تقارير
ميليشيا الحوثي تحشد إلى جبهات القتال.. كيف ستتعامل الحكومة مع هذه الخطوة؟
تشهد عدد من جبهات القتال تطورات جديدة، إذ دفعت ميليشيا الحوثي بتعزيزات عسكرية إلى جبهات محافظات مأرب بالتزامن مع ارتفاع وتيرة تصعيدها في الأيام الماضية. حشدت الميليشيا مسلحيها في مديريات صرواح والجوبة، وجبل مراد، ونظمت ما أسمتها مناورات وعروضًا استعدادًا لما تقول إنها لمواجهة أي تصعيد عسكري ضدها.
بالتزامن مع ذلك، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز جروندبرج، إنه التقى قيادات حوثية في سلطنة عمان، وهو أول لقاء عقب إدراجهم من قبل واشنطن في قائمة الإرهاب الدولي.
استباق الأحداث
يقول رئيس شعبة الصحافة العسكرية في التوجيه المعنوي بالجيش الوطني، المقدم رشاد المخلافي، إنه خلال الأشهر والأيام الماضية، لم تتوقف التحشيدات العسكرية لميليشيا الحوثي على الإطلاق في جبهات مأرب الشمالية والغربية والجنوبية.
وأضاف: “ميليشيا الحوثي استحدثت مواقع عسكرية جديدة، ومرابض مدفعية، وتحصينات صناعية وخنادق بمعدات ثقيلة. كما أنها استخدمت أرتالًا من المدرعات والدبابات ووضعت منصات للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وسط تعزيزات بشرية لم تتوقف طويلا إلى محاور وجبهات مأرب المختلفة من الجنوب مرورًا بالغرب حتى الشمال.”
وتابع: “الاعتداءات حدثت بالمدفعية والطيران المسير، وميليشيا الحوثي حاولت شق الطرقات واستخدام الأرتال، وبنت مرابض مدفعية جديدة، لكنها تعرضت أيضًا لاستهداف من قبل مدفعية الجيش الوطني.”
وأردف: “هناك اعتداءات مستمرة ونحن على أهبة الاستعداد لمواجهة الاعتداءات من جميع الاتجاهات، كما أشرت سواء كان جنوبًا أو غربًا أو شمالًا.”
وزاد: “اليوم، بيروت عادت إلى الحضن العربي، ودمشق عادت إلى الحضن العربي، وإن شاء الله صنعاء وبغداد في طريقهما إلى الحضن العربي.”
وقال: “ميليشيا الحوثي تستبق الأحداث، وإيران تعتبرها آخر أوراقها في المنطقة، لتلعب بها دفاعًا عن ملفها النووي أو للتفاوض في مشروعها النووي، لذلك اليوم نشهد استعدادات أيضًا وتعزيزات بشرية ومادية كبيرة، بإرسال المعدات والآليات العسكرية إلى جبهات مأرب.”
وأضاف: “أؤكد أننا قادمون على معركة، من خلال استطلاعات ومعلومات على أرض الواقع، حيث هناك استعدادات واستحداثات كبيرة وتعزيزات من قبل ميليشيا الحوثي، تنم عن قرب المعركة.”
خسارة شماعة غزة
يقول رئيس تحرير موقع “مأرب برس”، أحمد عايض، إن ميليشيا الحوثي بعد خسارتها لشماعة غزة، تبحث في هذه المرحلة عن أداة جديدة لتستمر من خلالها الحشد والتحشيد وجمع الناس وجمع الجبايات، ولا تتيح أي متنفس للمواطن اليمني في مناطق سيطرتها.
وأضاف: “بعد أن انتهت الميليشيا من موضوع غزة ووضعت الحرب أوزارها هناك، تقوم بتحرك ميداني باتجاه محافظة مأرب وباتجاه تعز، وبدأت بالخطاب الإعلامي والاستهداف العسكري، وتفجير الوضع عسكريًا، من خلال زيارات كبار قادة الميليشيا الحوثية إلى الجبهات.”
وتابع: “الخطاب الثاني للميليشيا هو خطاب خارجي وتهديد للجانب السعودي، والوعد والوعيد في حال دخولها في حرب داعمة للشرعية ضدها.”
وأردف: “رأينا أكثر من خطاب لقادة الميليشيا حول هذا الموضوع، فهم الآن لا يشعرون أن ثمة استعدادات واسعة ومعركة قادمة ستقودها الشرعية، لذا لا يريدون أن يتركوا حاضنتهم تهدأ قليلا. ولذلك، بدأوا مباشرة بعد انتهاء غزة بهذا الضجيج وإرسال المقاتلين وعمليات التحشيد، لأن الهدف الرئيسي من كل ما حدث في الـ 15 شهرا الماضية كان يقصد به مأرب وتعز.”
وزاد: “كل مسمياتها مسميات خريجي طوفان الأقصى، واستعادة غزة، وتحرير القدس، إلا أنها مسميات وهمية لاستكمال قضية ابتلاع ما بقي من المناطق كما يزعمون.”