانة حرب وذخيرة قتال مستمرة لمليشيا الحوثي.

هذه المليشيا هي بذاتها من تدّعي مناصرة غزة، وتبكي أهاليها، بينما تقتل اليمنيين بدم بارد، وتحشد الصغير قبل الكبير في حرب مزعومة من أجل تحرير القدس، كما تدّعي، فيما هي في حقيقتها موجَّهة لقتال إخوتهم اليمنيين.

مصادر أكاديمية في جامعة صنعاء أكدت أن مليشيا الحوثي فتحت معسكرا لتجنيد المدرسين والأكاديميين في الجامعة، بينما نشر أحد الأكاديميين هناك، وهو دكتور في الجامعة، عن ضرورة تجنيد الأكاديميين كعناصر للقتال لدى الحوثي.

منشورات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب عمداء الكليات، ورؤساء الأقسام العلمية، بترشيح أكاديميين للانضمام إلى ما يسمونه "التعبئة العامة"؛ باعتبارهم عناصر عسكرية جديدة فيها.

- إما جنود أو أعداء

يقول الكاتب والباحث، زيد جابر: "إن كلمة الدولة بإطلاقها على مشروع الحوثي هي كبيرة، كما يفهمها الناس، الحوثي لا يرى في الناس -من هم تحت سيطرته- مهما كانت مراتبهم ومهما كانت مؤهلاتهم ومهما كانت قيمهم سوى إما أن يكونوا جنودا يعملون لصالح مشروعه، وإما أن يكونوا أعداء".

وأضاف: "من يسمونه القائد العلم عليه أن يحدد المسير، وأن يطلب، وأن يفرض ما يريد، وعلى الناس أن يعملوا بتوجيهاته، وأن يعملوا لهذا المشروع".
وتابع: "المليشيا تحشد الشخصيات الكبيرة للمشاريع، أو للتعبئة العامة، وهي رسالة لبقية المجتمع أن هذا مشروع  يشتغل لكل الناس، وأنه ليس هناك من هو خارج التجنيد والتعبئة، إلا إذا كان عدوا أو عميلا للعدوان، أو داعشيا، أو غيرها من الأسماء والمسميات، التي تطلقها على هؤلاء".

وأردف: "الناس ربما كل يوم يتفاجأوا أكثر، لكن من يعرف مليشيا الحوثي، ومشروعها ونموذجها التاريخي والإيماني، لا يستغرب أبدا، فهي لا ترى في الناس قيمة".

وزاد: "مسألة الشراكة، التي تدعيها المليشيا في حكومتها، هي أكذوبة ظهرت أمام الناس، وهذا التحشيد الكامل هدفه داخلي، وهو يستغل الأحداث الخارجية ويستغل قضية فلسطين، قضية غزة، وتحت هذا المسمى يحشد الناس جميعا، وبطريقة مهينة".

وقال: "جميع القيادات، في الحركة الحوثية، جهلاء يؤمنون بهذه الأساطير والخرافات، والاستعلاء والاصطفاء الإلهي، وكل هذا الجنون الذي يقومون به، ولذلك لا تنظر إلى من أمامها ولا تضع قيمة لأحد، وكل يوم تثبت حقيقة مشروعها للذي كان مخدوعا، أو الذي لم يفهم الواقع حتى اليوم".

- رهائن

يقول الإعلامي والناشط الحقوقي همدان العلي: "بطبيعة الحال، هذه العصابة ترى أنها مطالبة بإبقاء الناس في حالة استنفار، وإشغال دائم، بحيث لا يجدون وقتا من أجل التفكير بما يحدث".

وأضاف: "أنا أتكلم عن الأكاديميين، وحتى السياسيين والشخصيات العامة، أو عامة الناس، أولا قامت هذه المليشيا بتجويعهم، وبعد عملية التجويع تلقي، بين الوقت والآخر، بعض الفتات ليساعدهم على البقاء أحياء".

وتابع: "على سبيل المثال، فإن الأكاديميين يحرمون من مستحقاتهم، ولكن بين الوقت والآخر عليه أن يخرج في مثل هذه الفعاليات والأنشطة التي من خلالها تحقق أكثر من هدف، أولا ترويض الناس وإخضاعهم لهذا المعتقد".

وزاد: "ثانيا إرسال رسالة للمجتمع إذا كانت فئة الأكاديميين خضعت وقامت بتنفيذ مثل هذه الأنشطة، وهذه الاستعراضات، فليس على بقية أفراد المجتمع إلا أن يسيروا على نفس الدرب".

وأردف: "هذه الأنشطة تعزز سيطرة المليشيا بشكل كامل، وتبقي الناس أحياء، لكنهم في حالة طلب دائم للمعونة، وطلب دائم للقمة العيش".

واستطرد: "بطبيعة الحال كل من يعيش في مناطق سيطرة هذه العصابة بمثابة رهائن، ونحن نرى بين الوقت والآخر مصير كل من يرفض الخنوع لهذه العصابة، من المدنيين ومن الناس العاديين، فماذا إذا كان هناك رفض من قبل شخصيات معروفة، سواء كانت سياسية أو مشايخ قبلية أو عسكرية؟".
 
وقال: "هذه الجماعة ترى أو تعرف أن الرفض العلني لأي سياسي يعني سيكون بمثابة شرارة تندلع وتتوسع لتنتهي في نهاية الأمر بالقضاء عليها، ولهذا هي تحرص كل الحرص على أن لا تسمح لأي صوت بالتمرد".

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.