تقارير

"مصيرهم الموت".. مخرجات المراكز الصيفية الحوثية وطبيعة عملها

24/04/2024, 06:58:35

"معظم من يتخرجون من المراكز الصيفية الحوثية مصيرهم الموت"، هذا الاعتراف جاء على لسان القيادي لدى مليشيا الحوثي، قاسم آل حمران، رئيس ما يُسمى ببرنامج الصمود الوطني، أدلى به لمتابعيه والناس، وليس تنكيلا من الخصوم.

الاعتراف أراد به القيادي لدى المليشيا تعظيم أهمية هذه المراكز، غير أنه أظهر حجم الكارثة الحوثية في البلاد، وكيف حولت المليشيا المنقلبة على الدولة الناس والشجر والحجر إلى أدوات حرب، وهي المرة الأولى التي يعترف فيها قيادي حوثي بالكارثة الكبيرة التي تخلّفها المراكز الصيفية، والتي تعد دورات تجنيد وتدريب للأطفال على السلاح وتفخيخ عقولهم، وإرسالهم إلى جبهات القتال.

بحسب مراقبين، فإن خطورة المراكز الصيفية، ومستوى الكارثة التي تخلّفها لتدمير عقول الناشئين، تزداد يوما بعد آخر باستمرار الصراع في اليمن، لا سيما وأن مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين عرضة لخطر الأفكار الحوثية الطائفية، حيث اعتادت المليشيا على تنظيم المراكز كل عام، وتقود حملات مكثفة لإقناع أولياء الأمور، وإجبارهم على إلحاق أبنائهم في هذه الدورات.

- معسكرات تدريبية

يقول مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة، فهمي الزبيري: "إن مليشيا الحوثي تدشن كل عام ما يسمى بالمراكز الصيفية، وهي في حقيقة الأمر معسكرات تدريبية عسكرية ترتكب من خلالها مجازر جماعية بحق الأطفال في اليمن".

وأضاف: "مليشيا الحوثي تحاول صناعة أرقام كبيرة من خلال الإعلان عن أعداد الملتحقين بهذه المراكز، حيث أعلنت، العام الماضي، أن أكثر من مليون طالب التحقوا بها، وهي أكذوبة وتضليل للرأي العام، حيث لم يلتحق بها سوى أعداد قليلة، وهناك عزوف كبير من قِبل المواطنين في مناطق سيطرة المليشيا".
 
وتابع: "الخطورة تبقى قائمة، حتى وإن كان عدد من التحقوا بالمراكز 500 طالب، فهؤلاء يشكلون خطرا كبيرا، وهم عبارة عن ألغام مفخخة، أمام اليمنيين".
 
وأردف: "هناك وعي كبير من قِبل المجتمع بخطورة هذه المليشيا، التي تعتقد أننا ما نزال نعيش في زمن الإمامة، حيث كان المواطن يعتمد فقط على الراديو، وما يصدر إليه من الإمام وأتباعه، بينما نحن نعيش، اليوم، في عصر التكنلوجيا، أمام وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، الناس ينظرون ويشاهدون الجرائم والانتهاكات التي تمارسها هذه المليشيا".
 
وزاد: "مليشيا الحوثي لا تلتفت إلى الأطفال الضحايا، الذين تقوم بإرسالهم إلى الجبهات، ولا تكترث لهم، وترتكب مجازر ومحارق بحقهم، لا سيما وأن أكثر من 60% ممن يشاركون في القتال مع المليشيا بالجبهات هم أطفال ما دون الخامسة عشر، يتم استدراجهم في عدة طرق من بينها المراكز الصيفية".

وقال: "يتم تعبئة الأطفال في المراكز الحوثي بالأفكار الطائفية والخرافات، وأفكار العنف والقتل، والكثير من الأطفال خرجوا وقتلوا أقاربهم، آباءهم وأمهاتهم".

- معسكرات للموت

المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة، عبدالرحمن برمان: "المراكز الصيفية الحوثية هي معسكرات للموت، والقانون الدولي، وهناك اتفاقيات حقوق الطفل والاتفاقيات الدولية، كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين، جميع هذه القوانين والاتفاقيات تجرّم المساس بحق الإنسان في الحياة، وفي الطفولة الآمنة، وفي السلامة، وحق الطفل في التعليم".

وأضاف: "ما يحدث اليوم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي هو تحشيد وعسكرة وصناعة للعنف والكراهية، لذلك نحن في المركز الأمريكي للعدالة أصدرنا، نهاية العام الماضي، بالتزامن مع انتهاء المعسكرات الصيفية، التي تفتحها مليشيا الحوثي، تقريرا أطلقنا عليه صناعة العنف والكراهية؛ باعتبار أن هذه المراكز الصيفية لا تهدف إلى التثقيف، وإنما دورات طائفية، وعلى استخدام الأسلحة".

وأوضح أن "هناك نوعين من المراكز الصيفية الحوثية، بحسب التقرير الذي رصدها، مراكز مفتوحة، وأخرى مغلقة، والأخرى أكثر خطورة، فمدة الدراسة فيها تصل إلى 90 يوما، ينقطع الأطفال عن أسرهم، ولا أحد يعلم أين هم، ويتم خلالها تدريبهم على السلاح، وتعبئتهم طائفيا".  

وقال: "الصناعة المذهبية والفكرية لا تشكل فقط خطرا على النسيج الاجتماعي اليمني، ولا على المجتمع اليمني، بل إنها تشكل خطرا على الأمن الإقليمي والعالمي؛ باعتبار أن اليمن تقع في موقع مهم، وأي تأثير على أمن واستقرار اليمن يتأثر العالم بأكمله".

- علوم شرعية

بدوره، يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي، طالب الحسني: "استغرب ممن يقول إن هذه المراكز الصيفية هي معسكرات، هل لديهم أدلة على هذا الأمر، أم أنها مراكز صيفية لدراسة العلوم الشرعية كالقرآن الكريم، وبعض المسائل الدينية، ولا تختلف كثيرا عن المراكز الصيفية التي كانت تقام في اليمن طوال عقود".

وأضاف: "هناك مواد تتعلق باليهود، ومعاداة اليهود، ومواجهة كيان العدو الإسرائيلي، وهذا هو ما يتم الصراخ منه، وهذه هي الإضافة الجديدة في المناهج التي تقدم لطلاب المراكز الصيفية".

وتابع: "منذ فترة طويلة، وهناك حملات تحريض على هذه المراكز، لكنها تزداد عددا، والآباء لا يمتنعون، ولا يتأثرون بالحملات التي تواجهها".

وأردف: "كل عام وهناك أعداد كبيرة إضافية تتجاوز المائة ألف، وفي بعض الحالات تتجاوز مائتي ألف".

تقارير

إعلان مليشيا الحوثي توسيع هجماتها إلى البحر الأبيض المتوسط.. ما الآثار والتبعات؟

تكثر التحذيرات حول مستقبل مجهول لدول المنطقة، وتعثر ملف التسوية اليمنية، وارتفاع خط الفقر أكثر مما هو عليه الآن على اليمنيين، فيما تواصل مليشيا الحوثي رفع وتيرة التصعيد والتهديد باستهداف المزيد من السفن في البحر الأحمر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.