تقارير
كيف يمكن تفسير الصمت الدولي تجاه التهديدات الإسرائيلية بتدمير اليمن؟
توعد وزير دفاع الكيان الصهيوني، بشكل سافر، بتدمير صنعاء والحديدة، كما فعلوا في غزة ولبنان، ومر التهديد دون أي إدانة أو تنديد دولي، وبالمقابل تحاول ميليشيا الحوثي، تقديم نفسها كما لو كانت قوة إقليمية، بمواصلة هجماتها في البحر الأحمر غير آبهة بما قد يدفعه الشعب اليمني من ثمن نتيجة لهذا الجنون.
غير أن التساؤل يتصل بحقيقة الموقف الدولي تجاه التهديدات الإسرائيلية، وكذلك الشرعية ومن ورائها التحالف، وكيف يمكن لعب دور يحول دون المزيد من الدمار الذي سيدفعه اليمنيون ثمنا لمغامرات الميليشيا.
لغة استعلائية
يقول الناشط الحقوقي محمد الأحمدي، إن تهديدات وزير دفاع الكياني الصهيوني، هي لغة استعلائية من المسؤولين الصهاينة في تعاملهم مع الشعوب العربية.
وأضاف: تصريحات المسؤولين الصهاينة قبل أكثر من سنة في بداية العدوان وحرب الإبادة الجماعية في غزة عندما وصف أحد القادة الإسرائيليين، الفلسطينيين بأنهم حيوانات، وشاهدنا في أعقاب ذلك كيف أثار ذلك امتعاض العديد من النشطاء حول العالم، لكنه لم يحرك ضمير المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية.
وتابع: ضمير المجتمع الدولي لإنفاذ على الأقل الإرادة التي يفرضها القانون الدولي لوقف البلطجة الإسرائيلية في قطاع غزة، وما تزال جرائم الإبادة الجماعية مستمرة حتى يومنا هذا.
وأردف: المشاهد التي تنقلها عدسات الكاميرا من غزة وأحياء غزة تدمي القلب وتؤكد مجددا موت الضمير العالمي إزاء هذه الأحداث، والتصريحات اليوم لوزير الدفاع الصهيوني المعين أخيرا بشأن تدمير صنعاء والحديدة كما تم تدمير غزة ولبنان، تأتي في ذات السياق.
وزاد: هناك لغة استعلائية يمارسها الكيان المحتل بحق الشعوب العربية، بشكل فج وهذا يؤكد مرة أخرى، مدى السقوط الأخلاقي والقيمي لدى هذا الكيان المحتل الغاصب، وعدم تقديره للإنسان بحد ذاته، لذا يمارس سلوك البلطجة والإجرام متجردا من كل القيم الإنسانية.
وقال: عندما يهدد المسؤولون الصهاينة بتدمير صنعاء هم يلحقون الضرر باليمن واليمنيين، وليس بالميليشيا الحوثية التي تتخاذل معهم للأسف الشديد في استباحة اليمن، أرضا وإنسانا.
وأضاف الصهاينة وميليشيا الحوثي يتشابهون في عدم الاكتراث للإنسان وحياة الإنسان ومصير الإنسان، ومقدرات البلدان، وشاهدنا في أحداث الحروب الأولى بصعدة كيف دمرت حركة التمرد الحوثية، صعدة وعم الدمار والخراب في البلاد بسببها، وعدم اكتراثها لمعاناة الإنسان في صعدة ثم استمر هذا السلوك طوال مسيرة هذه الميليشيا، ودخولها للمدن.
حسب الضرورة
يقول الكاتب والمحلل السياسي، أمين المشولي، تصريحات الكيان الصهيوني الأخيرة، تعود بنا آخر جملة منها إلى سوريا، لماذا قصف الاسرائيليون السلاح الاستراتيجي لسوريا؟ لسبب وحيد أنهم تفاجأوا من أن الشعب السوري استطاع أن يستعيد الدولة، وأن هذا السلاح لن يصبح ملكا لهذه الميليشيات بل سيصبح ملكا للثورة الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام، والتي رأيناها كيف سيطرت على سوريا خلال 11 يوما.
وأضاف: وإذا ما عدنا إلى اليمن، في هذا التصريح بالتحديد، سنجد أن ميليشيا الحوثي الفرق بينها وبين الصهاينة أن الميليشيا لا تمتلك سلاح الطيران، لكنها فجرت المنازل، ولغمت الطرقات، وسممت الآبار، وفعلت كل الأفاعيل، لكنها لم تستطع ضرب ال المحطات والمطارات، إلا نادرا كما حصل في عدن.
وتابع: إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية ستستهدف حسب الضرورة، إذا تيقنت أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وأن المشروع الوطني قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مقدرات الدولة.
وأردف: إسرائيل ستكمل ما بدأته ميليشيا الحوثي سواء كان في تدمير البنية التحتية أو غيرها، فإسرائيل، اليوم، تتحدث عن مصفوفة من الأهداف في البنية التحتية عن الميناء والاتصالات، ولديها مصفوفة غير ذلك.
تتويجا لأزمة دولية
يقول رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، توفيق الحميدي، إن التصريحات الإسرائيلية التي شاهدناها على اليمن هي ليست جديدة، بل هي تتويج لحالة من الأزمة يعيشها المجتمع الدولي وتعيشها المنظومة الدولية بشكل كامل.
وأضاف: ما حدث في غزة خلال أكثر من عام كامل، والتصريحات كانت واضحة، بالحصار وبالإبادة الجماعية، والتي تتفق مع كافة معايير انتهاك حقوق الإنسان، ومع ذلك رأينا أزمة حقيقية في التعاطي مع مثل هذه الانتهاكات، وربما أن الموقف في فلسطين يتسم بنوع من الوضوح.
وتابع: هنالك احتلال واضح يمارس سياسة ما يمكن تصنيفه بالاحتلال الاستعماري او الاستيطاني أو الإحلال، ومثل هذه الاحتلال يمارس أعلى درجات القسوة والوحشية كما رأيناها في في غزة، ورأينا انقسام واضح، حتى على مستوى المجتمع الدولي.
وأردف: ربما إذا انتقلنا إلى اليمن، البلد للأسف الشديد يعيش حالة من التجاذبات السياسية، فإيران طرف أساسي في الصراع الموجود في المنطقة، وجماعة الحوثي تصنف بصورة واضحة، بأنها أحد أذرع إيران اللاعبة في المنطقة، لذا فإن هذه التصريحات اليوم جاءت تتويجا لأزمة سياسية، متعلقة بالبحر الاحمر، ومصالح الدول.
وزاد: أضيف إلى ذلك أن هذه التصريحات جاءت في لحظه استعلاء وفي حالة تباهي بالنصر، بمعنى أن الإسرائيليين اليوم، يعتبرون أن العالم شاهدهم كيف حيدوا حزب الله، بل دمروه بصورة كبيرة، وكيف وصلوا إلى إيران؟ وكيف غيروا ملامح المنطقة؟